الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


13- كُرز .. يتحدي الله !

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2019 / 3 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الحلقة الثالثة عشرة : آل عمران 121 - 129

121- وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
1- سبب النزول : أن النبي خرج من منزل عائشة سنة 3 هـ ، لينظم 1000 مقاتل في مواقعهم ، للقتال في غزوة أحد .. وكان عدد المشركين 3000 مقاتل
الا ان عبد الله بن أبي ترك النبي ورجع مع 300 مقاتل ، لأنه لم يأخذ برأيه بخوض الداخل داخل المدينة و ليس خارجها في جبل أحد
لما وصل النبي و من معه إلى أحد ، أمر الرماة أن يلزموا مواقعهم بأعلي الجبل لحماية ظهور المقاتلين
الا انهم مع ظهور أول بوادر نصر المؤمنين ، تركوا مواقعهم لجمع الغنائم ، فنفذ اليهم المشركين وقتلوا عددا كبيرا ، وعاد النبي مع من تبقي منهم إلى المدينة / القرطبي ، االسعدي ، البغوي ، بن كثير
2- الاية لا علاقة لها بما قبلها من آيات والتي تتناول العلاقة بين المسلمين واليهود : إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا (120) / هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ ( 119)

122- إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
1- الطائفتان هما بنو حارثة من الأوس ، بنو سلمة من الخزرج ، قررتا بالرجوع مع عبد الله بن أبي ، الا ان الله ثبتهما ، وواصلا الرحلة مع النبي الي أحد لقتال المشركين / القرطبي
2- سؤال : من ثبتهم .. الله أم النبي ؟ و كيف ثبتهم ؟


123- وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
1- أذلة أي (عددكم قليل) حوالي 300 مقاتل مسلم مقابل 900 مقاتل من المشركين ، بدر كانت أول غزوة يقاتل فيها النبي ، وعليها بني الاسلام
2- في غزوة بدر، النبي دعا .. اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آتني ما وعدتني ، اللهم إهلك هذه العصابة
واستمر يدعو حتي قال له ابو بكر : يا نبي الله .. كفاك مناشدة ، سينجز لك الله ما وعدك / القرطبي نقلا عن عمر بن الخطاب
فنزلت .. إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ / الانفال 9
3- السؤال : لماذا نزلت الاية في الانفال وبينها وبين آل عمران 5 سور .. رغم ان السياق و الزمن و السبب .. واحد ؟
4 - الذلة في حالة اليهود تعني (القتل والسبي) / ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ / آل عمران 112
(بينما) أذلة في حالة المسلمين تعني (قلة العدد) / وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ / آل عمران 123
5- فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ:هل التقوي .. سبب أو مقدمة للشكر؟ التقوي أعلي من الشكر
لعلكم : هل تعني يحتمل ، ممكن ، جائز؟

124- إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُنزَلِينَ
في أي غزوة أمد الله المؤمنين بثلاثة الاف ملاك مقاتل .. بدر أم أحد ؟ ثلاثة آراء :
A- أمدهم في ( بدر) لان الاية 124 معطوفة علي الانفال 9 - وكانت يوم بدر/ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ
B- أمدهم في (أحد) لان الاية 124 معطوفة علي آل عمران 121 - وكانت يوم أحد / وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال / الرأيان لابن كثير
C - أمدهم في ( بدر) ، ولم يمدهم في ( أحد ) لانهم لم يصبروا ، وخالف الرماة أوامر النبي و تركوا مواقعهم طمعا في الغنائم ، فنال المشركون منهم وهزموهم ، وفروا الي المدينة / الطبري ، القرطبي

125- بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ
1- (علم النبي) في غزوة بدر أن كُرز بن جابر المحاربي .. يمد المشركين بالرجال والعتاد
(فأنزل الله) الايتين 125/124
فعلم كُرز بالمدد الالهي من خلال الايات ، فتوقف عن امداد المشركين
فتوقف الله عن امداد المسلمين بالخمسة آلاف ملاك
لأن الله وعد أن يمد المؤمنين بملائكة .. إذا أمد كُرز المشركين بمقاتلين / الطبري ، البغوي
2- سؤال : لماذا ربط الله وعده بامداد المسلمين بالملائكة .. بامداد كُرز للمشركين بالمقاتلين ؟ وهل كرز تحدي الله .. ألم يكن الله قادرعلي قتله ؟
3- مُسومين : أى ملائكة لهم علامة .. يرتدون عمائم بيضاء و يركبون الخيل / القرطبي نقلا عن علي بن أبي طالب وابن عباس

126- وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
وَمَا جَعَلَهُ : أي المدد بالملائكة .. الا ليبشركم و يطمئنكم

127- لْيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَائِبِينَ
رأيان في الاية :
1- الآية 127 معطوفة على الآية 125 والتقدير .. يمددكم ربكم بخمسة الاف .. ليقطع طرفا ، أي ليقتل قادة المشركين في غزوة الخندق / القرطبي
2- الآية 127 معطوفة على الآية 126 و التقدير .. وما النصر إلا من عند الله .. ليقطع طرفا ، أي ليقتل قادة المشركين في غزوة أحد / الطبري
بعدها نزلت / وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ / آل عمران 169/ الطبري
السؤال : لماذا أخذت رقم 169 طالما نزلت ( بعد) 127 مباشرة ؟

128- لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ
1- سبب النزول:
A- النبي جرحت رأسه وكسرت رباعيته في غزوة أحد ، فدعا في صلاة الفجر قائلا : اللهم العن أبي سفيان بن حرب ، صفوان بن أمية ، سهيل بن عمرو، الحارث بن هشام .. فنزلت / السعدي ، بن كثير
B- بعث النبي 70 رجلا برئاسة المنذر بن عمرو إلى منطقة بئر معونة ليعلموا الناس القرآن .. سنة 4 هـ
فقتلهم عامر بن طفيل ، فحزن النبي و دعا علي القتلة في صلاة الفجر.. اللهم العن فلان وفلان ثم يقول .. سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد .. فنزلت / البغوي
2- أو يتوب عليهم: معطوف على .. ليقطع طرفا من الذين كفروا ( آية 127) والتقدير.. لْيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ ، أو يتوب عليهم / القرطبي ، الطبري
3- كلمة ( أو ) الاولي في الاية غير مفهومة
4- الله منع النبي من مجرد الدعاء علي المشركين .. ليس لك من الامر شيء
وحدد الله دوره في ابلاغ الرسالة فقط من خلال 11 نص قرآني قاطع بلفظ .. ما عليك ( الا ) البلاغ :
وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ / النور54
وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ / العنكبوت 18
مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ / المائدة 99
أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ / المائدة 92
فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ / الرعد 40
فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ / النحل 35
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ / النحل 82
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ / آل عمران 20
فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ / التغابن 12
وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ / يس 17
إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ / الشورى 48 ( الحلقة 26 - إلغاء السنة النبوية .. هو الحل )
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ / الكهف 110(الوحي لا يعطي النبي ميزة ، لان الله كان يمكن أن يختار غيره )
بينما نجد ان القرآن يجمع بل يساوي بين الله و النبي بواو عطف بينهما في ايات اخري .. و لذلك يجب ان نعيد قراءتها برؤية مختلفة :
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ / البقرة 279
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ/ النور 62
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ/الانفال41
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا/ الاحزاب 57

129- وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
1- ما حكمة تكرار الله في الاية مرتين بدلا من استخدام الضمائر؟ .. مثال : إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ / الزمر 53
2- المعني : تأكيد علي الاية السابقة .. أي ليس لك من الأمر شيء يا محمد ، ولله الامر فيغفر لمن يشاء ، ويعاقب من يشاء / الطبري ، السعدي

للمزيد .. شاهد الفيديو التالي :

https://www.youtube.com/watch?v=BfRONwI_dG8








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح