الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين تكمن العِلّة ؟ 11

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2019 / 4 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


1- ((في كتابه "التجربة والتنبؤ" الصادر عام 1938 ، وصف فيلسوف العلوم هانز ريشنباخ الحالة الإنسانية بأنها لا تنحصر في كونها حالة من الجهل الشديد، وإنما الوهم أيضاً.
نسير عبر العالم كما يمر المتفرج في مصنع كبير: لا يرى تفاصيل الآلات وعمليات التشغيل، أو الروابط الشاملة بين الأقسام المختلفة التي تحدد عمليات الإنتاج على نطاق واسع.
نرى السطح المصقول لطاولتنا كسطح ناعم؛ لكننا نعرف أنها شبكة من الذرات، ذات فواصل أكبر بكثير من الذرات، ولا يستطيع المجهر إظهار الذرات فعلياً، النعومة الظاهرة، في الحقيقة ليست، أفضل من "نعومة" قشرة تفاحة ذبُلت.
نرى الموقد الحديدي أمامنا كنموذج للصلابة و الثبات؛ لكننا نعلم أن جزيئاتها تؤدي رقصة عنيفة، تشبه سرب من البعوض الراقص أكثر من الصلابة التي ننسبها إليه.
نرى القمر كقرص فضي في قبو سماوي، لكننا نعرف أنه كرة ضخمة معلقة في فضاء مفتوح.
نسمع صوتٌ صادرٍ من فم فتاة تغني كنغمة ناعمة ومستمرة، لكننا نعلم أن هذا الصوت يتشكل من مئات الصدمات أثناء قصفها لأذاننا في كل ثانية كمدفع رشاش ....
نحن لا نرى الأشياء، من الناحية الموضوعية، ولا حتى الخرسانية منها ، كما هي، بل على شكل صور مشوهه؛ نرى عالما بديلا - وليس العالم كما هو.
تستلم أدمغتنا بيانات حسية وتحولها بشكل غير دقيق إلى أشكال مألوفة لنا بالفعل. هذا "العالم البديل" الذي نراه هو، باختصار ، كذبة.))*
*المقطع مقتبس ومترجم من الصفحة 14و15من كتاب “Bitwise: A Life in Code” الصادر من PANTHEON BOOKS.NEW YORK عام 2018 للكاتب الأمريكي David Auerbach ، له خلفية في هندسة البرمجيات، كتب عن مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك القضايا الاجتماعية والثقافة الشعبية والبيئة وألعاب الكمبيوتر والأدب.
2- لأجل الاقتراب من مكامن العلّة التي ظهرت أعراضها بوضوح، للقاصي والداني، من خلال هذا التراجع الحضاري المدمر الذي إجتاح العراق خلال العقدين الأخيرين، بالتحديد بعد إحلال نظامٍ سائب غير واضح المعالم يوصف جزافاً ب"الديمقراطي" مكان نظامٍ كان شمولياً بإمتياز، ليست لدينا وسيلة دقيقة للبحث، الذي نحن بصدده، في الظرف الراهن غير إختيار نماذج من كتاباتٍ نشرت وتنشر عن طريق وسائل النشر المتاحة في يومنا هذا حول العديد من المواضيع والأحداث التي تهم طبقة واسعة من القراء والمتابعين. قد تساعدنا مخرجات الأبحاث العلمية الرائدة في مجال العقل البشري والوعي الى جانب ماينشره الدكتور قاسم حسين صالح عن الظواهر النفسية الشائعة، في الوقت الحاضر، بين فترة و أخرى.
كل المؤشرات تدل، حسب قناعتي، ظاهرة تحشيد وتجنيد أرتال من جيوش ألكترونية ومرتزقة الكلمة ممولة من المال السياسي مقابل عدد ضئيل جداً من الباحثين الجادين و المثقفين الحقيقين، حسب تعريف أدوارد سعيد للمثقف، يؤدون ادوارهم الفكرية بأمانه و حسب قناعاتهم.
إذا كان كلُ هذا الكم من البروباغاندا التى تُضخ الى وسائل الإعلام المقرؤة والمرئية، تستهدف تضليل المتُابع الإعتيادي بهدف تحييدة وتشتيت فكره وتركيزه لكي يقف في حيرة من أمره أثناء بحثه عن أسباب محنته من جانب، تعكس لنا إرهاصات ومخاوف المهيمنين على المشهد و من بيدهم المال والسلطة والقوة القاهرة والناعمة، من جانب أخر .إنهم بشر مثلنا حاجاتهم الإنسانية كحاجاتنا، لكن همومهم غير همومنا، إنهم منقطعون عن الواقع معزولون عن الحياة الطبيعية، مخاوفهم أضعاف أضعاف مخاوف الناس العاديين ولكن من نوع أخر، قد تكون أدمغتهم غير أدمغتنا أيضا.
[كل واحد منا يعاني من شبحه الخاص] الشاعر الروماني فرجيل( 15 أكتوبر 70 ق.م. - 21 سبتمبر 19 ق.م.)
(يتبع)
6/ نيسان/ 2019











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي