الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة الجنسيه للمرأه

يوسف محمد الليثي
(Youssef Mohammed)

2019 / 3 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تحدثنا في الموضوع السابق عن الأنا والهو والدوافع  ، تحديدًا الدافع الجنسي وتأثيره على حياة الإنسان، وقد أوضحنا خطوره عدم ارضاء ذلك الدافع.
واليوم سأتطرق إلى ايضاح الفارق بين الرجل والمرأه في إشباع الدافع الجنسي.
قلنا سابقًا أن الدافع الجنسي في المرأه لا يختلف كثيرا عما في الرجل، ولكن لماذا نجد - في مجتمعاتنا بالذات- أن الرجال أكثر هوسًا بالنساء وبالجنس من النساء؟ لماذا تشيع مشاهدة الأفلام الإباحيه والعاده السريه بين الرجال أكثر من النساء؟
هناك فارق جوهري بين الرجل والمرأه وأقصد هنا الأعضاء الجنسيه، فالرجل يمتلك قضيبا، بينا لا تمتلك المرأه، وعندما يبدأ الأطفال في استكشاف اجسامهم وأعضائهم الجنسيه يظن كلا منهما أنه مثل الآخر، فيعتقد الذكر بأن جميع الاطفال يمتلكون اعضاءً ذكرية، كما تظن البنات أن جميع الأطفال مثلهن.
وعندما يعرف كلًا منهما الحقيقه، ولا يتم ذلك عادة إلّا عندما يروا بأنفسهم طفل من جنس مخالف، حيث مجرد إخبارهم قد لا يكون كافيًا إذ يصعب عليهم التخيل في مثل ذلك السن.
وما يحدث وقتها بالنسبه للطفل الذكر أن يصاب بعقده الخصاء - لسنا بصددها الآن ولكن باختصار هي حاله خوف من فقدان العضو الذكري كما حدث لتلك الطفله، اذ هو لا يدرك بالطبع أنها ولدت هكذا، وسوف نتحدث عن عقده الخصاء في مقال مستقل لاحقًا- أما بالنسبه للأنثى فتصاب بحاله من العزوف التام عن الحياه الجنسيه، بسبب عجزها عن القضيب.
وتلك الحالات هي حالات طبيعيه، تزول في حالة ما اذا عاش الإنسان حياته الجنسيه كما ينبغي بعد سن بلوغه، فالمرأه لا تظل دائما هكذا بلا رغبه جنسيه، ففي المجتمعات المتفتحه يسمع للشابه أن تمارس حياتها الجنسيه ما إن بلغت، تماما مثلها مثل الرجل، ولكن نجد أنها تكون بدرجه أقل من الرجل بسبب ما تعرضت له من صدمه وهي صغيره.
ويكون الجانب العاطفي أو الروحي عند النساء أقوى من الجانب الجسدي في الجنس، حيث يتم اشباع رغباتها بشكل عاطفي وروحي أكثر من الجنس نفسه، ولكن كلها طرق مختلفه لنفس الهدف، فكل ذلك مهما اختلفت السبل والطرائق لا يمتهي بشيئا غير الجنس، فالرغبه الجنسيه موجوده في المرأه كما في الرجل، ولكن تختلف طريقه التعبير عنها فقط.
ولا يعني ذلك انهن لا يعبثن باعضائهن أو لا يشاهدن الإباحيات، ولكن بدرجه أقل كثيرا وليس بهوسٍ كما لدى الرجل.
هذا ما يحدث وما يجب أن يحدث في الحالات الطبيعيه، ألا أن ما يحدث في مجتمعاتنا تحت تأثير الأنا الأعلى - الضمير- والمجتمع والأسره والدين وغيرها، فنجد أنه يتم حرمان المرأه تمامًا من ممارسة حياتها الجنسيه بصورة سويه مما يؤدي إلى نتيجتين أسوأ من بعض، أولها أن تتفاقم عقده الطفوله وتتحول من حاله طبيعيه تزول مع الكبر، إلى حالة دائمه، مسببه أمراض نفسيه جنسيه من أخطرها البرود الجنسي.
والثانيه أن ذلك يؤدي إلى كبت دافع هام من دوافع الهو، مما يؤدي إلى مختلف الأمراض العصابيه كما تحدثنا سابقًا، إضافة إلى الاضطراب الذي يصيب تلك الشخصيه وانعدام التوازن والاستقرار.
وإذا أضفنا إلى ذلك عاده الختان وما تسببه من تشويه للأعضاء الجنسيه الانثويه وازاله النهايات العصبيه المسؤله عن الاثاره الجنسيه، مما يؤدي إلى مزيد من الكبت والبرود.
وفي بعض المدن أو الأسر المتفتحه قليلًا قد لا يكون تأثير الأنا الأعلى قويًا بدرجه كافيه، فلربما تجد الفتاة متسع ولو قليل للتنفيس عن تلك الطاقة التي بداخلها عن طريق الصداقه من الجنس الآخر، أو العلاقه العاطفيه الخاليه من الجنس، مما يعمل على اشباع الجانب الروحي، وهذا لا يزيد الطين إلا بلّه، إذ يكون كل ما تعتمد عليه لإرضاء دوافعها هو ذلك، لذا أي صدمه عاطفيه تتعرض لها يكون تأثيرها أضعافا مما في حالة الرجل، وفي الغالب تدخل في حاله من الاكتئاب الحاد.
وهكذا تعاني المرأه كثيرا في حياتها الجنسيه أكثر مما في حاله الرجل، وتستمر معاناتها وتمتد إلى ما بعد الزواج، فلا عجب من ارتفاع معدلات الطلاق والخيانات الزوجية والبرود، وما ينقلوه إلى أبنائهم من توتر وأمراض نفسيه، إضافه إلى الإنحرافات الجنسيه بمختلف أنواعها، مما يؤدي في النهاية إلى مجتمع من المرضى العصابيين والذهانيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي