الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة لإحدى فتاوي من يسمون أنفسهم شيوخ الأزهر

سعيد المجبري‎
(Saeed Almajpari)

2019 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البارحة وبينما أنا أغط في نوم عميق فجأة دخلت في حلم رأيت فيه نفسي في مصيف منطقة الزويتينة المحاذية للبحر والقريبة من مدينتنا اجدابيا - والذي نذهب إليه دائما في الصيف عندما يكون الوالد والوالدة متفرغين فنسبح في البحر ونلعب على الرمال الناعمة ودخان شواء اللحم يتصاعد من بين الجمر كشيطان الغبار الذي يثور فجأة في حركة لولبية ثم يختفي ههههههه، نقضي يومنا في المصيف ثم نعود إلى المنزل - ... المهم في حلم ليلة البارحة رأيت نفسي وحيدا في المصيف وجالس على ذلك المقعد المقام على طرف مياه البحر أتأمل في اهتزازات الأمواج الخفيفة التي يحركها ذلك النسيم العليل القادم من جهة مزارع الكرموث "التين"، فجأة أحسست بيدين توضعان على عيني الاثنين فيغمضانهما تماما، و سمعت صوتا أنثويا رقيقا ولطيفا جدا لم أسمعه في حياتي..قالتلي عرفتني من أنا ؟ .. قلتلها لا معرفتكيش ..قالتلي فكر شوية .. قلتلها صوتك غريب علي .. قالتلي خمن .. قلتلها فلانة ؟... لا ... فلانة؟ ... لا ... أكيدة فلانة!... لا لا ... تبي تعرف من أنا ؟ ... قلتلها أكيد ... قالتلي صبي "انهض" ... فلما نهضت دفعتني إلى مياه البحر و قفزت خلفي . نظرت إليها فرأيت وجها كوجه تيلين بلوندو وفيه إبتسامة ساحرة كابتسامة انجيلينا جولي عندما كانت شابة ، فانسجمت معها وضحكنا وكأني أعرفها - ولا أعرفها - وسبحنا و تلاصقت أجسادنا فصمتنا و تعالت أنفاسنا واتحدنا في قبلة لا أستطيع وصفها، وفجأة رأيت سيارة خالي تتوقف بجانب المقعد الذي كنت جالسا عليه فخفق قلبي بشدة و خفت خوفا شديدا وابتعدت عن الفتاة وسبحت خارجا من البحر فاستيقظت من النوم فوجدت نفسي في غرفتي و على سريري وأسمع ضربات قلبي وتحسست فوجدت نفسي مجنبا ههههه ، وفجأة فتحت أمي باب غرفتي لتوقظني لصلاة الفجر فلما رأتني بتلك الحالة قالتلي كنك شن في؟ "مالك ماذا حدث"؟.. قلتلها مافي شي يا أمي توا وعيت م النوم ... قالتلي هيا الفجر خش ... نهضت سريعا و دخلت الحمام وتطهرت من الجنابة فغسلت جسمي كاملا و بدلت ملابسي وقمت بأداء غسل الصلاة فغسلت وجهي ويداي إلى المرفقين ومسحت برأسي وغسلت رجلاي إلى الكعبين وخرجت إلى الوالد و الوالدة في غرفة اللمة "الجلوس" وبدأنا الصلاة بقراءة القرآن نقرأ آيات نتدبرها جيدا و نتفاكر حولها ثم نذهب إلى آيات أخرى ونستعين بمراجع اللغة العربية على الانترنت لمعرفة بعض معاني كلمات الآيات، ثم بعد ذلك ذكرنا الله بأسمائه الواردة في القرآن ثم سألناه تحقيق أمنياتنا وعند طلوع الشمس انتهت الصلاة فذهبت أمي لإعداد فطور الصباح، أما أنا فبدأت أتصفح بعض المواقع فشد انتباهي مقال بعنوان "شيوخ الأزهر : نسب الطفل لأمه غير جائز شرعا " قرأت المقال فوجدت أن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم شيوخ الأزهر اعتمدوا في فتواهم الظلامية على آية واحدة فقط من القرآن وهي (ادعوهم لآبائهم) . ففكرت في هذا الموضوع وراجعت آيات القرآن الكريم فوجدت أن هذه الآية التي استدلوا بها تثبت ضلال فتواهم بل أن هذه الآية تثبت العكس من هذه الفتوى تماما . فكلمة آبائهم هنا تعني الوالدين الأم و الأب لأنها وردت في كثير من الآيات بمعنى الوالدين معا (و لأبويه لكل واحد منهما السدس) (فإن لم يكن له ولد و ورثه أبواه فلأمه الثلث) (آباؤكم و أبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا) (لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه) (ورفع أبويه على العرش) (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين) .. وكذلك أن كلمة آباء بصيغة الجمع في كل القرآن جاءت بمعنى الأم والأب معا إلا إذا جاءت مشيرة إلى أسماء معينة (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك ابراهيم واسماعيل وإسحق) فهنا تعني الأب دون الأم .. وكذلك إذا جاءت بصيغة المفرد (وإذ قال ابراهيم لأبيه آزر)( إذ قال يوسف لأبيه) (إن أبانا لفي ضلال مبين) (يخل لكم وجه أبيكم) (قالوا سنراود عنه أباه) (قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف) (وكان أبوهما صالحا) (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء) (إذ قال لأبيه يا أبت) (إذ قال لأبيه و قومه) ففي كل هذه الآيات تعني الأب دون الأم .. وكذلك وجدت آيات في القرآن تثبت جواز نسبة المولود لأمه (وآتينا عيسى ابن مريم البينات) ( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم) ( قالوا إن الله هو المسيح بن مريم)، فنجد في هذه الآيات أن الله نسب عيسى إلى أمه، فإذا كانت نسبة المولود إلى أمه عارا أو عيبا لما نسب الله عيسى إلى أمه مريم بل لكان أشار إليه بإسم آخر كعيسى معجزة الله أو عيسى روح الله أو عيسى آية الله أو عيسى علم الله أو عيسى كلمة الله .. وكذلك نجد في القرآن آية (قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) فإذا كان نسب المولود إلى أمه عارا أو عيبا لما نسب هارون أخاه وشقيقه موسى إلى أمه و لكان نسبه إلى أبيه وقال له يا ابن أبي ههههه أو لكان قال له يا أخي أو يا شقيقي .. و لو كنت أصدق أساطير التراث الكهنوتي لذكرت الكثير ممن يطلق عليهم صحابة أو تابعين منسوبين لأمهاتهم مباشرة، ولا بأس أن نذكر القليل منهم فمثلا بلال ابن حمامة و معاذ ابن عفراء و عبد الله ابن نسيبة و عبد الله بن بحينة و سعد بن حبسة و محمد بن الحنفية و إسماعيل بن علية و ابن هراسة و بشير بن خصاصية و أبو العباس بن تيمية - الذي تعلم منه محمد عبد الوهاب مفتي آل سعود رعاة الإبل - و غيرهم الكثير .. إذن نسب المولود لأمه جائز شرعا وعرفا من قديم الزمان، فمن باب أولى في عصرنا هذا عصر التقدم العلمي و التكنولوجي أن يتم نسب المولود إلى أمه مباشرة، أو أن يكون ذلك بالتراضي بين الزوج والزوجة بأن يتم مثلا نسبة المولود الذكر إلى الأم و نسبة المولود الأنثى إلى الأب، فيقال فلان ابن فلانة و فلانة بنت فلان . فمثلا أنا اسمي سعيد عبد السلام حسين المجبري وإسم والدتي فاطمة محمد بو عنز . فيكون إسمي الجديد سعيد فاطمة محمد بو عنز ههههههه و أقسم لكم بأنني سأكون سعيدا بحق بهذا الإسم ههههههه ... و أختي الصغيرة ذات الأربع سنوات إسمها تسنيم، فيكون إسمها كما هو بدون تغيير تسنيم عبد السلام حسين المجبري ههههههه . و لكن هنا أشك أن الوالد ربما لا يرضى بهذه القسمة و سيقول أنها قسمة ضيزى ههههههه، فأنا و أخواني الثلاثة الأصغر مني سننتسب إلى الوالدة ههههه و سيكون نصيب الوالد في النسبة هي أختي تسنيم فقط . و حتى الطفل الذي في بطن أمي و الذي سيطل علينا بعد شهرين - إن شاء الرب الخالق - فهو ايضا ذكر و سينتسب إلى أمي ههههههه خخخخ . فتفاديا لهذه القسمة الضيزى فأنا أرى أن يتم نسبة المولود ذكرا أو أنثى إلى أمه أولا ثم إلى أبيه فيقال مثلا سعيد فاطمة عبد السلام و في الإسم الرابع يذكر إسم والد الزوج ثم أمه و أبوه و هكذا .. فبمرور قليل من الوقت سيتم ذكر جميع الإناث و جميع الذكور في النسب . أو أن يتم نسبة المولود إلى أمه و أبيه في نفس الوقت فيكون الإسم الرسمي مثلا سعيد فاطمة محمد بن عبد السلام حسين، أو العكس سعيد عبد السلام حسين بن فاطمة محمد بو عنز . فيكون بهذا قد تم تطبيق المساواة التامة التي جعلها الرب الخالق بين الرجل و المرأة . و ما زلت أبحث عن أفضل و أسهل خيار لتحقيق هذه المساواة بما يتماشى مع هذا العصر الذي يمتاز بالسرعة و الاختصار و الدقة في نقل المعلومات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عادات عربية
الناصر لدين الله ( 2019 / 4 / 5 - 03:23 )

السيد الكاتب تحية
النسب للام اقوى من النسب للاب(قالوا فلان ابن فلان إن صدقت الوالدة) لذلك سيدنا هرون عليه السلام قال لسيدنا موسى عليه السلام(ياابن أمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي)
ولكن العادات والتقاليد العربية أقوى من اي شيئ اخر، فعندما ينسبون الولد لأمه يظنون ان فلانا ابن زنا فالعادات غلبت.

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي