الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العذاب الأخروي في القرآن 2/38

ضياء الشكرجي

2019 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العذاب الأخروي في القرآن 2/38
ضياء الشكرجي
[email protected]o
www.nasmaa.org
جهنم القرآن
هنا أكتفي بإيراد ثلاثة نصوص من القرآن المحمدي:
1. «وَتَمَّت كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَملأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنَّةِ والنّاسِ أَجمَعينَ» (سورة 11 هود - آية 119).
2. «وَلَو شِئنا لَآتَينا كُلَّ نَفسٍ هُداها وَلاكِن حَقَّ القَولُ مِنّي لَأَملَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنَّةِ والنّاسِ أَجمَعينَ» (سورة 32 السجدة - آية 13).
3. «يَومَ نَقولُ لجهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَّزيدٍ» (سورة 50 ق آية 30).
وسنتناول نصوصا أخرى، تصور نار جهنم غاضبة، مستغيظة، متوترة، مستمتعة بتعذيب سجينيها، متلذذة بصراخاتهم واستغاثاتهم.
جهنم نهج البلاغة
هنا نقرأ النص الذي أشرت إليه الوارد في دعاء كميل:
- «فَبِاليَقينِ أَقطَعُ، لَولا ما حَكَمتَ بِهِ مِن تَعذيبِ جاحِديكَ، وَقَضَيتَ بِهِ مِن إِخلادِ معانِديكَ، لجعلتَ النَّار كُلَّها بَرداً وَّسلاما، وَّما كانَت لِأَحَدٍ مَقَرّاً وَّلا مُقاماً*، لـاـكنَّكَ تَقَدَّسَت أَسمُاؤكَ، أَقسَمتَ [في قرآن محمد] أَن تَملَأَها مِنَ الكافِرينَ، مِنَ الجنَّةِ وَالنّاسِ أَجمَعينَ، وَأَن تُخَلِّدَ فيهَا المُعانِدينَ، وَأَنتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قلتَ مُبتدِئا، وَتَطَوَّلتَ بالإِنعامِ مُتَكَرِّما، أَفَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لا يَستوون».

*: النص الوارد في كتب الأدعية التي يستخدمها الشيعة هو: «وَما كانَ لِأَحَدٍ فيها مَقَرّاً وَّلا مُقاماً»، وواضح الخطأ النحوي هنا، حيث إن الصحيح «وَما كانَ لِأَحَدٍ فيها مَقَرٌّ وَّلا مُقامٌ»، لأن «مَقَرٌّ»، اسمٌ مؤخَّر لـ(كانَـ[ـت])، ولذا فهو مرفوع، وشبه الجملة «فيها» في محل نصب خبرٌ مقدَّم لـ(كانَـ[ـت])، ولكن بسبب اختلال السجع الملتزَم به في هذا الدعاء، حيث المطلوب أن تنتهي الجملة بـ «وَمُقاماً» المعطوفة على «مَقَرّاً»، كان لا بد من تصحيح الجملة بقول «وَما كانَت لِأَحَدٍ ...» بدلا من «وَما كانَ لِأَحَدٍ فيها ...». وإذا كانت نسبة الدعاء صحيحة، فيُستبعَد أن يقع عليّ في مثل هذا الخطأ، ولذا يبدو أن الخطأ جاء عبر التدوين (أو الحفظ) والنقل [أو إنه من تأليف غير عليّ ونسب إليه]. أما كيف وردت الأخطاء الكثيرة في القرآن، فلذلك أحد تفسيرين، إما هو خطأ المؤلف، مع غرابة وقوع أحد العرب، وبهذه المؤهلات البلاغية الاستثنائية بأخطاء لغوية، أو هو خطأ من الناقلين (الحافظين والمدونين والجامعين) للقرآن. وفي كلا الحالتين يدل الخطأ اللغوي المتكرر في القرآن على عدم إلهية مصدره، لأن الله لا يمكن أن يقع في خطأ لغوي، إذا افترضنا أن الأخطاء في أصل النص الملقى من محمد على المسلمين، أما إذا حصل الخطأ لاحقا على يد جامعي ومحرري القرآن، فهو أيضا دليل على عدم إلهية القرآن، لأن الله إذا كان هو الذي أوحى بهذا الكتاب، فلا بد أن يتكفل بحفظه، وهو ما ادعاه القرآن، دون تحقق الدعوى بقول «إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لحافِظونَ»، والذي كان ينبغي أن يكون «إِنّي أَنَا نَزَّلتُ الذِّكرَ وَإِنّي لَهُ لحافِظٌ»، حيث لا معنى لأن يتكلم الله بضمير الجمع. أما إذا اعتمدنا الرأي القائل - وهو رأي نادر - أن ما أوحي به إلى النبي هو مضمون القرآن، أما صبه في صياغة لغوية، فذلك من محمد نفسه، وهنا أيضا يرد الإشكال أن الله عندما يوحي بمضمون مهم إلى إنسان، لا بد أن يختار له من يكون ذا لغة سليمة، أو يتدخل هو سبحان في أن يعصمه من الوقوع في الخطأ اللغوي، على الأقل في حدود صياغته لمضامين رسالة الله إلى الناس، أو يكلف جبريل بتصحيح تلك الأخطاء. هذا مع العلم إننا لا نجد أخطاءً لغوية في الأحاديث النبوية، وكذلك حكمي على سلامة لغة عليّ، إنما ذلك قياسا على لغة نهج البلاغة، مع إن نهج البلاغة جمع بعد ثلاثمئة سنة من وفاة عليّ، ولذا يمكن التشكيك في صدور كل ما جاء فيه عن عليّ، لامتناع تناقل كل هذه النصوص الطويلة بهذه الدقة عبر ثلاثة قرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |