الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمكو الحزين

امين يونس

2019 / 3 / 26
المجتمع المدني


سمعتُ أن " حمكو " كانَ قد زارَ روضة الأطفال التي فيها حفيدهُ ، وأنهُ تناقشَ نقاشاً حاداً مع المُديرة .. ولولا تدخُل المعلمات وتهدئتهم للطرفَين ، لحدثَ ما لا تُحمَد عُقباهُ . فلم اٌفّوِت الفُرصة ، وإتصلتُ بهِ آمِلاً في إغاضتهِ :
* ألو .. مرحبا . سمعتُ بأنكَ قُمتَ بِغارةٍ على الروضة وتهجمتَ على المُديرة ! .
- يا فتاح يارزاق ... هل عندك إستخبارات يارجُل ؟ لم تمُر سوى ساعتَين على ذلك ، كيف عرفت بالله عليك ؟
* هه هه هه ... أخبارُكَ تنتقل بسرعة ياحمكو . لكن ألَمْ تخجل ؟ لماذا أزعجتَ تلك المُربية الفاضلة ، مُديرة الروضة ، المعروفة بإنسانيتها وبراعتها في رعاية الأطفال ..
قاطعني حمكو بِحِدة : ماذا ؟ ماذا ؟ هل قُلت فاضلة وبارعة في عملها ؟ كُنتُ سأزورك غداً صباحاً .. لكنني سوف آتي الآن وفوراً .. لأشرح لك ماذا حصل . وأقفلَ الخَط .
قُلتُ لنفسي : وهو المطلوب ياحمكو .
...............
- هل تعرف بأن السيدة الفاضلة التي تُدافِع عنها .. كان ينبغي أن تُحال على التقاعُد العام الماضي ، لكنها مددتْ خدمتها سنتَين بالواسطة ؟ ولم تكتفِ بذلك ، حيث قامتْ بتعيين إبنتها المتخرجة حديثاً ، في الروضة ، وبالواسطة أيضاً " حيث لا توجد تعيينات كما تعرف " ... وتقوم عَلَناً بتهيئتها أي إبنتها ، لتحل محلها في الإدارةِ العام القادم ! .
* لا .. لا ياحمكو . يبدو أنكَ مُتحاملٌ على تلك السيدة المُحترَمة .
- نعم ياسيدي .. أنا مُتحامِلٌ عليها . ولقد قُمتُ اليوم بنقل حفيدي من تلك الروضة إلى أخرى رغم أنها بعيدة . أتدري بأن سيارة المُديرة آخِر موديل وتُساوي ستة أو سبعة دفاتر دولارات ، وعندها سائِقٌ خصوصي أيضاً ؟
* قُل ذلك ياحمكو .. أنتَ حاقِدٌ عليها طبقياً . فهي غنية ومتمكنة و مْرّيِشة ، وأنتَ هذا الصعلوك الذي أعرفك ! .
- كلا لستُ حاقِداً . ولكنها دكتاتورة مُصّغَرة .. أتعرف بأن متعهد الحانوت والحارس والفراشات ، كلهم من أقرباءها ومعارفها ؟!
* وماذا في ذلك ؟ إذا كانوا كفوئين والعمل يمشي حسب الأصول ، ماذا يهمك أنت ؟
- حسب الأصول ؟ يارجل حرامٌ عليك . لا يمرُ أسبوعٌ إذا لم يشتكي حفيدي ، من سوء المعاملة ، والتمييز .. سواء في القاعة أو الحديقة او الحانوت .
* يبدو أن حفيدك إكتسب منك بعض العادات السيئة .. ويميلُ إلى التذمُر والشكوى الدائمة ! .
- كُف عن إزعاجي . تَصّوَر ان مُنظمات تتبرع أحياناً بمُستلزمات وألعاب لمدارس وروضات الأطفال .. حتى هذه .. لا تقوم المديرة التي تُدافِع عنها جنابك ، بتوزيعها بِعدالة . قال حفيدي ، قبلَ شهر ، بانهم أعطوه لُعبةً مكسورة ، بينما حصل بعض الأطفال على لُعبتَين ... وعندما ذهبتُ للتحقُق من الأمر .. إكتشفتُ بطريقةٍ غير مُباشرة ، بأن أطفال المسؤولين يُعامَلونَ مِنْ قِبَل المُديرةِ مُعاملةً خاصة .
والأطفال في هذا العُمر كما تعرف ، يمتلكون حساسية مُفرِطة .. وأنا أخاف على حفيدي ، أن يتعقد منذ الآن .
* ليستْ مُشكلة .. سيصبح مجنوناً مثلك ! .
- وآخِر المُسلسَل .. اليوم . ذهبتُ لأعرف لماذا لم يُشرِكوا حفيدي في الفعالية الفنية الغنائية ، دون بقية الأطفال . فقالتْ لي المديرة بلهجةٍ مُتكبرة فوقية : أنهُ غَبي وصوته قبيح ! .
هل تعرف لماذا أنا حزين ؟ لأني أشفقُ على هذا الجيل الذي يتربى على يد مثل هذه المُديرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسوأ أزمة نزوح في العالم-.. الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 12


.. الإفراج عن أسانج: انتصار لحرية التعبير؟ • فرانس 24




.. -حفاضات وكلاب واحتضان جثث-.. شاب فلسطيني يكشف تعرضه للتعذيب


.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود




.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با