الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص مصرية من برديّة وستكار (الجزء الثاني / الجوهرة الخضراء)

عضيد جواد الخميسي

2019 / 4 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تحدّث ابن خوفو " بيوف رَعْ " بعد ذلك ، ليروي حكاية عن الملك سنفرو ( 2613-2589 قبل الميلاد) ، الذي هو جده والد أبيه خوفو .
والحكاية كما هي ؛ في أحد الأيام ، كان الملك سنفرو مكتئباً ، فأخذ يتجول داخل قصره ذهاباً واياباً ، ثم راح خارج القصر يبحث عن شيء يريح به مزاجه ، عند ذلك اقترح عليه الكاهن " جادجي مونخ" قائلاً : " دع جلالتك ينطلق إلى بحيرة القصر بعدما نجهّز زورقاً مع جميع النساء الحسان الموجودات في الجناح الخاص . فيتجدد قلب جلالتّك بالشبّاب عند رؤيتهنّ يجذفنّ بتمايلهنّ صعودا ونزولا ".
يفرح سنفرو لهذا الاقتراح ويصدر تعليماته بأوامر :
" جهزّوا لي عشرون مجذافاً مصنوعة من خشب الأبنوس ومرصّعة بالذهب ، على أن تكون أعقابها من خشب الصندل ومغطاة بالإلكتروم (الإلكتروم ـ سبيكة طبيعية برّاقة من الذهب والفضة والرصاص وبعض المعادن القليلة الاخرى ). وان تحضروا لي أجمل عشرين امرأة ، كل واحدة لها نهدان نافرين صلبين ، مع شعر مضفور غير مفتوح منذ الولادة . واجلبوا لي عشرون شبكة ، واعطوا هذه الشِباك لهؤلاء النسوة عندما يخلعن ثيابهنّ " .
بعد ما تمّ كل هذا ، خرج سنفرو الى البحيرة مع الحسناوات ، وكان " قلب صاحب الجلالة منشرحاً ومبتهجاً عند رؤية الجميلات وهنّ يجذفنّ "!! ، حتى فقدت إحداهنّ جوهرتها الخضراء التي على شكل سمكة ، وذلك عندما سقطت من شعرها وسط البحيرة ، فتوقفت الفتاة عن التجذيف ، وكذلك الفتيات الأخريات فعلن نفس الشيء عندما شاهدنّ حزنها ، عندئذ سأل الملك سنفرو: ما الذي يحصل ؟ فتخبره الفتاة كيف أنها أضاعت جوهرتها الخضراء في ماء البحيرة وهي جداً حزينة لهذا السبب . قال لها الملك : لا عليك سأمنحك غيرها بدلاً عن التي ضاعت . ولكن الفتاة ردّت عليه قائلة :" أنا أُفضّل التي لي على غيرها " . احتار الملك بالأمر ، ثم استدعى الكاهن " جادجي مونخ " والذي كان على متن القارب ليخبره عن تلك الواقعة .
في الحال تلا الكاهن تعويذة سحرية ، فتوقف تدفق ماء البحيرة إلى وسطها ، ثم أزاحه وجعله نصفين ، كل نصف على صوب منها ، كي يجد الجوهرة التي فقدت ، مثلما فعل النبيّ موسى عند البحر الأحمر في قصة العبور المعروفة التي ورد ذكرها في التوراة والقرآن في زمن لاحق من كتابة هذه البرديّة . وبمجرد ما أستردّت الفتاة جوهرتها المفقودة ، أعاد الكاهن جادجي مونخ المياه الى مجاريها مجدداً.
عمّ السرور والفرح قلب الملك سنفرو لتلك النهاية السعيدة ، فكافئ الكاهن على صنيعه ، واستمر مستمتعاً مع جميلاته وسط البحيرة حتى المغيب . وعند ختام القصة ، مرة أخرى يأمر الملك خوفو بتقديم الأضاحي احتراماً وتقديراً للملك سنفرو ، والكاهن جادجي مونخ ..
( نهاية الجزء الثاني )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟