الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون .. وعقدة الخلافة /2

هرمز كوهاري

2019 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المسلمون .. وعقدة الخلافة
[ 2 ]
قراءات في أوراق الأمويين
اسلام من نوع اخر !!
هرمز كوهاري

هنا ينقلنا كاتبنا الشهيد فودا الى نوع اخر من الاسلام الذي اتبعه الخلفاء الأمويين ، والقاريء يشك انه يقرا في تاريخ الاسلام !! وأمراء المؤمنين اي اكثرهم ايمانا بالاسلام ونبي الاسلام ،طبعا ليس ذلك من اجتهاداته بل من اهم وأشهر مصادر الاسلام وخاصة ان فودا كان مشهودا له بالامانة محترما القاريء اعلى درجات الصدق والاحترام ،متوخيا المصلحة العامة لتنوير العقول. القابلة للتنوير . وليسمح لي القاريء الكريم ان نقرا معا ما
في الأمويين من عجائب وسلوك وغرائب ، وعلاقتهم بالدِّين الاسلامي حديث النشيء والتكوين .

الاستاذ فودا مخاطبا القاريء الكريم فيقول له :
[" ليسمح لنا القاريء في البداية ان نقص عليه ثلاث قصص موجزة، يفصل بينها زمن يسير ،واختلاف كثير !، وهي ان تنافرت تضافرت ، مؤكدة معنى واضحا وموضحة مسارا مؤكدا ومثبتة ما لا يصعب اثباته ! وما لا يسهل الهروب منه .!

القصة الاولى :
عام 20 هجرية وقف عمر خطيبا على منبر الرسول في المدينة ، وتحدث عن دور الرعية في صلاح الحاكم وإصلاحه فقاطعه اعرابي قاءلا : والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا ،فانبسطت أسارير عمر وتوجه الى الله حاملا وشاكرا ، وذكر كلمته المأثورة المشهورة :الحمد لله الذي جعل في رعية عمر، من يقومه بحد السيف اذا اخطا .

القصة الثانية.
عام 45 هجرية قال ابن عون : كان الرجل يقول لمعاوية : والله لتستقيمن بِنَا يا معاوية ، او لنقومنك ، فيقول معاوية بماذا ؟فيقول : بالخشب ! فيقول معاوية اذن نستقيم !

القصة الثالثة
عام 75 هجرية خطب عبد الملك بن مروان ،على منبر الرسول في المدينة، بعد مقتل عبد الله بن زبير قاءلا : ( والله لا يأمرني احد بتقوى الله بعد مقامي هذا الا ضربت عنقه ) ثم نزل !
ويقول الكاتب : ثلاث قصص بليغة في تعبيرها عن تطور اُسلوب الحكم واختلافه في عهود ثلاثة .
اما القصة الاولى فهي نموذج لصدق الحاكم مع الرعية وصدق الرعية مع الحاكم .
والقصة الثانية ، فهي نموذج رائع لخداع الكلمات حين يصبح للعبارة ظاهر وباطن وللكلمة مظهر ومخبر ، فالرجل في تهديده اقرب للمداعبة .

اما القصة الثالثة : وهي اقرب الى القصة الاولى في وضوحها وصراحتها واستقالة ألفاظها ،غير انها هذه المرة تعلن عكس ما أعلنه عمر، وتهدد بالقتل في حسم وصراحة ،ليس لمن يخالف الامير او يعترض عليه وليس لمن يرفع في وجهه السيف او حتى الخشب ،بل لمن يدعوه الى ( تقوى الله )، وقد خلد (بتشديد ل ) عبد الملك نفسه بذلك فوصفه الزهري بانه اول من نهى عن الامر بالمعروف !."]

ويهيئ الكاتب القاريء الى ما هو ات ! فيقول :
[.. لكننا نسأله ، اي القاريء، من الان ان يوطن نفسه على العجب ! وان يهيء وجدانه للاندهاش ، وان يحمد لعبد الملك صدقه مع نفسه ومع الناس ،فسوف يأتي بعد ذلك خلفاء عباسيون ،
( يخرجون على الناس بوجه مؤمن خاشع وتسيل دموعهم لمواعظ الزهاد !، ثم ينسلون الى مخادعكم فيخلعوا ثياب الورع ،وتلعب برؤوسهم بنت الحان ! فينادون الندماء ، ويقولون الشعر في الغلمان !، وفِي مجونهم لا يتحرجون حين تناديهم جارية لعوب بأمير المؤمنين !، او يخاطبهم مخنث ( معتدل القامة والقد ) بخليفة المسلمين .... ).

( ويضيف : ما دمنا نتحدث عن وضوح عبد الملك ، وصدقه مع نفسه فلا باس من قصة طريفة يذكرها الأسيوطي في كتابه : ( قال ابن ابي عايشة : أفضى الامر الى عبد الملك
والمصحف في حجره فأطبقه وقال : هذا اخر العهد بك !!! .)

" قيل لابن عمر: انكم معشر أشياخ قريش. يوشك ان تنقرضوا فمن نسال بعدكم؟ فقال : ان لمروان ابنا فيها فاسألوا ! نقول لا تناقض على الإطلاق لان ذلك كله كان قبل ولايته، فلما ولى ادرك ان عهد النسك والعبادة قد ولى ، وأطبق المصحف واطلق شيطان الحكم والإمارة وصدق في قوله للمصحف ان هذا هو اخر العهد به !! ، ودليلنا على ذلك ان ساعده الأيمن كان الحجاج ، واذا ذكر الحجاج هربت الملايكة وأقبلت الشياطين .
وقد عرف عبد الملك للحجاج مواهبه ! وأدرك انه بالحجاج قد وطد دعائم الحكم وأرسى قواعد الخلافة !
فكانت وصيته الاخيرة لولده وولي عهده الوليد ان يحفظ للحجاج صنيعه ،وان يلزمه وزيرا ومشيرا وقد كان !.

[" وقد حفظ الوليد الوصية وقام بها خير قيام ، فكان رجل دولة وحاكم من طراز فريد، وكان فاتحا عظيما للثغور، فقد غزا ( فتح) الهند والأندلس وكان ابعد ما يكون يكون عن حديث الدين والعقيدة . فلم يذكر عنه فيهما لا القليل ولا الكثير ،الا بضع أقواله انه كان يلحن كثيرا قي قراءته .]



( ملاحظة
حسب المخطوطات التي اكتشفت لاحقا كانت العملة التي سكّها عبد الملك بن مروان تحتوي في أعلاها على صليب ! وهو الذي بنى قبة جامع الأقصى في القدس! وليس في مكة او المدينة او الكوفة فلماذا ! - راجع الخبير العالمي في المخطوطات ، محمد المسيح ( بتشديد الياء )
وسنرى في الأسطر اللاحقة ان الأمويين. نكروا النبوة ومزقوا القرءان ووضع الوليد القرءان هدفا للنشاب وأخذ يضرب عليه حتى مزقه !! ، وانتقموا من ال البيت ومن اقرب الناس الى النبي محمد حتى نبشوا قبورهم ولم يحترموا حتى الموتى ، فهل كان كل هذا خدمة للاسلام ام ماذا ، ومع هذا استمرت غزواتهم للشعوب الامنة كانت باسم الاسلام وتحت راية الاسلام ولكن لماذا اذا هم مزقوا القرءان ورفضوا نبوة محمد فلماذا استمروا برفع راية الاسلام ،. ربما لم يجدوا سببا اخر او دينا اخر غير الاسلام يحلل الغزو ونهب الغنايم وسبي النساء ! فكان لا باس ان يستعينوا به !! ( الناشر ) .

ونعود الى الاستاذ فودا فينقل عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 21 فيقول :
[" .. والوليد بن يزيد بن معاوية فقتله للحسين معروف ( فكأنه شيء بسيط قياسا لما فعله لاحقا ! ،فقد أفاظ به الرواة بما لا حاجة فيه لمزيد ، غير ان هناك حادثة يعتبرها الرواة في عجالة ، بينما نراها اكثر خطرا من قتل الحسين !! .

لانها تمس العقيدة في الصميم ،وتضع النقاط على الحروف ان لم تكن النقاط قد وضعت على الحروف بعد ، وتستحق ان يذكرها الرواة ، وان يتدارسها القاريء في أناة ، وان يتذكر انها حدثت بعد نصف قرن من وفاة الرسول ! فقط .. نصف قرن..!!!

لقد هاجم جيش يزيد المدينة ،حين خلع اَهلها بيعته ،وقاتل اَهلها قليلا ثم انهزموا فيما سمي بموقعة ( الحرة) فاصدر قائد الجيش اوامره باستباحة المدينة ثلاثة ايام ! ، قيل إنه قتل فيها اربعة الاف وخمسمائة ، وانه قد فضت فيها بكارة الف بكر ، وقد كان ذلك كله بأمر يزيد الى قائد جيشه ( مسلم بن عقبة ) ، ولم يكتف مسلم باستباحة المدينة بل طلب من اَهلها ان يبايعوا يزيد على انهم ( عبيد ) له ، يفعل فيهم وفِي اموالهم وفِي اولادهم ما يشاء ، وهنا يبدا مسلسل المفاجآت في الإثارة فالبعض ما زال في ذهنه ( وهم ) انه في دولة الاسلام !!،وانه قادر على الزام مسلم ويزيد بالحجة ! بما لا سبيل الى مقاومته او حتى مناقشته. وهو لايقبل شروط مسلم ويرد عليه كانه يلقمه حجرا : ( أبايع على كتاب الله وسنة رسوله ) ولا يعيد مسلم القول ، بل يهوى بالسيف على راْس العابد الصادق في راينا والرومانسي الحالم في رأي مسلم ويتكرر نفس المشهد مرات ومرات ، هنا يكرر ما سبق فيقتل ، وهذا يبايع على سيرة الراشدين فيقتل ، وذاك يبايع على سيرة عمر فيقتل ،فالسيف اصدق انباءا من الكتب وهو سيف لا ينطق بلسان ولا يخشع لبيان ويصل الخبر الى يزيد .

فيقول قولا أسالك ان تتمالك نفسك وانت تقرأه ! وهو لا يقوله مرسلا او منثورا بل شعرا، اقرا ثم تخيل وتأمل وانذهل !!

( ليت أشياخ بدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل )
( حين حكت بقباء بركها واستمر القتل في عهد الأشل )

ويقول الاستاذ فودا : الذي يعنينا هو البيت الاول الذي يقول فيه ( ليت اجدادي في موقعة بدر شهدوا اليوم كيف جزع الخزرج من وقع الرماح والنبل ) اما من هم اجداده فواضح انهم اعداء الخزرج في موقعة البدر والخزرج اكبر قبائل ، وكانوا بالطبع في بدر ضمن جيوش المسلمين ، وهنا يزداد المعنى وضوحا ، فيزيد خليفة المسلمين وامير المؤمنين ، ويقول : يتمنى لو كان اجداده من بني أمية ممن هزمهم الرسول والمهاجرون والأنصار في بدر ، لو كانوا على قيد الحياة حتى يروا كيف انتقم لهم من الانصار في المدينة ،
ثم نجد من ينعت الخلافة بالإسلامية !!! ولا يتوقف امام هذه الحادثة لكي يقطع الشك باليقين وليتحسر على الاسلام !! وليترحم على شهداء الانصار انتقاما منهم لمناصرتهم للرسول والاسلام !!! وعلى يد من ؟ على يد ( أمير المؤمنين ) ! وحامي حمى الاسلام والعقيدة !
ويروي ابن كثير في ( البداية والنهاية ) الأبيات السابقةفي موضعين احدهما موقعة الحرة وثانيهما عندما وصل راس الحسين الى يزيد ! ولو صدقت الثانية لكانت انكى وأمر لان الانتقام هنا مباشر من الرسول في ال بيته ، ويضيف ابن كثير بيتا يذكره متشككا دون ان يقطع الشك باليقين داعيا باللعنة على يزيد ان كان قد قاله والبيت يقول فيه :

( لعبت هاشم بالملك فلا ملك أتاه ولا وحي نزل ) !!

ويزيد، اتى في أعقاب عمر بن العزيز الذي قيل عنه انه ملاء الدنيا عدلا طوال عامين ، فاذا ب يزيد يأتي بعده لكي يملاوها مغاني وشرابا ومجونا وخلاعة طوال اربعة أعوام ويذكر السيوطي ما ان ولى يزيد حتى اتى بأربعين شيخا فشهدوا له : ما على الخليفة حساب وعلى عذاب !!! وهنا يدرك القاريء ان العلة لم تقتصر على الخلفاء،وإنما امتدت ايضا الى العلماءاو الفقهاء، وانه ما دام هولاء يفتون انه لا حساب على يزيد ولا عذاب ولا عقاب ، فليفعل يزيد ما يشاء وليتفوق على خلفاء الدولةالاسلامية كلها في بابين لا يطاوله فيهما احد وهما العشق والغناء .
ثم يخاطب الشهيد فودا الذين يطالبون او يتمنون بعودة الخلافة ،يستنكرون الحانات ويفسقون المغنيات ويكفرون الراقصات ،بينما اين هذا من ذاك ، بل هذا بعض من ذاك ، بل من عاصر يزيد أئمة كبارا الذين أكدوا لنا ان يزيدا لم يرتكب منكرا !! ولم يقترف إثما !!، فالتسري بالجواري والتمتع بما ملكت الايمان امر لا ينكره الشرع !! ولا يشترط فيه القرءان ولا ينهى عنه القرءان ! كان رخصة ترخص بها يزيد وترخّص بها كبار الصحابة قبل يزيد .
لكنها في تقديرنا - شاذا أشد ما يكون الشذوذ ، بعيدة اكثر ما يكون البعد ،عندما يتعلق الامر بأمير المؤمنين !، وامام المسلمين ، وخادم الحرمين ، وحامي حمى الايمان ، والملتزم بأحكام القران ، وبسنة نبي الرحمن ،!
ولعل يزيد لم يكن في ذلك فلتة فقد روى عن الخليفة المتوكل - العباسي - انه كان منهمكا في اللذات والشراب وكان له (4000) اربعة الاف سرية ، وطئ الجميع !!!!

هنا ممجوجة مكروهة ان كان الحديث عن الحكام ،في الاسلام وحتىفي غير الاسلام ، ولعل هذا كاف حتى يلزم المعترض علينا حده ، ويثور الى رشده ويتركناننتقل من حديث يزيد الى حديث ولده ،الوليد بن يزيد ومن اخبار فسق الوليد ومجونه ، وهي أحبار تاكدت بعد ولايته حين فاق الوليد أباه بل فاق ما عداه ،وفعل ما لم يفعله احد في الاولين والاخرين حيث يروى عنه انه اشتهر بالمجون ، وبالتراب ، وباللواط ، وصدق او لا تصدق يرشق المصحف بالسهام ، ومن حسن حظ الوليد وسوء حظ القارئ ان كثيرا من شعره وبعضا من قصصه ،لا نستطيع روايتها لوقاحة ألفاظه وشذوذ افعاله .

وانه بهذا لا يضار الا المسلمين ،وعلى رأسهم الحكام باسم الاسلام ، وانه لا ضمان للمحكومين ان جار الحكام وأفسدوا ،فبيعته مؤبدة والشورى ان وجدت غير ملزمة او ان شئنا الدقة مقيدة ، ولنقرأ مع الاستاذ فودا ما فعل الوليد حين :
[ قرأ ذات يوم - واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من وراءه جهنم ويسقى من ماء صديد "
فدعا بالمصحف فنصبه غرضا للنشاب " السهام " واقبل يرميه ،اي القرءان وهو يقول
شعرا :
" اتوعد كل جبار عنيد فها انا ذاك جبار عنيد "
" اذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يا رب خرقني الوليد "

وذكر محمد بن يزيد المبرد ( النحوي ) ان الوليد الحد في شعر له ذكر فيه النبي ،وان الوحي لن يأته عن ربه ومن ذلك الشعر :

" تلعب بالخلافة هاشمي بلا وحي أتاه ولا كتاب "
" فقل لله يمنعني طعامي وقل لله. يمنعني شرابي "

" ولعل القارئ بعد قراءة ما سبق ، لا يذهل كما ذهلنا ولا ينزعج كما حدث لنا ونحن له ان الوليد حاول نصب قبة فوق الكعبة ليشرب فيها عام حج هو ورفاقه وان حاشيته نجحت في إقناعه ان لا يفعل ! وانه في ( تلوطه ) رواد اخاه عن نفسه ! فالواضح من سيرته انه اطلق لغرائزه العنان ، حتى غلبت شهوة الغناء والشراب على الخاصة والعامة في أيامه كما يذكر المسعودي ، وتألق نجوم الغناء في عصره ، فكان منهم ابن سرية، ومعبد، والغريب، وابن عائشة وابن مخرز ، وطويل ،ودحمان ، ولعله ادرك انه تجاوز الحد فلم يعد يعنيه ان يضيف الى ذنوبه ذنبا ، او الى سيرته مثلبا شانه في ذلك شان ضعاف الايمان ،فيضاعفون من معاصيهم وانما يعبّر عن رأيه ما هو في نفسه حين أطلقه شعرا فقال :

اسقني يا يزيد بالقرقارة .. قد طربنا وحنت الزمارة
اسقني اسقني فان ذنوبي ..قد احاطت فما لها كفارة

وانتهى الامر بخروج ابن عمه يزيد بن وليد عليه ، وقتله !،بعد خلافة قصيرة استمرت عاما وثلاثة أشهر وشاء القدر ان تكون خلافة يزيد اقصر فلا تستمر الا خمسة شهور يموت بعدها ليتولاها بعده شقيقه ابراهيم لمدة سبعين يوما فقط ! ثم يعزل على يد مروان بن محمد ، انتقاما لمصرع الوليد بن يزيد ثم ينتهي عصر الدولة الأموية بمصرع مروان على يدي العباسيين ، بعد خلافة استمرت حوالي خمسة سنوات ،"

ونرجع الى المورخ العراقي الاستاذ باقر ياسين ليكلمنا عن دموية نهاية الدولة الأموية على يد العباسيين ذلك العنف والدموية التي تعجز حتى وحوش الغاب المفترسة القيام بها ولكن بين من ومن ،!؟ بين المسلمين انفسهم ، فمن منهم كان مجاهدا في سبيل الله ؟ومن منهم كان مجاهدا في سبيل السلطة والمال والجنس ؟، من منهم دعاة الدعوة الى الخلافة الاسلامية في خدمة الدين؟ ومن دعاة في خدمة الدنيا ؟ !! ومن من الطرفين كان عنده تفويضا من السماء بتولي شؤون المسلمين !؟ ، ولكن ظهر في اصدق صورته والتي جوهره الصراع على السلطة والمال والجنس باسم الدين ، الراية لا اله الا الله ومحمد رسول الله ولكن لا بديل للغنائم والسبايا من النساء ! وهل حارب الامام علي الأكثر ايمانا وتقربا من النبي محمد عثمانا لحرقه المصاحف ام لبقاءه في السلطة وعدم تسليمها الى" ال البيت" وكاءن الاسلام دين عائلي !! ينحصر في ال البيت ! وهل معنى الاسلام هو السلطة والخلافة لا غير ؟ وهل علي والحسين حاربوا عثمان لحرقه المصاحف ام طمعا بالسلطة ؟ والى اليوم الخلاف بين السنة والشيعة هو موضوع السلطة وليس الدين فالشيعة يدعون ان عليا كان أجدى بالخلافة بعد محمد ، وليس على مواد وايات القرءان او جمع القرءان مثلا او غير ذلك .
وكل الحروب التي وقعت بين المسلمين انفسهم كانت على السلطة وما تدره من مال وجنس !! حروب في سبيل السلطة على حساب الدين علما كان عليا اكثرهم ايمانا وتمسكا بالدِّين ومع هذا حارب وقاتل وقتل هو والحسين وبقية اتباعه في سبيل السلطة لا الدين ، بدليل ان السلطة لم تكن بيد الكفار بل بيد احد الصحابة وصهر النبي محمد وزوج بنتيه وو.. الخليفة الثالث. عثمان بن عفان ، وقعت المعارك الدموية العنيفة والقاسية لا بين المشركين والمسلمين بل بين المؤمنين بل أمراء المؤمنين. اي اكثر المسلمين ايمانا بالرسالة المحمدية على حد ادعاءهم لا أعمالهم وسلوكهم .
فعلي الذي كان يوصف بازهد الزاهدين في الاسلام كان عنده ( 17) جارية ، وقاتل جيوش المسلمين الذين تخلوا عنه .!

سقوط الدولة الأموية :
يحدثنا المورخ العراقي الاستاذ باقر ياسين عن سقوط الدولة الأموية فيقول :
كانت المعركة التي حصلت على نهر الزاب الكبير عام 132 هجرية او 750 ميلادية في العراق هي الفاصلة التي قضت بصورة نهائية وقطيعة على الدولة الأموية ،فقد كانت تلك. المعركة الكبيرة شديدة العنف والدموية وقيل ان اكثر القتلى في صفو ف الجيش الأموي قد ماتوا غرقا في النهر، فهرب الخليفة مروان بن محمد الملقب بمروان الحمار
(لقب بهذا لكثرة تحمله تحمله للمتاعب والمشاكل ليس الا )
والذي كان يقود الجيش الأموي في هذه المعركة واتجه غربا نحو دمشق دون ان يتوقف او يعيد تنظيم صفوفه بل ترك جيشه، كما يبدو للأقدار. وقد استباح عبد الله بن علي- وهو عّم السفّاح - مراكز قيادات الجيش المنهزم ونهب قواته واستولى على ما فيها من الأموال ومؤن ومعدات. ،ولم يتوقف الجيش العباسي ، كما هو معروف، عند الانتصار الذي حققه في معركة الزاب ، بل قام قائده عبدالله بن علي بمطاردة الخليفة ( طبعا خليفة المسلمين )!
الأموي مروان بن محمد واتباعه بإصرار تام حتى وصل الى دمشق ثم الى فلسطين ثم الى مصر فتبعه الى هناك واستطاع ان يقتله في صعيد مصر في قرية تسمى بوصير من قرى الصعيد وان يقطع راْسه ويرسله الى ابي العباس السفّاح .. وبذلك يسدل الستار الى الأبد على الدولة الأموية التي حكمت العالم الاسلامي ما يقرب من قرن من الزمن ،

ملاحظة
اذا العراق كان ساحة هذه الصراعات الدموية التي تميز بل امتاز بها التاريخ الاسلامي الذي سمي من بعض المورخين ،بالتاريخ الاسود ، وهو اكثر من غيره بسفك الدماء و الدموع وسبي النساء والحصول على الغنايم ، ليتمم مكارم الاخلاق للعالم !! بالسيف البتار وقطع رؤوس الأحرار !، أينما حلت وارتحلت الراية السوداء للاسلام ، ولا يحتاج اي مسلم مهما بلغ من الطيبة والبساطة والسذاجة ، وهم الأكثرية الكاثرة ،ان نظيف له شيءا او مزيدا من الصراعات الدموية والحوادث الموءلمة التي حلت بتلك الشعوب في تلك الفترة .
وذلك لاننا سنعرض له الفترة القادمة فترة الدولة العباسية ،والتي سنرى فيها العجب العجاب .
ان استعراض التاريخ الاسلامي من المصادر الاسلامية المعتمدة لا يعني باي حال من الاحوال التهجم على الاسلام اوالمسلمين ، بل انما يهدف الى تذكيرهم بماضيهم الذين يحنون اليه ! وهذا الحنين دون ان يعرفوا حقيقته ، نعرفهم به من خلال كتابي الشهيد فودا والاستاذ باقر ياسين وغيرهما المعتمدة على اصدق المصادر الاسلامية ومن تأليف كتاب مسلمون ، ويلاحظ القاريء الكريم اننا لم نقرا كلمة واحدة فيه سب او شتم. كما تعود عليها رجال الدين اليوم عندما يحرجون او يعجزون. عن الإجابة .

ان ما كتبه فودا والياسين ليس الا نقلا من مصادر اسلامية معتمدة، بامانة واخلاص ، ولم يكن انذاك ما يعكر صفاء تاريخ الاسلام لا الانكليز ولا الامريكان ولا الصهيونية ، وإنما المورخون المسلمون الذين تمتعوا بالحرية والكفاءة بتسجيل ما أمكن تسجيله ، دون سب او شتم .
، ان اعادة تذكير مسلمي هذه الايام الذين يحنون الى العصر " الذهبي للاسلام و السلف الصالح " قد يساهم مستخلصة من الكتاب والمورخين المسلمين دون غيرهم لهي خدمة لهم وليس نقدا او تشويها وعند الشك ،يرجى الرجوع الى تلك المصادر الاسلامية دون غيرها لا اليهودية ولا المسيحية او الامريكية والانكليزية ومنها .
[ تاريخ الخلفاء للسيوطي ، مروج الذهب ، الكامل لابن الأثير ج5 ، الطبري ج4 ،ابن كثير - البداية والنهاية ..وغيرها]

(يتبع )

هرمز كوهاري
مايس / 2019
================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي