الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخير أم مسير.....عن لعبة القدر اتحدث.

هالة محمود قابيل.

2019 / 3 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ليتك يا قدر ما كنت ولو لم يكن ذاك ما حدث ذلك ، تلك عبارات تتردد على أذهاننا عند تعرضنا للأزمات والفواجع الإنسانية ، لكن الأمر فى حقيقيته ما هو إلا قدر وعمر قدره المولى عزوجل لكل إنسان على وجه الأرض. فنحن البشر خلقنا لنمضى رحلة أو فترة انتقالية تنتهى بنا إلى حياة البرزخ الحقيقية. ها هو الإنسان الذى لايملك لنفسه شئ فهو موجود اليوم لكنه لايعلم مصير الغد ، فلاشك أن وجود الإنسان بكيفية معينة وتحديد الزمان الذى يعود فيه الإنسان إلى أصله أى عودته إلى الأرض التى نشأ من مكوناتها وصعود روحه إلى المولى عزوجل كلها أمور مسلم بها فهى تكاد أن تكون الحقيقة الوحيدة فى حياة كل إنسان ، إلا أن ما سبق لايجعلنا ننفى مسؤولية الإنسان عن أفعاله وحريته الكاملة فى اختيارها ومن ثم وجود الإرادة الحرة والقدرة على اختيار الأشياء والتى يعقبها المسؤولية ، فإن لم يكن الإنسان حر الإرادة ، فلا مسؤولية تقع عليه ، وإن لم يكن حراً ، فكيف يلتزم بوصايا الله؟
لاشك أن الحرية ، فى صميمها ، مشكلة أخلاقية ، لأن مصدرها الضمير ، فذلك هو الذى يفصل بين الخير والشر ، والجمال والقبح ، فهذه - جميعها - قيم إنسانية أصيلة. فإذا كانت الأهواء صوت الجسد ، والعاطفة لغة اللاوعى ، فإن الضمير هو صوت الروح وقاعدة العقل ومبدأ الذهن وهو - أيضاً- الصوت السماوى الخالد الذى يفرق بين الخير والشر ، فتظهر ما فى طبيعته من سمو ، وما فى أفعاله من خيرية. فالضمير هو استعداد نفسى للتمييز بين الحسن والقبيح. فالحرية لاتكون حرية إلا إذا كانت أخلاقية فى المقام الأول والأخير. وفى الوقت نفسه لاتوجد حرية مطلقة للإنسان ، فحريته مقيدة بضوابط دينية وأخلاقية تتلاءم مع طبيعة المجتمع الذى يعيش فيه.
نخلص مما سبق أن الإنسان هو تاج الخليقة ، وبطل الرواية الكونية ، وأن الله سبحانه وتعالى قد اختصه بالعقل ، الذى جعله موجوداً متميزاً عن سائر الموجودات فهو أصل هذا الكون ، وكائن من كائناته. وبالتالى ليس الإنسان مجرد كتلة هلامية سلبية تشكلها الحتمية أو الضرورة. لكنه إنسان يمتلك إرادة واعية وحرة يستطيع توجيهها نحو كل ما هو إيجابى. فالإنسان دائماً هو فى موضع المسؤولية ، لأن الله قد وهبه العقل والإرادة لكى يحكم بحكمة على الأمور وأن يكون اختياره محكوماً بالقيم الإنسانية والعقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية