الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة الاراضي العراقية أم وحدة أراضي ترکيا؟

نزار جاف

2006 / 4 / 29
القضية الكردية


إزدادت التصريحات النارية المباشرة و التصريحات غير المباشرة المغلفة بمعاني التهديد و الوعيد من ساسة تورکيا و أقطاب سياسية عراقية بالإسم و ترکية بالإنتماء، وکلها موجهة کالعادة وکما هو مألوف دائما ضد الکورد و قادتهم.
المتتبع لحدة هذه التصريحات و توقيتها المتزامن دوما مع ميلان الکفة بشکل أو بآخر لصالح الشعب الکوردي، يدرک إن أنقرة التي جعلت من معادات کل مايقود الى قيام کيان کوردي، مهمة قومية ـ وطنية تبذل في سبيل تحقيقها کل غال و رخيص، قد أدرکت تماما السياق الذي تسير على وقعه الاحداث في المنطقة عموما و العراق خصوصا.
وعلى الرغم من أن ترکيا تدعي بکونها دولة علمانية و ديمقراطية و متحضرة، فإن هناک المئات من القرائن و الادلة التي تثبت أن هذه الدولة الهجينة التي صنعها الغرب و"تورط"بالعديد من مغامراتها التي إجتازت العديد منها الحدود المألوفة"مثلما حدث في قبرص بتدخلها السافر أو ما حدث و يحدث على حدودها مع العراق"، ليست بعلمانية، مثلما إنها ليست بديمقراطية و خلا ذلک هي بعيدة کل البعد عن روح الحضارة و معانيها الانسانية السامية.
هذه الدولة التي تتحدث بالديمقراطية و مؤسسات المجتمع المدني، هي ذاتها التي يتخذ أهم و أخطر قراراتها من قبل الجنرالات، بل وإن هناک حالات قد عمل خلالها الجنرالات على إخفاء الانباء الخاصة بإتخاذهم لقرارات خطيرة عن شخص رئيس الوزراء نفسه!
ترکيا هي ذات الدولة التي يحاکم فيها مسؤول بارز في الحزب الحاکم لإنه کان يمضغ"علکة"وهو يضع إکليلا من الزهور على نصب مصطفى کمال أتاتورک!
ترکيا هي دولة تتحدث عن وحدة التراب العراقي وهي کانت من أوائل الدول التي کشرت عن أنيابها إنتظارا لإلتهام"ولاية الموصل"في عقد التسعينيات من القرن السابق، ولما أخفقت لأسباب عديدة، صارت فجأة من أشد"المتباکين"على وحدة التراب العراقي و صارت تتطلق التهديدات بالويل و الثبور لمن يتجرأ على تمزيق العراق وتفتيته. إلا أن نظرة بسيطة للمعاني الضمنية لتلک التصريحات، تبين إن الخوف الاکبر و الحقيقي هي على وحدى أراضيهم المبنية أساسا بالحديد و النار وإن ذات السياسة القمعية الاستبدادية لسلاطين بني عثمان ينتهجها حاليا أحفاده الاتاتورکيين بحذافيرها، ومثلما إنفرطت الدولة العثمانية و صارت في ذمة التأريخ، فإن مستقبل هکذا دولة قمعية سوف لن تکون بأفضل منها.
ولعل الذي جرى و يجري في شمال شرقي ترکيا من إنتفاضة جماهيرية عارمة بوجه العنف العرقي للماکنة العسکرية الترکية، وذلک التنسيق"العقائدي"بين أعدى عاصمتين في المنطقة"أنقرة و طهران"لقمع الشعب الکوردي، هي من أهم الاسباب التي تدفع جنرالات و ساسة ترکيا الى هکذا مواقف متشنجة، کما إنها هي نفسها وراء دفعها لأقطاب سياسية معينة برفض الفيدرالية"حرصا على وحدة العراق"، وهنا تعود أنقرة مرة أخرى للمراهنة على تيار سياسي هامشي تشبث و يتشبث دوما بهذا الحزب أو ذلک التجمع أو حتى بحبال الشيطان للإلتفاف على الكورد، هذا التيار السياسي الذي أثبتت الانتخابات حجمه الحقيقي مثلما سوف يبين الاحصاء السکاني العام لو أنجز العدد الحقيقي لتلک الملايين المزعومة التي تتمشدق بها هذه الجهة"المدللة"من قبل أنقرة.
وليس بغريب وفي هذا الوقت بالذات أن يقوم "التيار الصدري" بتوريد مئات العوائل العربية من الجنوب العراقي الى کرکوک وإسکنها هناک، بل وإن البعض من المحسوبين على هذا التيار ينادون جهرا بمعاداتهم للکورد، التيار الصدري و حزب الاتحاد الترکي"من خلال تصريحات رئيسه الاخيرة لموقع إيلاف" المتدثرين بأردية إسلامية، هم على إستعداد لنضوها عن أنفسهم و تغليب الجانب العرقي على الديني في حين ممنوع على الشعب الکوردي أن يدافع عن وجوده القومي على أرض کرکوک الکوردية للنخاع، وليت أن الامر قد توقف عند هذا الحد، بل إن قوى شيعية"مقربة من الکورد ذاتهم تقوم بزيادة مقراتها بشکل إستثنائي في کرکوک أما السبب الکامن وراء ذلک فلعل إجابته تکون في طهران و أنقرة.
مشکلة أنقرة إنها تتغافل عن حماقات سياسية إرتکبتها من خلال مشروع"الغاب"للتغيير الديموغرافي، فباتت مردوداتها السلبية تنعکس عليها في أنقرة"ومدن مهمة أخرى" حيث باتت الغالبية الکوردية تهيمن عليها وإنها بهکذا سياسة طائشة تستهدف من خلالها سلب الکورد حقهم في کرکوک، تقوم بتأجيج الروح العرقية بشکل غير مسبوق من قبل، بيد إنها يجب أن تدرک جيدا بأن مافعلته من جريمة ديموغرافية شنعاء في مشروع"الغاب"، وتحت أنظار حلفائها الغربيين، کان في مامضى من عمر الزمان و"کان" في الزمن الحالي لن تصبح أبدا"يکون"وإن تلک الغلطة التي إرتکبتها العقلية السيا ـ عسکريتارية الترکية بمنعها للقوات الامريکية من عبور حدودها لإسقاط طاغية بغداد، هي في صدد دفع ثمنها حاليا مثلما أن الکورد يقبضون حق أتعابهم التي دفعت في سالف العصر و الزمان للکثير من قادة و زعماء المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر