الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب البعث العربي الاشتراكي بين الأمس واليوم

وصفي أحمد

2019 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


حزب البعث العربي الاشتراكي بين الأمس واليوم
هنا أريد أن أبين أمر أن الهدف من نشر هذه السلسلة إنما يهدف إلى إظهار الحقيقة دون أي نيات مسبقة , فحزب البعث ـ رغم موقفي السلبي منه ـ كان أحد فصائل الحركة القومية العربية ولابد من الاعتراف أنه ترك بصمته في الأحداث التي مرت بها الأمة العربية .
في البداية , اسمحوا لي أن أنقل لكم بعض ما صرح به بعض قادة البعث عن تجربتهم مع هذا الحزب الذي حكم العراق لمدة 35 سنة قبل أن تقوم ادارة بوش الابن بإسقاطه في التاسع من نيسان 2003 , في حين مازال يحكم في سوريا ( البلد الذي تأسس فيه الحزب ومنه انتشر إلى عدد من الدول العربية كالعراق والأردن ولبنان والسودان وغيرها من الدول العربية ) .
منيف الرزاز ( منيف الرزاز , سياسي عربي , ولد في دمشق عام 1919 , هاجر مع عائلته إلى عمان عام 1925 , تخرج طبيباً في جامعة القاهرة وعاد إلى عمان , انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1950 , نُفي إلى سوريا عام 1952 . اعتقل مع مجموعة من السياسيين الضباط الأحرار عام 1957 في معتقل الجفر في معان , وأعتقل للمرة الثانية عام 1963 على إثر محادثات الوحدة بين العراق ومصر وسوريا . أطلق سراحه عام 1964 ووضع تحت الاقامة الجبرية , انتخب أميناً عاماً لحزب البعث سنة 1965 فانتقل إلى دمشق ثم عاد إلى الأردن عام سنة 1967 . شارك الهيئات القيادية للمقاومة الفلسطينية . انتخب عام 1977 أميناً عاماً مساعداً لحزب البعث فانتقل من عمان إلى بغداد , نُحي عن هذا المنصب عام 1979 وفرضت عليه الاقامة الجبرية هو وزوجته لمعة بسيسو وابنته زينة . توفي وهو قيد الاقامة الجبرية عام 1984 , وبناء على وصيته الوحيد دُفن في الأردن ) .
وحتى لا نتهم بعدم الموضوعية سننقل ما كتبه محمود كريشان عن منيف الرزاز حيث كتب : (( ... الراحل منيف الرزاز شخصية سياسية وحزبية ناضجة ومؤثرة في محيطها وترك بصمات واضحة على تلامذته بشكل خاص وعلى وعي الأجيال العربية بشكل عام , مفكراً وقائداً بعثياً ومناضلاً دخل السجن أكثر من مرة , فهو الانسان الحميم والرجل صاحب الموقف المبدئي على مستوى الأخلاق قبل أن يكون صاحب موقف سياسي نبيل ... وكما كان يقول عنه رفاقه يؤمن بايدلوجية البعث ويرجع إيمانه بها إلى أصوله البرجوازية الصغيرة , مشيراً إلى أنها أكثر الطبقات مرونة وقابلية للتغيير صعوداً وهبوطاً , لأنها تنتمي في أغلبها تنتمي إلى أصول فلاحية وعمالية , إضافة إلى أنها تشكل العمود الفقري لكل الحركات الثورية يميناً ويساراً في البلدان المتخلفة .
يستعرض فايز الخفاجي أحداث اعتقال الرزاز ووضعه تحت الاقامة الجبرية عام 1979 ومن ثم اغتياله عام 1984 فيقول : (( عقب تخلي الرئيس البكر عن رئاسة الجمهورية ومجيء صدام الذي أطاح بمن تململوا كمعارضين للطريقة التي تم بها خروج البكر ومجيء صدام فأعتقل عدد من أعضاء القيادة القطرية للحزب بينهم منيف الرزاز الذي قيل أنه بعث برسالة إلى الرئيس صدام حسين يشير فيها إلى أن المتهمين هم حزبيون قياديون ينبغي أن يحالوا إلى لجنة تحقيق حزبية تضم أعضاء من القيادة القومية .
فكان رد صدام هو احتجاز الدكتور منيف الرزاز ووضعه تحت الاقامة الجبرية مع المراقبة المراقبة الدائمة , ثم اغتياله بالسم . وكان الرزاز قد احتج على طريقة تعامل القيادة القومية مع المؤامرة , فأعضاء القيادة القومية لم يعرفوا بتفاصيل سيناريو المؤامرة إلا من الصحف .
وأضاف الرزاز قائلاً لصدام : حين جئت إلى بغداد بعد انتخابي أميناً عاماً مساعداً في القيادة القومية قلت لك أنني لن أقبل القيام بدور ( المستشار ) وأنني افضل البقاء في الأردن إذا لم تمنحوني حق المشاركة في صنع القرار , ولكن تعاملك أنت وبعض الرفاق العراقيين مع ما تسمونه ( مؤامرة ) جعلني أطلع على التفاصيل المعلنة من الصحف , شأني شأن أي مواطن عادي وكان الأجدر بك أن تشركني وتشرك ميشيل عفلق لكنك أبعدتنا ... . وإذا كان ميشيل عفلق مضطراً للسكوت على ( التهميش ) لأنه لا يستطيع العودة إلى بلده ( سوريا ) فإنني لا أجد مانعاً من تقديم استقالتي والعودة إلى الأردن ... )) .
وقد وصف منيف الرزاز عمله في حزب البعث بـ ( التجربة المرة ) وفي آخر كتاب له من سجنه البغدادي يصف نفسه بالفاشل سياسياً , ويضع السبب المباشر وراء هذا الإخفاق السياسي تمسكه ببعض القيم الخلقية التي لا يعير لها حزب البعث وزناً . يتبع
1 ـ الموقع الإلكتروني للموسوعة الحرة .
2 ـ محمود كريشان , منيف الرزاز بشر بالحرية مبكراً ودفع ثمنها مثنى ورباع !
3 ـ الصباح الجديد , منيف الرزاز من الاعتقال إلى الاغتيال , فايز الخفاجي .
4 ـ بعث العراق من البداية المريبة حتى النهاية الغريبة , طالب الحسن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على