الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيحية دخلت الكنائس والاسلام خرج الى الشارع

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2019 / 3 / 22
المجتمع المدني


المقصود من هذا المقال هو مقارنة بين الإسلام والمسيحية في العصورالوسطى والان من الناحية الاجتماعية والسياسية .
ففي العصور الوسطى كانت الكنيسة الكاثوليكية تتحكم في معظم سياسات وملوك اوربا متخطية دورها الدينى بمراحل وكانت موافقة البابا أساسية لرسم سياسات معظم دول اوربا في ذلك الوقت بل أصبحت تتدخل في ادق شئون المواطن الاوربى ,وأصبحت جريمة السحر والشعوذة والتجديف تلاحق اى مواطن يتجرأ ويبدى اى رأى تعتقد الكنيسة انه يخالف تعاليمها ويكون جزائه التعذيب والسجن واحيانا القتل وكان ذلك مصير معظم العلماء والفلاسفة في ذلك العصر وانشأت الكنيسة محاكم التفتيش لمتابعة ذلك وكم جرت دماء بريئة هباء لمجرد الظن ان هذا المواطن يقول او يعمل شيء مخالف لتعاليم الكنيسة , ووصل الفساد برجال الكنيسة انهم كانوا يبيعون صكوك تسمى صكوك الغفران من يشتريها تغفر خطاياه ويدخل الفردوس .
في نفس هذا التوقيت كانت دول الشرق الأوسط يحكمها الملوك والخلفاء المسلمين ولكن كان هناك حد فاصل واضح بين رجال الدين والملوك وكان لرجل الدين في هذه الدول ذات الأغلبية المسلمة دور محدود جدا في التاثير على المجتمع وكانت الطقوس الدينية بسيطة جدا وكان زى النساء المسلمات والقبطيات متشابه الى حد كبير ولم تكن الدولة حريصة في ذلك الوقت على لعب دور دينى بارز في المجتمع , وليس معنى ذلك ان المجتمع كان في حالة مثالية وديمقراطية وانما العكس كان أيضا هناك فساد وضرائب وشعب فقير وامى وكل امله ان يجد قوت يومه ولكن النعرة الدينية لم تكن قوية بالشارع المصرى آنذاك.
قامت الثورة الصناعية والعلمية بأوربا وادى ذلك لحدوث انقلاب قوى على الكنيسة ورجال الدين وأصبحت القوانين العلمانية تحكم معظم دول العالم مثل جميع دول اوربا وامريكا وروسيا وكندا وأستراليا وانحصر دور كهنة الكنيسة في الوقت الحاضر على إقامة الصلوات بالكنيسة وانعدم دورهم تماما في التحكم في سياسة اى دولة او محاسبة اى مواطن على تصرفاته او سلوكه او ملابسة وأصبحت حرية المواطن مقدسة واصبح المواطن حر تماما حتى وصلت الحرية الى انتقاد موضوعات دينية مسيحية او انتقاد رجال الكنيسة انفسهم.
اما المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة مثل مصر فحدث العكس أيضا فاصبحت الدولة من ضمن مهامها ان تحرص على تولى الأمور الدينية وان تضمن دخول المواطن الجنة فتصرف عشرات المليارات على الازهر والاوقاف من جيوب دافعى الضرائب ويتم توقف البرامج في كل قنوات الإذاعة والتلفزيون لإذاعة الاذان خمس مرات يوميا حرصا على الا يفوت المسلم اى من الصلوات الخمسة بل ويتم نشر أوقات الصلاه يوميا في جميع الصحف والمجلات المكتوبة والمنشورة على الانترنت بل وصل الحال الى انه يمكن تنزيل مواعيد الاذان على الموبيل واذاعته من خلال الموبيل , كما اصبح لرجال الدين سطوه كبيرة واصبح المواطن يحتاج الى فتوى رجل الدين في كل كبيرة وصغيرة في حياته اليومية وابتداء من عصر السادات كانت نسبة الاناث التي ترتدى غطاء على الرأس لا تتجاوز 5% اصبحت تتجاوز 95%واصبحت الكتب الدينية هي الأكثر مبيعا وانتشارا في الأسواق وابتدأت حوادث عنف لاقباط مصر وصلت الى هدم منازل وقتل وسرقة وحرق كنائس ومنع ترميمها ومنع بناء كنائس جديدة الا بصعوبة بالغة , واصبح المجاهرة بتناول الطعام اثناء رمضان مخاطرة كبيرة قد تؤدى الى الضرب او الاهانة .كما اصبحت معظم الشوارع تعج بالمصلين خاصا يوم الجمعة فى نفس الوقت الذى يشتكى معظم الناس من قله الضمير وزيادة الفساد وهذا التدين الظاهرى قد طال اقباط مصر ايضا .
ان مصر تعيش الان فى ووضع مقارب للعصور الوسطى فى اوربا واصبح اى تصرف شخصى او راى يخضع لمراجعة دينية دقيقة ومحاسبة اجتماعية عنيفة وقد تصل الى القتل كما حدث مع فرج فودة او الى محاولة القتل كما حدث مع نجيب محفوظ.
هل هناك امل ان تخرج مصر من ظلام العصور الوسطى وتلحق بركب الحداثة والتطور ؟وان يرجع الاسلام للمساجد ويترك الشارع كما فعلت المسيحية ودخلت الكنائس ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النصوص هي سبب يحصل.
عادل أكرم ( 2019 / 3 / 22 - 02:33 )
ما حدث في المسيحية في القرون الوسطى كان سببه جهل الناس واسغلال رجال الدين لهذا الجهل وفرض سطوتهم على الوضع ولا يوجد في المبادئ والنصوص المسيحية ما يخَوِّل رجل الدين القيام بتلك الأعمال والقاعدة الذهبية هي قول المسيح : اعطوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر- أي فصل الدين عن الدولة.

نلاحظ في الاسلام خلاف هذا الأمر فالاسلام دين ودولة والرؤساء كانون يحملون أسم - الخليفة- أي خليفة النبي والنصوص التي لا يمكن المساس بها تشير الى أن كل شيء يجب أن يسير بموجب القرآن والسنة ( الشريعة).

الآن وبعد أن تغيرت الظروف ولم تعد كما كانت في العصر الذهبي لزمن الخلفاء بدأ الناس يحنون لذلك الزمن الذهبي محاولين استرجاعه ولا يوجد أمل لتحسين الوضع الحالي الا بوقفة شجاعة تفرض على رجل الدين المسلم أن يلتزم الجامع وأن يفسح المجال لحكم مدني يتناسب مع متطلبات العصر.




2 - مقارنة غير مفيدة
nasha ( 2019 / 3 / 22 - 04:03 )
من غير الممكن مقارنة عملية تطور المجتمعات المسيحية الاوربية قبل 500 سنة مع عملية تطور المجتمات الاسلامية الشرق اوسطية الان. ولا يمكن الربط بينهما لاسباب عديدة منها
المجتمعات كانت معزولة عن بعضها تماما ولم يكن هنالك وسائل اتصال واعلام بين المجتمعات. ولذلك كان المجتمع يتطور ذاتيا دون تاثير خارجي ودون مثال او نموذج يحتذي به.
المجتمعات اليوم متلاصقة تتفاعل مع بعضها البعض وعملية المقارنة والتقليد على اشدها.
التطور في اوربا حدث تلقائيا ومن الثقافة المسيحية ذاتها وبرعاية المؤسسات الدينية المسيحية ولم تكن تقليدا للغير.
فكرة اوربا تطورت لانها هجرت المسيحية غير صحيحة ووصف فترة القرون الوسطى بالمظلمة وبالتخلف غير صحيحة ايضا.
لو صح وصف القرون الوسطى بالظلامية والتخلف فهذا الوصف هو نسبة الى حالة اوربا الان وليس الى حالة المجتمعات الاسلامية لا الان ولا في كل العصور السابقة.
تحياتي


3 - ليس فقط مصر
عماد ضو ( 2019 / 12 / 31 - 14:31 )
وضع الاسلام في كل دول العالم وليس فقط في مصر هو حال المسيحية في القرون الوسطى
ولكن لا ينفع نفس الحل مع الاسلام.
الاسلام غير قابل لحشره في الجامع كما حشرت المسيحية في الكنيسة. فالإسلام دولة قبل ان يكون دين.
كل طقوسه هي طقوس عصابة حربية. وكل سيرة مؤسسه الاٍرهابي قثم ابن ابو كبشة هي سيرة زعيم عصابة مغتصب سارق وقتال شرير
لا ينفع حشر الاسلام في الجامع. هناك غرفة صغيرة في كل بيت يجب ان يحشر الاسلام فيها

اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق