الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه الآيات لن نحذفها ... و هكذا نفهمها

سعيد المجبري‎
(Saeed Almajpari)

2019 / 3 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد علق البعض على مقالي السابق بعنوان الوصايا العشر - أحترم رأيهم - ولكن أحدهم أشار إلى بعض الآيات بالأرقام وهي 5/14/29/73 من سورة التوبة و الآية 5 من سورة محمد . وسماها آيات القتل وطالب بحذفها .. أنا أقول له أننا لن نحذف شيئا ولن نعتدي على مقدساتنا أو مقدسات الآخرين مهما كانت. و لكن من حقنا نقد هذه المقدسات .. أما عن الآيات التي ذكرها فنحن الشباب نفهمها كالآتي: .. وقبل الدخول لموضوع هذه الآيات فلا بد أن نشير إلى أن كل البشر - بدون أدنى شك - يعرفون بالفطرة بأن هناك رب خالق لهذا الكون (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطرالناس عليها لا تبديل لخلق الله) إذن كل البشر بمختلف أديانهم و معتقداتهم متساوون في هذه الفطرة . أما الإيمان فهو الإشعار بالأمن والمؤمن هو من يلتزم بالتعايش الأمني مع الناس أي أن يأمن جانبهم و يأمنوا جانبه . وهذا التعايش الأمني يكون وفقا لوصايا الرب التي هي سبيل الله المؤدي إلى سعادة الإنسان وهذا هو معنى الإيمان بالله . أما الإسلام فهو الإشعار بالسلام و المسلم هو من يلتزم بالتعايش السلمي مع الناس أي أن يسلم منهم و يسلموا منه . وهذا التعايش السلمي يكون أيضا وفقا لوصايا الرب التي هي سبيل الله المؤدي إلى الحياة برفاه و طمأنينة و هذا هو معنى الإسلام لله . أما المشرك فهو الذي لا يلتزم بالتعايش الأمني ولا السلمي و ينصب نفسه شريكا لله في عباده فيقوم بمصادرة حقوق الآخرين كحرية الفكر و الوجدان و حرية الدين و حرية الرأي و التعبير و حرية المشاركة في الشأن العام و منعهم من ممارسة هذه الحقوق . و قد يكون هذا المشرك فردا أو قبيلة أو مجتمعا أو حكومة . أما الكافر فهو الذي لم يلتزم بالتعايش الأمني ولا السلمي و غطى على ذلك بالتعدي على حقوق الآخرين و منعهم من ممارسة هذه الحقوق .. و بناء على ما سبق يمكن أن نفهم هذه الآيات كما يلي :: (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لهم كل مرصد) أي إذا انتهت فترة الهدنة التي بينكم و بينهم ولا يزالون يعتدون عليكم ولا يعترفون بحقكم في حرية الدين و يقاتلونكم فاقتلوا كل من تجدوه من جيشهم في أي وقت و في أي مكان . و من استسلم فخذوه أسيرا و حاصروهم و ترصدوهم كما يترصدونكم . وهذا يشبه ما فعله حلف الناتو مع صربيا عندما اعتدت على حقوق الإنسان أي حرية الدين في البوسنة و ربما يحدث هذا قريبا في ميانمار التي اعتدت على حق الروهنقا في حرية الدين . ثانيا / (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مؤمنين) أي قاتلوا هؤلاء المشركين الذين اعتدوا على حقكم الإنساني في حرية الدين فهم يتعذبون في هذه الحرب كما تتعذبون و يخسرون أرواحا و أموالا كما تخسرون و إذا صبرتم في القتال ستنتصرون عليهم و يذهب الغبن الذي أصابكم . ثالثا / (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ

) أي قاتلوا الذين يرفضون التعايش الأمني و السلمي معكم فيعتدون على حقكم في حرية الدين ولا يؤمنون بالحرية و الديمقراطية و يجمعون الجيوش لقتالكم سواء كانوا من أهل الكتاب أو غيرهم قاتلوهم حتى يلتزموا بالتعايش السلمي و يدفعوا الجزية أي يدفعوا تعويضات كاملة عن جميع الخسائر التي تكبدتموها لأنهم هم الذين بدءوا العدوان عليكم . و هذا يشبه ما فعلته الأمم المتحدة و مجلس الأمن مع صدام و جيشه عندما اعتدى على الكويت . رابعا / (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ و اغلظ عليهم) أي يا محمد أبذل كل ما في وسعك في مواجهة الذين لم يلتزموا بالتعايش السلمي ولا الأمني معكم و قاموا بدلا من ذلك بمحاولة مصادرة حقكم في حرية الدين فواجههم بالرأي و الحجة و كن جادا و لا تتساهل في مواجهتهم و إن لجأوا للحرب فحاربهم و قاتلهم حتى يلتزموا بحرية التعايش الأمني و السلمي و حين ذلك لا إكراه في الدين ففي هذا المناخ السلمي الديمقراطي الكل سيعرض دينه على الناس و للناس حرية اختيار الدين الذي يروق لهم . خامسا / (ْفَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء) أي إذا بدأت الحرب بينكم و بين جيش الرافضين للتعايش السلمي معكم فاضربوا رقابهم كما يضربون رقابكم و اصبروا على القتال حتى إذا أضعفتموهم و أوهنتموهم فامسكوهم أسارى و بعد نهاية الحرب فإما أن تمنوا على هؤلاء الأسرى فتطلقوا سراحهم و إما أن تفادوا بهم أسراكم و ذلك يشبه ما تفعل الدول المتحاربة فيما بينها كفلسطين و إسرائيل . سادسا / (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم) أي أن كل الملتزمين بالتعايش الأمني و السلمي معكم يجب أن تتواصلوا معهم و تخالطوهم بالإحسان و المعاملة الطيبة فأنتم جميعا تعتبرون مؤمنين و مسلمين - بغض النظر عن معتقداتكم - ما دمتم كلكم ملتزمون بالتعايش الأمني و السلمي في مجتمع حر ديمقراطي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التفسير حسب المزاج
عادل أكرم ( 2019 / 3 / 27 - 14:34 )
أصل المشكلة يكمن في أن كل شخص يحاول تفسير الآيات القرآنية بالطريقة التي يرتضيها وتفسيرات الكاتب من هذا النوع إذ ليس فيها غير محاولة قلب حقائق مفهومة الى ألغاز غير منطقية.


2 - انظروا للقران بعيون سليمة من الغش
muslim aziz ( 2019 / 3 / 27 - 15:51 )

Muslim Aziz
السيد الكاتب تحية
يطالب البعض بحذف ايات من القران الكريم ويطالب البعض الاخر بحذف القران الكريم من الفه الى يائه وكلا الفريقين على خطأ.
اما الايات التي تطالب بقتال المشركين فبعضها لا بد من تفسيره بسياقها التاريخي وخاصة الايات في سورة التوبة والتي نزلت بعد ان قام المشركون بخرق بنود صلح الحديبة.
وعلى الناقد للقران الكريم ان يفرق بين مفهومي(قاتلوا) و (اقتلوا)
( وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه) استجارة (حماية) ثم تأمين وصوله الى حيث يريد.
أخيرا يجب علينا النظر للقران الكريم بعيون القرن الحادي والعشرون وليس بعيون القرن السابع الميلادي وشكرا.


3 - الى كاتب المقال 1
صباح ابراهيم ( 2019 / 3 / 28 - 17:04 )
الكاتب : أما الإسلام فهو الإشعار بالسلام و المسلم هو من يلتزم بالتعايش السلمي مع الناس أي أن يسلم منهم و يسلموا منه
المعلق : هل يؤمن المسلمون الاوائل الغزاة بالتعايش السلمي مع الناس ؟ هل غزوا العالم بالورود ام بالسيوف ؟

الكاتب : فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لهم كل مرصد) أي إذا انتهت فترة الهدنة التي بينكم و بينهم ولا يزالون يعتدون عليكم ولا يعترفون بحقكم في حرية الدين و يقاتلونكم فاقتلوا كل من تجدوه من جيشهم في أي وقت و في أي مكان
المعلق : هل تفسر من عندك، مين اعتدى على أرض المسلمين وهم قد غزوا الدنيا كلها بجيوشهم وسيوفهم ؟هل الاسبان والأقباط والأمازيغ و اهل الشام والقدس دخلوا جزيرة العربان واعتدوا على مسلمي مكة والمدينة وطردوا أهلها من ديارهم ؟
من وين جبتها (ولازالوا يعتدوا عليكم ) و(لا يعترفون لكم بحرية الدين )
الكاتب : من استسلم فخذوه أسيرا ..
المعلق : هل اخذ محمد يهود بني قريظة اسرى او ذبحهم عن بكرة ابيهم على شبهة غير مؤكدة .
يتبع


4 - الى كاتب المقال 2
صباح ابراهيم ( 2019 / 3 / 28 - 17:06 )
ولا يؤمنون بالحرية و الديمقراطية .
المعلق : هل يعترف الاسلام بالديمقراطية والتعايش السلمي بلا جهاد ولا غزوات و لا فرض الدين على غير المسلمين ؟
الكاتب : و يدفعوا الجزية أي يدفعوا تعويضات كاملة عن جميع الخسائر التي تكبدتموها لأنهم هم الذين بدءوا العدوان عليكم . هل انت صاحي او (...) عندما كتبت هذا المقال ؟ المسلمون هم الغزاة والمعتدون يا صاح . فكيف احتلوا اراض من إسبانيا الى الصين .؟ هل قدمت لهم دعوات تفضلوا يا مسلمين اغزونا واقتلونا لنصبح مسلمين مثلكم؟
الكاتب : ففي هذا المناخ السلمي الديمقراطي الكل سيعرض دينه على الناس و للناس حرية اختيار الدين الذي يروق لهم
المعلق : مناخ الذبح والقتل وفرض الدين بقوة السيف تنشر الديمقراطية الاسلامية هههه لو تكلم المجانين لضحكوا على كلامك .
الكاتب : كلكم ملتزمون بالتعايش الأمني و السلمي في مجتمع حر ديمقراطي
المعلق : الا ترى يا محترم انك تعزف كثيرا على نغمة التعايش الامني والسلمي و الديمقراطية ؟
المسلمون الذين يغزون شعوبا و دولا اخرى، هل يؤمنون بالتعايش السلمي والامني ام جاؤا غزاة سراق ولصوص يفرضون دينهم على الناس بقوة السيف و سرقة اموال الجزية .

اخر الافلام

.. -من غزة| -أبيع غذاء الروح


.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز




.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل