الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب الضعف الدراسي (التخلف الدراسي)

الوحيدي أحمد

2019 / 5 / 6
التربية والتعليم والبحث العلمي


أسباب الضعف الدراسي (التخلف الدراسي )
إنَّ المستقبل الطموح للثلميذ ، يرتبط بمدى نجاحه أو فشله في دراسته ، وقدرته على تحقيق الأهداف التي رسمها لنفسه ، أو رسمها له ذووه ، فإذا فشل الطالب لسبب من الأسباب ، وتراكمت عثراته ، عاش حياة متعثرة ، تقصر أو تطول بالحياة التي يحياها ؛ لذا فالموضوع خطير جداً ، فمستقبل الأوطان مرهون بتقدم الأجيال ، ومدى تحصنها بالعلم والمعرفة ، وحياة التلميذ تتوقف على سير تعليمه ، فالضعف موت ، والقضاء عليه حياة .
ويظن بعض مدعي العلم والثقافة ، أن أبناءهم وبناتهم يمتلكون العقلية الفذة لاكتساب العلم والمعرفة ، وكأنه الترياق من شربه استفاق وتجلى في الآفاق ، ونسوا ، أو تناسوا قدرة الله في الخلق والإبداع ، وأن حكمة الله تقتضي توزيع الأدوار في الحياة ، فلولا الظلام ما عرف النور ، ولولا الظمأ ما ابتلت العروق بالماء .
أسباب الضعف وأماراته :
إنها كثيرة ومتنوعة ، منها ما يتعلق بالتلميذ ذاته وتربيته وأقرانه ومجتمعه ، ومنها ما يتعلق بالمناهج والكتب الدراسية ، ومنها ما يتعلق بالإدارة العليا والإدارة المدرسية ، ومنها ما يتعلق بالمعلم والموجه ، ونقصر حديثنا في هذه العجالة ـ لضيق المجال ـ على ما يتعلق بالتلميذ الضعيف وبيئته الاجتماعية التي تساهم في ضعفه ، وتؤدي إلى تأخره الدراسي .
أولاً : التخلف العقلي : لقد ثبت من التجارب العلمية والتربوية التي قام بها علماء التربية ، أن المتخلفين قلة قليلة في كل زمان ومكان ، كما ثبت أن نسبة كبيرة من حالات التخلف الدراسي لا ترجع إلى ضعف الذكاء عند الأطفال ، وإنما تعود لأسباب أخرى .
وحالات التخلف الدراسي هي حالات تلاميذ أسوياء عُطِّل ذكاؤهم ، وغُطيَ عليه ؛ مما أفقدهم التقدم في التحصيل الدراسي ، وعدم القدرة على مسايرة غيرهم من الأطفال الأسوياء .
ثانياً : الحالة الصحية للطفل : الحالة الصحية مهمة للطفل في أبعادها المختلفة منها : الصحة العامة ، وضعف البصر ، وضعف السمع ، والتأخر في النطق .
الصحة العامة : فقد ينصرف الطفل عن الدرس لآلام تعتريه ، فلا يستطيع الانتباه والمتابعة للدروس ، مما يؤدي إلى التقصير في الكسب والأداء والعطاء .
ضعف البصر : الذي يؤدي إلى قصر المجال في الرؤية ، فيخفى عليه رؤية بعض الحروف أو أجزاء منها ، أو الكلمة ، فيبطئ في النطق ، أو يخطئ فيه ... وقد يشعر بالضعف الذي يقوده إلى الرسوب ، ثم عدم الثقة بالنفس والتبلد أو التحنط ...
ضعف السمع : وهو عيب يؤدي إلى خفاء الأصوات واختلاطها ، وعدم تمييزها ، وعدم تمييزها. والاستماع والتحدث من وسائل التعبير الشفوي والكتابي ، وكل الخبرات التعليمية والتعلمية تعتمد على حاسة السمع ، فإنْ أصاب التلميذ ضعف في سمعه ، كان سببا في ضعفه التحصيلي ....
التأخر في النطق وعيوبه : إن النطق يتوقف على الجهاز الخاص به في الجسم ، فإذا ما تأخر النضج والنمو السليم ، أثر ذلك سلبا على اكتسابه اللغة ومفرداتها ...
ومما تقدم يتضح بإيجاز أن أي خلل يتعرض له الطفل من النواحي الجسمية والعاطفية ، والعقلية قد يؤثر على تحصيله ويسبب له الارتباك والضعف الدراسي .
عدم استقرار الطفل : عدم استقرار الطفل نفسيا أو اجتماعيا في المنزل ، فقد تكون ظروف عائلية قاسية تشده دائما إليها ، مثل مكانته بين إخوته وأخواته ، ومدى اندماجه معهم ، أو نظرتهم إليه ، أو سوء معاملته ، بسبب أخطاء يرتكبها ، أو الإفراط في التدليل ، مما يجعله رخواً رخاوة تؤدي إلى سخرية أترابه التي يتسبب عنها فشله ، وعدم تركيزه على دروسه ، بل وانصراف تفكيره إلى أمور بعيدة عن الدرس والدراسة …….. ، فإذا جلس في الفصل ، جلس شارد العقل والفكر ..
ثالثاً : العوامل الخارجية : الغياب المتكرر قد يكون سبباً من أسباب التخلف الدراسي ، أو كثافة عدد الطلاب في الفصل الواحد ، أو عجز التلميذ عن بدء التعلم ؛ لأنَّ سنه غير مناسب ، إضافة إلى النقل الآلي والذي يعد أخطر عدو للتلميذ .
رابعاً : قلة الخبرات : قلة الخبرات في البيئة التي يعيش فيها الطفل ، قد لا تساعده على اكتساب الخبرة اللازمة لنموه الفكري والعقلي ، فالبيئة لها أثر كبير على نمو الطالب دراسيا ؛ لأن خبرات البيئة المحلية تساعد الخبرات المدرسية على النمو السوي ، فقد يكون البيت بيئة انجليزية أو فرنسية ، فمن أين له أن يتحدث العربية ، أو يتقن قواعدها ، أو يستخدم تعابيرها؟
خامساً : تدخل أولياء الأمور : تدخل أولياء الأمور قد يفسد تعلم التلميذ ، كالضغط والتوجيه بصورة خاطئة ، وهذا عامل خطير ، فقد يؤدي ذلك إلى طمس شخصية التلميذ ، ويجعله لا يحرك ساكناً إلا إذا قادته أمه ، أو أبوه إلى حجرة الدرس ، وقد يكون مستلقياً على ظهره ، بينما أمه تقرأ له الدرس ، وتشرحه له ، فكيف يخرج هذا التلميذ إلى الحياة ، يخرج متواكلاً متكاسلاً ، لا يقوى على مواجهة عبارة جديدة ، أو جملة غريبة ، فمراقبة الأهل واجبة ، لكن بحكمة ودراية ، بلا إفساد ، ولا تعطيل لعقل الطفل وتفكيره .
عدم التوافق : عدم التوافق بين التلميذ وتلاميذ فصله فإذا كان بينه وبينهم نفور ، صرفه إحساسه عن المشاركة والمتابعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟