الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيروز عن السنة والشيعة

عمر سلام
(Omar Sallam)

2019 / 3 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كل عام وأنتم بخير بعيد النيروز والربيع والخصب والام
هذه دراسة مبسطة عن مفهوم عيد النيروز عند السنة والشيعة
من تأثر بعض العرب بالحضارات المحيطة بهم الاحتفال بيومي المهرجان (بدء الاعتدال الخريفي) ويوم النيروز (بدء الاعتدال الربيعي)
فكانوا يقدمون الهدايا ويحتفلون بهذين اليومين.
والاشهر هو عيد النيروز، حيث كان بعض العرب يقدمون الهدايا لبعضهم ولملوكهم. وقسم منهم كانوا يصومون في هذا اليوم، وقسم اعتبره يوم مقدس.
وهدايا النيروز لا تخضع للضريبة.
وقد عرف الجاحظ هذين اليومين كالتالي
من كتاب التاج في أخلاق الملوك (ص: 146)
(فالمهرجان دخول الشتاء وفصل البرد، والنيروز إذن بدخول فصل الحر. إلا أن في النيروز أحوالاً ليست في المهرجان؛ فمنها استقبال السنة، وافتتاح الخراج، وتولية العمال، والاستبدال، وضرب الدراهم والدنانير، وتذكية بيوت النيران، وصب الماء، وتقريب القربان، وإشادة البنيان، وما أشبه ذلك.
فهذه فضيلة النيروز على المهرجان. )
وتعريف هذين العيدين شعرا. من كتاب المحاسن والأضداد (ص: 324)
قال أحد الشعراء
المهرجان لنا يومٌ نسر به ... يومٌ تعظمه الأشراف والعجم
وأنت فيه لنا بدر يضيء كما ... أن السماء ببدر الليل تبتسم
وقال اخر
جعلت فداك، للنيروز حقٌ ... فأنت علي أعظم منه حقاً
ولو أهديت فيه جميع ملكي ... لكان جليله لك مستدقا
فأهديت الثناء بنظم شعرٍ ... وكنت لذاك مني مستحقا!

امثلة على تقديم الهدايا للملوك في عيد النيروز
من كتاب سيرة عمر بن عبد العزيز (ص: 104)
لما قدم بالنيروز والمهرجان على سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَهُوَ خَليفَة فصبت لَهُ تِلْكَ الْهَدَايَا فِي آنِية الذَّهَب وصنوف الْهَدَايَا قَالَ فَكلما مر بعمر صنف مِنْهَا قَالَ لَهُ سُلَيْمَان كَيفَ ترى هَذَا يَا ابْن عبد العزيز قال يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا هُوَ مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا قَالَ لَهُ سُلَيْمَان فآلله لَو وليته مَا أَنْت صانع فِيهِ قَالَ اللَّهُمَّ أقسمه حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء قَالَ اللَّهُمَّ أشهد قَالَ فَجعل يمر بِهِ على شَيْء شَيْء وَيَقُول لَهُ هَذِه الْمقَالة وَيَقُول لَهُ عمر اللَّهُمَّ أقسمه حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء
ومن كتاب المحاسن والأضداد (ص: 322)
وبعث الحسن بن وهب إلى المتوكل بجام من ذهب، فيه ألف مثقال من العنبر، وكتب إليه:
يا إمام الهدى، سعدت من ال ... دّهر بركن من الإله، عزيز
وبظلٍ من النعيم مديد، ... ويحرز من الليالي، حريز
لا تزل ألف حجةٍ مهرجانٍ ... أنت تفضي به إلى النيروز
ونعيمٍ ألذ من نظر المعشو ... ق، من بعد نبوةٍ ونشوز
قال خالد المهلبي: «أهديت إلى المتوكل في يوم نيروز ثوب وشيٍ منسوج بالذهب، ومشمة عنبر، عليها فصوص جوهر مشبك بالذهب، ودرعاً مضاعفة، وخشبة بخور نحو القامة، وثوباً بغدادياً يقطع ثوباً. فأعجبه حسنه، ثم دعا به، فلبسه، وقال: «يا مهلبي، إنما لبسته لأسرك به»، فقلت: «يا أمير المؤمنين، لو كنت سوقة لوجب على الفتيان تعلم الفتوة منك، فكيف وأنت سيد الناس،

ومن كتاب المحاسن والأضداد (ص: 319)
وروي عن أمير المؤمنين على عليه السلام، أن قوماً من الدهاقين أهدوا إليه جامات فضة، فيها الأخبصة، فقال: «ما هذا»؟ فقالوا: «يوم نيروز»! فقال: «نيروزنا كل يوم»، فأكل الخبيص، وأطعم جلساءه، وقسم الجامات بين المسلمين، وحسبها لهم في خراجهم.

ومن كتاب الكامل في اللغة والأدب (2/ 223)
وخبرت أن أبا العتاهية كان قد استأذن في أن يطلق له أن يهدي إلى أمير المؤمنين المهدي في النيروز والمهرجان، فأهدى في أحدهما برنيةً ضخمةً، فيها ثوب ناعمُ مطيب، قد كتب في حواشيه:
نفسي بشيءٍ من الدنيا معلقةٌ ... الله والقائمُ المهدي يكفيها
إني لأيأس منها ثم يطمعني ... فيها احتقارك للدنيا بما فيها
فهم بدفع عتبة إليه، فجزعت، وقالت: يا أمير المؤمنين، أبعد حرمتي وخدمتي تدفعني إلى رجلٍ قبيح المنظر بائع جرار ومكتسبٍ بالعشق! فأعفاها، وقال: املئوا له هذه البرنية مالاً.

نيروز عند الشيعة
القول التالي يختصر مفهوم الشيعة ليوم النيروز
من كتاب شجرة طوبى -الشيخ محمد مهدي الحائري -
عن معلى بن خنيس قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (ع) يوم النيروز فقال (ع): أتعرف هذا اليوم؟ قلت: جعلت فداك هذا يوم تعظمه العجم وتتهادى فيه، فقال أبو عبد الله (ع): والبيت العتيق الذي بمكة ما هذا إلا لأمر قديم افسره لك حتى تفهمه، قلت: يا سيدي إن أعلم هذا من عندك أحب إلي من أن يعيش امواتي وتموت اعدائي، فقال: يا معلى إن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله فيه مواثيق العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، وأن يؤمنوا برسله وحججه وأن يؤمنوا بالأئمة عليهم السلام وهو أول يوم طلعت فيه الشمس، وهبت الرياح فيه وخلقت فيه زهرة الارض، وهو الذي استوت فيه سفينة نوح (ع) على الجودى، وهو اليوم الذي أحيى الله فيه الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله: موتوا ثم أحياهم، وقال: إن نبيا من الانبياء سأل ربه كيف يحيي هؤلاء القوم الذين خرجوا فأوحى الله إليه أن يصب الماء عليهم في مضاجعهم في هذا اليوم فصب عليهم فأحياهم وهم ثلاثون أو سبعون ألفا، فصار صب الماء في النيروز سنة وهو اليوم الذي نزل فيه جبرئيل على النبي (ص) - يعني بعث (ص) بالرسالة - وهو اليوم الذي حمل فيه رسول الله أمير المؤمنين (ع) على منكبه حتى رمى اصنام قريش من فوق البيت الحرام فهشمها، وكذلك إبراهيم وهو اليوم الذي أمر النبي أصحابه أن يبايعوا عليا (ع) بإمرة المؤمنين، وهو الذي وجه النبي (ص) عليا (ع) إلى وادي الجن يأخذ عليهم البيعة له وهو اليوم الذي بويع لأمير المؤمنين عليه السلام فيه البيعة الثانية، وهو اليوم الذي ظفر أمير المؤمنين (ع) فيه بأهل النهروان، وقتل ذو الثدية. أقول: عثرت على خبر أحببت إيراده، قال أبو ريحان البيروني قال بعض الحشوية: إن سليمان بن داود (ع) لما افتقد خاتمه وذهب عنه ملكه ثم رد إليه بعد اربعين يوما عاد إليه بهاؤه واتته الملوك وعكفت عليه الطيور، فقالت الفرس: (نوروز امد) -أي جاء اليوم الجديد -فسمى (بالنوروز) وأمر سليمان الريح فحملته واستقبله الخطاف فقال أيها الملك إن لي عشا فيه بيضات فاعدل فعدل.
ولما نزل حمل الخطاف في منقاره ماء فرشه بين يديه وأهدى له رجل جرادة فذلك سبب رش الماء والهدايا في النوروز. قال الصادق (ع): وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا (ع): وولاة الامر، وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة، وما من يوم نوروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج لأنه من أيامنا وأيام شيعتنا حفظته الشيعة وضيعتموه أنتم.

نيروز عند السنة
مر نيروز بمرحلتين المرحلة الأولى وهي الاحتفال بهذا العيد وتقديم الهدايا، ثم بدأ ذم هذا العيد وتحريم الاحتفال به بعد عام 200 للهجرة تقريبا. فعمر بن عبد العزيز رفع الضرائب عن هدايا هذا العيد ثم بدأت الفتاوي بذم الاحتفال او الاحتفال بهذا العيد.
سيرة عمر بن عبد العزيز (ص: 141)
رَفعه الضرائب عَن الرّعية
وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى عماله كتابا يقْرَأ على النَّاس أما بعد فاقرأ كتابي هَذَا على أهل الأَرْض بِمَا وضع الله عَنْهُم على لِسَان أَمِير الْمُؤمنِينَ من الْمَظَالِم والتوابع الَّتِي كَانَت تُؤْخَذ مِنْهُم فِي النيروز والمهرجان وَثمن الصُّحُف وَأجر الفيوج وجوائز الرُّسُل وأجور الجهابذة وهم القساطرة وأرزاق الْعمَّال وأنزالهم وَصرف الدَّنَانِير الَّتِي كَانَت تُؤْخَذ مِنْهُم من فضل مَا بَين السعرين فِي الطَّعَام الَّذِي كَانَ يُؤْخَذ مِنْهُم فضل مَا بَين الكيلين وليحمدوا الله عزوجل
ومن كتاب التاريخ الكبير للبخاري (1/ 414)
أَيوب بْن دينار. عَنْ أَبيه؛ أن عَلِيًّا كَانَ لا يقبل هدية النيروز.
ومن كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد -الفقه (7/ 473)
قال عبد اللَّه: قال أبي: حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن أنس والحسن: أنهما كرها صوم يوم النيروز والمهرجان.
من كتاب ذم الملاهي لابن أبي الدنيا (ص: 87)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ، قَالَ: «إِنَّى لَأَكْرَهُ الْمَرَاجِيحَ يَوْمَ النَّيْرُوزِ، وَأُرَاهَا شُعْبَةِ مِنَ الْمَجُوسِيَّةِ، وَرَأَى إِنْسَانًا عَلَى أُرْجُوحَةٍ»
ومن كتاب الكنى والأسماء للدولابي (3/ 1048)
حَدَّثَنَا أَبِي وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْقَوَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «مَنْ بَنَى فِي بِلَادِ الْأَعَاجِمِ فَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُمْ، وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ كَذَلِكَ، حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال