الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرجوكم.. لا تطالبوننا بالديمقراطية

كمال رزق

2006 / 4 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل هي لعبة خبيثة يلعبها الغرب معنا ؛ حين يطالبنا - عن سوء نية- بتطبيق الديمقراطية في بلادنا التي أكثر ما تعتز بطغاتها وسلاطينها العتاة؟
وأية مصلحة له في ذلك؟ بل ألا يعارض مطلبه هذا مصالحه الفعلية في بلادنا؟
الجواب نعم؛ لكن اللئيم يعلم علم اليقين أن أي مطلب من طرفه الآن سوف يكون له فعلا عكسيا ويحكم عليه بالإعدام على مقصلة الدين الذي يحتكره علماؤنا الأجلاء- أدامهم الله ذخرا لنا ولأمة الإسلام- وبالتالي فهو الذي يمنح - عن قصد - فتاواهم مصداقيتها أمامنا نحن الرعاع .
فاستطاع- مثلا - أن يجد من يؤكد وبكل راحة ضمير:
(والان ونحن على ابواب اقامة نظام الخلافة، فلا بد ان ننزع من نفوس الناس فكرة الحريات العامة، كما تنزع الديمقراطية.)*
وشعارات الحرية والديمقراطية- التي لم يستطع ساستنا العتاة الفكاك منها حتى في أعتا مراحل قمعهم وطغيانهم- بدلها فقهاؤنا المبجلون برمشة عين وبشعارات واضحة وصارمة ومن وحي الإيمان :
{النظام الديمقراطي نظام كفر....الحريات نظام كفر}* .
وذلك-أيها الحرافيش- لأن:(الحريات العامة هي الحريات الأربع، هي : حرية الاعتقاد، وحرية الرأي، وحرية التملك، والحرية الشخصية . هذه الحريات العامة جاءت أحكام الإسلام ضدها)*
ومن الآن فصاعدا كل من سيتبنى تلك المقولات المغضوب عليها ؛ هو أولا عميل للغرب الكافر وثانيا هو نفسه كافرا بالإجماع وبالقياس أيضا.
وحين يشن هذا الماكر هجمات إعلامية ضارية على أنظمة القمع التي ترعى مصالحه في سهولنا وودياننا وآبارنا تؤدي تلك الهجمات لعناق وطني عاطفي ديني يبدو أنه طويل بين أعداء الأمس (الحركات السلفية الإسلامية وهؤلاء الطغاة) على قاعدة محاربة الكافرين الذين يطالبون بنظام ديمقراطيا كافرا.
فتعدل القاعدة الشرعية التي تؤكد على محاربة الإمام الجائر والتي كانت تأخذ شرعيتها من قول الرسول:
(على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)
إلى قاعدة شرعية أخرى تقول: لا يجوز إزالة الشر بما أشر منه؛ بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه؛ والتي تأخذ شرعيتها – هي أيضا- من قول الرسول:(ومن خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات ، مات ميتة جاهلية).
يطالب هذا الوغد بتعديل مناهجنا الدراسية بعد أن كنا نعدلها بصورة مستمرة ودون أي حرج فيصبح هذا المطلب حاجة غربية هدفها هدم الإسلام وتعاليمه.
يطالب بحقوق الأقليات الدينية والقومية فتصبح مصلحة غربية استعمارية هدفها تفتيت الأمة فنسارع لحمل السيوف والسكاكين والهجوم على أقرب كنيسة أو حسينية أو معبد أو قرية أو حي يقطنه أتباع تلك الأقليات الخائنة والعميلة.
وبين ليلة وضحاها يتحول معتوهون وأغبياء على شاكلة بن لادن والزرقاوي إلى مناضلين وأحرار لا يشق لهم غبار؛ بل وناطقين باسم الدين السمح ومن يخالفهم في أي تفصيل مهما صغر شأنه فهو كافر بإجماعهم( والكافر يقتل) بل يقتل هو وزوجته وأبنائه أيضا!!
وينقلب المفكرون عملاء والعملاء مفكرين...
وتصبح لغة الطائفية البغيضة - التي كدنا ننساها نحن (الرافضة) والكفار والصليبيين من أبناء الأمة- لغة الدين والدولة ؟
وتصبح العودة لعصور الجهل هدفا مقدسا يستحق الموت لأجله؟
اللعنة عليك أيها الغرب ؛ وأنت دليلنا في البحث عن الزمن الضائع ...
بالأسئلة الساذجة نفسها.. بالمعاني الخائبة نفسها..
ونحو البؤس نفسه.

***********************
books/details/www.alokab.com *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا