الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معايير الجنة واستحالة وجود المدينة الفاضلة

نبيل نريمان عبدالله

2019 / 4 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل من الممكن ان تكون هناك جنة في الصحراء، هل نستطيع العيش في مدينة فاضلة معزولة عن العالم، هل يستطيع الانسان ان يعيش بمفرده في جنة ارضية بعيدة؟
نعم من الممكن ان تكون هناك جنة في الصحراء ولكن لكل منا جنة تختلف عن الاخر وليس من الممكن لكل انواع الجنان ان تتواجد في الصحراء وابتداء علينا ان نتفق على المعايير التي من الممكن من خلالها ان ينطبق وصف الجنة على اية بقعة في العالم ، وتلك المعايير ايضا من الصعب ان نتفق عليها ايضا فمعايير الجنة تختلف من شخص الى اخر وحسب اهداف وتطلعات كل شخص فالشخص القروي سوف تكون جنته ارض خضراء تتخللها الينابيع والانهار ويكفيه ان يكون له كوخ يمنع عنه حر الشمس و المطر ويجب ان لا ننسى حبه لامتلاك الماشية بأنواعها وان تكون له زوجة تقوم على خدمته وخدمة البيت وليس من المهم مقدار الجمال الذي تمتلكه . اما الشخص الحضري فأهدافه وتطلعاته تختلف وسوف لن يكون راضيا بجنة القروي ابدا فتطلعاته واهتماماته تختلف بشكل جذري وسوف تكون المعايير التكنولوجية الحديثة احد اهم المقومات التي يجب ان تبنى جنته عليها فالكوخ هنا سوف يتحول الى قصر او بيت ذكي مبني وفق احدث طراز وكل شيء في ذلك البيت من الثلاجة والتلفزيون وغسالة الملابس والصحون يجب ان تعمل من خلال اجهزة التحكم عن بعد او من خلال تطبيقات اجهزة الهاتف النقال وكل ذلك مرتبط بمنظومات المراقبة وتكون الطاقة الشمسية احد مصادر الطاقة لذلك البيت وكل فرد من افراد العائلة البالغين يمتلك سيارة حديثة اضافة الى اجهزة الهاتف النقال الحديثة والزوجة يجب ان تكون جميلة او متوسطة الجمال ولن تقع أعباء تربية الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية من ضمن مهامها فوجود الخدم ضروري في تلك الجنة اذا تلك الجنة من الصعب ان تتواجد في موقع معزول بشكل كامل ويجب ان ترتبط مع مسارات البنى التحتية والفوقية لضمان ان تعمل كافة مرافقها بشكل مثالي بخلاف جنة القروي التي من الممكن ان تتواجد في اي مكان.
اما المدينة الفاضلة (Utopia) او مدينة افلاطون والتي كانت حلم الفلاسفة والحكماء من عصور غابرة فهي بالتأكيد مزحة ثقيلة فكيف للكائن البشري ان يبني مدينة فاضلة فالإنسان كائن مليء بالتناقضات ويتقلبه الخير والشر فلا يوجد انسان يحتويه الخير بشكل كامل كما لا يوجد العكس ، فالمدينة الفاضلة لا يمكن ان تبنى من قبل اي انسان ، فالإنسان لابد ان يحمل بعض الصفات السلبية مثل الغيرة والحقد والحسد والنميمة والكذب والبخل والجبن والخوف والقلق والتردد وغيرها من الصفات السلبية وان كانت بنسب تختلف من شخص الى اخر فكيف بهكذا كائن ان يبني مدينة فاضلة وحتى ان بنيت وتم حكمها من قبل الفلاسفة فأن مصيرها الفشل للأسباب التي تم ذكرها انفا.
وان وجدت جنة بعيدة معزولة فلا يمكن ايضا للإنسان ان يعيش فيها بمعزله، فالإنسان كائن اجتماعي يستمد قوته ونشاطه وحيويته من خلال الاحتكاك بالأخرين والحياة بأسلوب المشاركة هي احد اهم مقومات الحياة الحالية فكل فرد يكون جزء من مفاصل تلك الحياة وحسب الواجبات المناطة به وكل شخص يوفر للأخرين ما يفتقده الاخر وهكذا تستمر سلسلة الحياة اليومية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو