الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرّك العسكري التركي المحفوف بمختلف المخاطر والمخاوف...!؟.

نوري بريمو

2006 / 4 / 26
القضية الكردية


تتناقل وكالات الأنباء أخباراً في غاية الخطورة مفادها أنّ الجيش التركي يزحف حالياً بجافل عسكرية مدجّجة بالأسلحة والعتاد نحو المناطق الحدودية الفاصلة بين كل من كوردستان تركيا وإيران والعراق وسوريا...!؟،حيث تتحصّن في جبالها قوات حماية الشعب ـ pkk ـ كمواقع دفاعية تنطلق منها بين الحين والآخر لتنفيذ عملياتها الفدائية المشروعة ضد ثكنات الجندرمة في عمق الأراضي التركية ،من جهة أخرى تؤكّد المعلومات الخبرية بأنّ قوات الجيش الإيراني أيضاً تقوم من جانبها بهجمات مدفعية وصاروخية شديدة لنفس المواقع .
تجري هذه الحملة العسكرية تكملةً للعسف الأستخباراتي العنيف التي تعرّضت لها مختلف مدن وقصبات وأرياف كوردستان الشمالية التي هبّت أهاليها في مسيرات وإعتصامات مدنية عارمة إصطدمت خلالها بقوات الأمن المدعومة بالعسكر الذين إقتحموا الشوارع وإنتهكوا الحرمات وإعتقلوا المئات من الشباب والأطفال والنساء ،بعد أن كانوا قد قتلوا بالأسلحة المحرّمة دولياً (14) شهيداً من مقاتلي قوات حماية الشعب ،بالترافق مع حملة إعلامية نارية قادها بعض الجنرالات والساسة الطورانيين وخاصة أردوغان الذي فقد توازنه حينما وصف المدنيين العزّل بالإرهابيين الذين ينبغي عدم التهاون معهم لابل قتلهم بالجملة...!؟.
لقد كانت مشاهد تلك المظاهرات (مَفخرة للكورد ـ مَذلّة للترك) في آن واحد , لأنّ قوات الجندرمة أشاعت بغطرستها حالة من الذُّعر الشديد لدى الشارع ,بما يتنافى مع قوانين الشرعية الدولية ومع أبسط مبادئ حقوق الإنسان , فقد إعتقلت الصغار وذويهم وإقتادتهم إلى المعتقلات ووجهت إليهم مختلف الاتهامات والشكوك الباطلة التي أرادت بها إيهام الرأي العام العالمي ,على أن هؤلاء الصغار هم ((إرهابيين مدفوعين من قبل جهات إرهابية)) ...!!!؟؟، وأنه لا بد من اتخاذ إجراءات تقعسفية تقمع مثل هكذا ((مشاغبات)) حسب زعمهم...!؟, علماً أنها بمجملها إفتراءات كماليزمية عارية عن الصحة ,لأنّ ما جرى في الشارع الكوردستاني هناك يمكن إعتباره بمثابة ردّ فعل (سياسي ـ مجتمعي) لابديل عنه في هكذا حالة من الإغتصاب القومي الهمجي .
إنّ أي مراقب منصف لتطورات الصراع الدائر في كوردستان الشمالية خلال السنوات القليلة الماضية ,يرى بأنّ الدوائر الشوفوفاشية الحاكمة في تركيا ،تبدو مصرّة لابل في عجلة من أمرها لاستكمال إبتلاع القضية الكوردية وفرض تسلّطها القومجي على أبناء الكورد واتخاذ مختلف إجراءاتها القمعية ضدهم .
وإنطلاقاً من مبدأ: أنّ النضال التحرري الكوردي سيدوم مادام شعبنا محروم من حقه في تقرير مصيره هناك..., فإنّ الجانب الكوردي يحقّ له أن يبقى عازماً على متابعة حراكه السياسي الواجب والممكن وفق الأشكال الديموقراطية السلمية التي من شأنها رفع الشأن السياسي والدبلوماسي للقضية ,مراهناً في ذلك المسعى المصيري على إمكانيات جماهيره التي لا يجوز لأحد الاستهانة بطاقاتها الكامنة والحاضرة عند الضرورة ,والتي ستبقى تساند أي حراك من شأنه الدفاع عن قضاياها المصيرية مهما بلغت التضحيات ومهما كانت دروب نضاله شائكة ووعرة...!؟، ليس هذا فحسب لابل يحق له أي للجانب الكوردي مواصلة كفاحه المسلّح حين اللزوم أي حينما تقتضي مصلحته الدفاعية القيام بذلك العمل المشرّف الذي ينبغي أن يبقى السلاح (الحاضر ـ الغائب) في متناول يد الكورد على الدوام...!؟.
لكن على ما يبدو قد فات هؤلاء الجندرمة المتفاخرين بجبروتهم وبتلك العقلية الشمولية التي يحملونها والممتنعين عن التعامل الإيجابي مع الكورد ،والمتناسين للقانون الدولي ولمبادئ الشرعية الدولية بصدد الحقوق القومية ،والمصرّين على ممارسة الحرب على الآخر للشطب عليه وإلغائه وعدم الاعتراف بوجوده ،والغاضّين أبصارهم عمّا يجري من تحولات ومتبدلات ديموقراطية حول تخومهم وفي أنحاء متفرقة من العالم...!؟, بأنّ شعبنا المضطهَد بين مطرقة جبروتهم وسندان إنسانيتنا , لاترهبه كل الحملات العسكرية ولاتثني عزيمة الدفاع لديه كل الأساليب الوحشية ولن تنال من مواقفه كل حمّى الاتهامات وحملات التهويش والتشكيك...الخ ,في الوقت الذي يتطلّع فيه أبناء كوردستان إلى الظفر بعلاقات سلمٍ أهلية ملؤها المصداقية والاحترام المتبادل والتوازن في الحقوق والواجبات مع مختلف مكونات الدولة التركية ،دون أي إنتقاص من دور ومكانة وكرامة أي طرف سواءً أكان تركياً أوكوردياً أوأية ملّة أخرى .
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الحركة التحررية في شمال كوردستان وفي مقدمتها(pkk)، لا تسعى في هذا الوقت وفي أية أوقات أخرى إلى توتير المناخات في تركيا ولا تجنح إلى حل المسألة الكوردية بالمشاكسات وبالأساليب العسكريتارية ,وهي تميل دوماً إلى الدفاع اللاّعنفي عن قضيتها بعيداً عن العنف والعنف المضاد...!؟, فالحراك الكوردستاني المدني صوب الديموقراطية هو الكفيل بوضع الحلول الواقعية الضامنة لتطلعات الشعوب الطامحة إلى غدٍ أفضل وأسلم .
ومهما إمتنع الطرف الآخر عن خيار الحوار وبقي محتكماً إلى لغة الحديد والنار…، ينبغي أن لايفقد الجانب الكوردي بكافة فعالياته المسلّحة والمجتمعية لتوازنها السياسي حتى ،وإن تطاولت أدوات قمعها الفاشية في تنكيلها بالجسد الكوردستاني الغائص وسط دماء أبنائه وأوجه الحرمان المتعدّدة الجوانب والأشكال والفصول , وينبغي أيضاً أن يبقى الكورد يتطلّعون إلى الاصطفاف مع ديموقراطيي العالم الذين عليهم أنْ يثبتوا يوماً بعد آخر ,بأنهم أصدقاء أوفياء لشعبنا ولقضيته القومية العادلة .
أما إذا ما ظنّ الطورانيون بأنّ أساليب التعامل الفوقي والتنكر ستبقى سارية المفعول وقابلة للتطبيق إلى الأجل الذي يحلو لهم , وأنّ الصراخ الكوردي المستغيث سيصمت ولن يعلو خوفاً من هجمات جحافل العسكر أورهبةً من سريان الأحكام العرفية في المحافظات الكوردستانية…, فإنهم واهمون وسيدركون لاحقاً مدى خطأ حساباتهم وسوء تقديراتهم وحجم الأضرار التي قد يحصدونها في المستقبل .
وصحيحٌ أنّ سلطة العسكر الحاكمة لتركيا اليوم...!؟، هي قادرة دون شك حتى هذه اللحظة على الاستمرار في إضطهاد الكورد ,بفعل قبضتها السلطوية الهائلة قياساً مع إمكانيات الكورد...،في ظل سريان عقلية القوي يأكل الضعيف المنافي لكل الشرائع...!؟, لكنها ليست قادرة أبداً على سلب إرادة الإنسان الكوردي في تحمّل مشقّة الصمود والدفاع عمّا يراه حقاً مشروعاً من حقوقه المفقودة ..., وإنّ خروج النساء الكوردستانيات وأطفالهنّ إلى شوارع العاصمة أمد وأخواتها موش ووان وباطمان و...إلخ، لهو خير بداية مجتمعية لفاتحة عهدٍ جديدٍ من العصيان المدني العارم الذي بات يترقبه الشارع الكوردستاني بفارغ الصبر والذي من شأنه الإتيان بحالة حراك سياسي دبلوماسي يتلاءم مع متطلبات الحالة الدولية والشرق أوسطية الجديدة .
وإنّ لغة الخطاب السياسي هذه التي قد يفهمها الغير بشكل حدّي مغلوط للوهلة الأولى…!؟, هي ليست بجديدة وينبغي أن لا يُفْهَمُ منها العنجهية والتهديد أوالتوتير ,لأنها لغة متداولة من قِبَلِ الساسة الكورد ماضياً وحاضراً ،وهي في نفس الوقت مشروعة بشكلها الديموقراطي وبمضمونها الحقوقي وجوهرها الإنساني ,ولأنها تتلاءم مع مقاسات وروح هذا العصر الذي لا زلنا كأكراد نعيش خارجه ونراقب أحداثه ونترقب ـ عن بعد ـ ما سيصيبنا من تأثيراته سلباً أكان ذلك أم إيجاباً , وإننا واثقين من أنّ قضيتنا التي نكدح من أجلها ستنال النجاح ما دامت قضية ديموقراطية وتبحث عن الحلول الديموقراطية ,وما دمنا قادرين على ممارسة الحراك المطلوب والمتاح في هذه المرحلة وفي كل المراحل المقبلة سواءً أكانت منفرجة أو منغلقة .
في الختام..، لابدّ من أن يرتفع الصوت الكوردي عالياً في كل مكان لمناشدة مختلف القوى المناصرة للسلم والديموقراطية وحقوق الإنسان والشعوب ،ليتشكّل مناخ دولي ضاغط كي لايكون هنالك أي خيار أمام حكام تركيا سوى التخلي عن جبروتهم عبر العودة إلى جادة العقلانية التي تقتضي منهم السحب الفوري لقوات جيشهم المسلّح من تلك المناطق التي أقدموا على غزوها لغايات لم تعد بخافية على أحد لابل معروفة لدى الجميع فهي تريد ضرب عدّة عصافير كوردية بحجرة تركية واحدة...!؟، فهل لدى الجانب الكوردي أي ردّ عملي حاسم...؟!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديموقراطي الكوردي في سوريا ـ يكيتي ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م


.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف




.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون: