الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصاصات سيلوسية30: الصراع الأبدي بين الأديان4

سيلوس العراقي

2019 / 3 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الله يكره اليهود
القديس يوحنا ذهبيّ الفم (347 ـ 407م) اللاهوتي الأنطاكي الشهير على مستوى الكنيسة الجامعة، ويعتبر أحد آباء الكنيسة لغزارة وعمق لاهوته. لكن هو الآخر يضعه الدارسون المختصون بتاريخ معادة اليهود التي سيتم تسميتها فيما بعد بمعاداة السامية، على رأس قائمتهم، ويعتبره البعض بأنه كان هجوميًا قاسيًا بما يتعلق باليهود. فيما يلي تصنيفًا لمختارات لعبارات من خطبه ومواعظه يصف فيها اليهود ومعابدهم ـ سيناغوغاتهم :
السيناغوغ هو أسوأ من بيت الدعارة،
السيناغوغ هو عرين الأوغاد،
السيناغوغ هو ملاذ الوحوش البرّية،
السيناغوغ هو معبد الشياطين المكرس للعبادات الوثنية،
السيناغوغ هو ملجأ الأوغاد والفاسدين،
السيناغوغ هو كهف الشياطين،
السيناغوغ هم مقر اجتماع المجرمين اليهود،
السيناغوغ مكان التقاء لقتلة المسيح،
السيناغوغ مكان أسوأ من متاجر الخمور،
السيناغوغ عرين اللصوص،
السيناغوغ بيت سيء السمعة،
السيناغوغ هو محل إقامة الأثم،
السيناغوغ ملجأ الشياطين،
السيناغوغ خليج الضياع وهاوية الهلاك،
ويقول القديس ذهبي الفم : مثلما أكره السيناغوغات أكره اليهود لنفس الأسباب التي أكره فيها السيناغوغات.
ويتهم اليهود بأنهم :
انهم يعبدون الشياطين ولا يعبدون الله.
اؤكد بأن الله يكره اليهود، ومنذ أن قتلوا يسوع، لن تُمنح لهم الفرصة للتوبة.
ويقول: إن قصد الله في تركيز كلّ عباداتهم في اورشليم كان من أجل تسهيل تدميرها.
وعلاوة على ذلك، فكانت كلّ المعاناة التي لحقت بهم تعبيرًا عن غضب الله ورفضه المطلق للشعب اليهودي.
وأخيرًا، بما أن الله كره اليهود، فالمسيحيون مُلزمون بكراهيتهم ايضًا.
المراجع : يوحنا ذهبي الفم، ثمان خطب ضد اليهود، عظة رقم 1، 4 ، 6
يبدو أن ما جاء من تحشيد للمؤمنين المسيحيين في انطاكيا على كراهية اليهود وسيناغوغاتهم، كان بسبب الوضع الصعب الذي كانت عليه حال الكنيسة الأولى، مع أنه تم اعلانها كالديانة الأولى للامبراطورية الرومانية.
وربما كان ذلك بسبب وجود عدد غير قليل في انطاكيا ممن آمنوا بيسوع مسيحًا لكنهم لم يتوقفوا من الصلاة في أيام السبت في سيناغوغات انطاكيا، ولم يتوقفوا عن الالتزام بشريعة السبت، وعلى الأغلب أن يكونوا من الجماعة اليهودية ـ المسيحية المعروفة في قبولها يسوع مسيحًا وقبول تعليم يسوع، لكنها بقيت على ممارساتها والتزاماتها اليهودية، وعلى احتفالها في عيد البيساح ـ الفصح ـ اليهودي. مما سبّب في إشكالات حرجة وكبيرة لأساقفة الكنيسة، ويبدو أن القديس يوحنا ذهبي الفم قد انتهى صبره منهم، خاصة أن العديد من الوثنيين المتحولين الى المسيحية قد قلدوا الجماعة اليهومسيحية.
ولم يعد لذهبي الفم من أسلوب غير الازدراء وتحقير السيناغوغ واليهود في مواعظه، لابعاد المسيحيين عن اليهودية وعن الدخول الى السيناغوغات من بعد. الأسلوب الذي لا يتطابق كثيرًا مع تعليم يسوع الذي ارتاد السيناغوغات أيام حياته في اسرائيل كيهوديّ مؤمن وتقي، ومن بعده تعليم بولس الايجابي بشأن اليهود.
وجدير بالاهتمام فان الكنيسة اليوم مع اكرامها للاهوت يوحنا ذهبي الفم وكتاباته، لكنها لا تؤيد هذه العبارات القاسية والمعادية ضد اليهود والداعية الى الكراهية.
لكن هكذا لهجة عدائية جدًا وعبارات غاية في القساوة في حينها ـ في القرن الرابع الميلادي ـ كانت قد أسّست بالتأكيد الى الكراهية والدعوة للكراهية التي ليست من روح الانجيل في شيء وليست من تعليم يسوع، كما أنها أدت الى تعزيز الفكر اللاهوتي الاستبدالي، الذي حلّت بحسبه الكنيسة محل اليهودية، وعلى اليهود أن يقبلوا المسيحية، وليس لهم من خيار آخر، إلا إذا فضّلوا الضياع والسقوط في هاوية الهلاك كما يقول يوحنا ذهبي الفم أو غيره من آباء ولاهوتيي الكنيسة في قرون مضت.
ربما يكون الاسلام، بطريقة أو بأخرى، قد استنسخ من مؤسسي "لاهوت الاستبدال" وغيرهم، الأسلوب الفجّ غير الموضوعي في تعامله مع الأديان الأخرى، معبرًا عن استعلائه واستهزائه واحتقاره لها بتكفيرها. مستعيرًا الكثير من مفردات الاحتقار والازدراء والتكفير كالتي في أعلاه، ليس ضد اليهود فقط ، بل ضد أتباع كلا الديانتين السابقتين له.
والى القصاصة السيلوسية التالية : تحية وسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا