الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في تاريخ الصراع الاسرائيلي الفلسطيني

جمعة محمود عبد العزيز سلامة

2019 / 5 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


جمعة محمود عبد العزيز سلامة

طالب دراسات عليا جامعة الأقصى فلسطين – غزة

تخصص دراسات تاريخية معاصرة

(قراءة في تاريخ الصراع الاسرائيلي الفلسطيني)


من يقرأ التاريخ ويتمعن فيه يجد أن هناك مؤامرة تحاك ضد الإسلام بشكل عام والعرب بشكل خاص، فإن زرع بؤرة استيطانية في قلب الوطن العربي (إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين) لم يكن وليد الصدفة بل هو ضمن مخطط رهيب تم وضعه وتنفيذه على مراحل عدة.
بداية ودنا وعد بلفور سنة 1917م الذي وعد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ثم تبع ذلك تهجير اليهود إلى فلسطين بأعداد كبيرة، ومن ثم اتفاقيات كثيرة عملت على تقسيم المشرق العربي في مؤتمر سان ريمو سنة 1921م وبعدها فرض الانتداب البريطاني على فلسطين سنة 1922م، كل ذلك يثبت أن الأمر مدبر ومخطط له، ولكن ما يثلج الصدر – رغم كل هذه المآسي – هو: اهتمام العرب بقضية فلسطين – رغم أنه ليس على المستوى الرسمي – حيث رأينا اهتماماً شعبياً عربياً واسعاً بقضية فلسطين مما جعلها قضية مركزية للأمة العربية، والأدلة على ذلك كثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ثورة 1936م، حيث قدم المتطوعون للدفاع عن فلسطين من جميع الدول العربية كالعراق والجزائر ومصر وسوريا وغيرها من الأقطار العربية، مما دفع المستويات الرسمية للتدخل عن قيادة الثورة للمحاولة في إنهائها وإفشالها، واستمر التدفق المتطوعين للدفاع عن فلسطين وظهر ذلك بوضوح في حرب النكبة عام 1948م، حيث تحركت بعض الجيوش العربية والكثير من وفود المتطوعين.
وقد بقيت قضية فلسطين قضية مركزية بالنسبة للعرب (حتى في حالات الركود العربي) ولوحظ ذلك بوضوح مع بداية قيام الثورة الفلسطينية حيث عملت كل من مصر والأردن على احتضان قيادة الثورة.
وظلت المناوشات بين العرب والصهاينة حتى تمت هزيمة العرب عام 1967م الأمر الذي أضعف الطرف العربي، لكنهم لم يستسلموا، بل ظلوا مصممين على الثأر والانتقام من الكيان الصهيوني، عاكفين على محاولة استرجاع الأراضي العربية التي احتلت عام 1967م بما فيها الأراضي الفلسطينية، لذا حدثت حرب أكتوبر عام 1973م، ولكن نتائجها لم تكن ترقى للمستوى المطلوب فهي لم تحقق إلى بعض المصالح الفئوية لبعض الدول العربية فقط.
وإذا كنّا قد تحدثنا عن الدور العربي في الجهاد، فإن دور المقاومة الفلسطينية – رغم قلة عتادها – لا يستطيع أن ينكره أحد، مند عام 1948م، مروراً بعام 1967م ووصولاً إلى عام 1987م الذي انطلقت فيه انتفاضة الشعب الفلسطيني لتكون فاتحة عودة للمقاومة في الأراضي الفلسطينية، وما تبع ذلك من إعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر بتاريخ 15 نوفمبر 1988م.
ولم تتوقف المحاولات العربية والجهود الدولية التي سعت لإيجاد حل لقضية فلسطين. ولكن هذه المحاولات أثمرت اتفاقاً هزيلاً ضعيفاً، أقل ما يوصف بأنه بعيد كل البعد عن أية نية أو تعهد لكبح جهود الكيان في تهويد القدس واستمرار الاستيطان، مما أدى إلى وجود خلافات فلسطينية فلسطينية، وأخرى فلسطينية عربية، ومع ذلك فلقد تزايدت الجهود العربية لجعل الكيان الصهيوني يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وحقوق المواطنين التي لا تنكر، إلا أن الغطرسة الصهيونية – المستندة على الدعم الأمريكي والبريطاني، المستغلة لحالة الضعف الفلسطيني العربي المستشرية، المستفيدة من التخاذل الدولي تجاه المطالب الفلسطينية – دفعته إلى المماطلة، بل جعلته يعمل على توسيع الاستيطان ويعمد إلى تهويد بعض الأراضي الفلسطينية.
والآن، السؤال الذي يطرح نفسه: هل القضية الفلسطينية ما زالت هي المحور المركزي في السياسات العربية.
ولكن المتابع للأوضاع العربية المتردية منذ عام 2011، يرى أن العرب قد انشغلوا بأنفسهم – وهذا ما خططت له أمريكا التي تعمل على استكمال الاتفاقيات التي من شأنها دعم التقسيم العربي والعمل على تثبيت جهودهم – مما أدى إلى ابتعاد العرب عن قضيتهم المركزية (فلسطين) لتصبح فلسطين قضية فلسطينية وليست عربية أو إسلامية.
إذن نستطيع أن نقول أن أمريكا قد نجحت فيما سعت إليه وهو انشغال العرب بأمورهم الداخلية (معالجة الفساد المالي والسياسي) بعيداً عن أي اهتمامات خارجية وهذا يجعلنا نقول: إن القضية الفلسطينية باتت في غاية الضعف، مما يفتح المجال لكل الاحتمالات الصعبة التي تعمل على ابتلاع الأراضي الفلسطينية وتهويدها.
وفي ختام مقالتي هذه أقول:
إن فلسطين يجب أن تستفيد من هذا الحراك العربي، ذلك لأن الشعوب مع القضية الفلسطينية ويفترض أن تكون الحكومات الجديدة مع شعوبها، وتعمل على تلبية مطالبتها، وهذا من شأنه يجعلهم مع القضية الفلسطينية، داعمين لها، مؤيدين مطالبها في التحرير من قبضة الصهاينة، ساعين معها إلى مقاضاة الكيان الصهيوني عن الجرائم التي ارتكبها في حق الفلسطينين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة