الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر كامبل في ذكراه 112

سليم سليمان سليم الحشاش

2019 / 5 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من كامبل إلى برنارد لويس وصولاً إلى ترامب

"إذا درسنا تاريخ العالم نجد أن الإمبراطوريات تقوم في هذه المنطقة ولا تخلّد أو تبقى طويلاً، فكل أربعمئة أو خمسمئة سنة يظهر شعب ويقضي على هذه الإمبراطورية، المطلوب أن تدرسوا لنا كيف تخلد إمبراطورية أوروبا"، بهذه العبارة افتتح رئيس الوزراء البريطاني كامبل، قبل 112 عاماً، مؤتمراً للخبراء والمختصين في شتى المجالات، وهو المؤتمر الذي دعا إليه لوضع مخطط ودراسة استراتيجيّة، للسيطرة على البؤرة التي سوف تشكل الخطر الأكبر على أوروبا، وبعد مشاوراتٍ ودراساتٍ معمقة استمرت لأكثر من شهر، توصل المؤتمرون إلى أنّ الخطر على الغرب يكمن في البحر المتوسط, لكونه همزة الوصل بين الشّرق والغرب، ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية شعبٌ واحدٌ، تتوفر له وحدة التّاريخ واللّغة والجغرافيا، وكل مقومات التجمع والتّرابط, إضافة إلى نزعته الثّوريّة، وثرواته الطّبيعية.
المشكلة الكبرى إذا انتشر في تلك المنطقة التّعليم والثّقافة، وعندها سوف تحل الضّربة القاضية بالإمبراطوريات القائمة، من هنا بدأت مرحلة جديدة، ومخاطر ومكائد ومكر لإمتنا العربية الإسلاميّة، بعد أن أوصى المؤتمر بمنع هذا التكتل البشري من الانصهار في بوتقة إمبراطورية واحدة، دولة عربية قومية أو خلافة إسلامية، ووجوب العمل على تفتيت هذه البقعة وجعلها تحت الهيمنة والسيطرة الاستعمارية الغربية.
ولتنفيذ ما خلص إليه المؤتمر، وهندسةً لوعد بلفور الذي أعطت بريطانيا فيه الحركة الصّهيونية فلسطين على طبقٍ من ذهب، لكي يبقى الكيان الصهيوني خنجراً مغروساً في قلب الوطن العربي، يعوق كل تقدم ووحدة، ويبقى الحارس للمصالح الغربية.
ولو تساءلنا هنا، وفي ذكرى هذا المؤتمر المرعب وبعد 112 عاماً، كيف أصبح عالمنا العربي من محيطه إلى خليجه؟
لقد نجح الغرب في الوصول إلى ما كان يرغب به, فقد أنهك هذا الوطن وأعاده آلاف السنين إلى الوراء, لا إمبراطورية قومية عربية, ولا خلافة إسلامية, حتى الحدود التي مزق بها وطننا إلى مربعات ومستطيلات باتفاقية إبان الحرب العالمية الأولى بقيادة بريطانيا وفرنسا, ولتكمل ما بدأته بريطانيا وفرنسا، وضعت الولايات المتحدة الأمريكية نصب عينها تفتيت المفتت، بعد أن أُقرّ في الكونغرس مخططُ برنارد لويس مستشار الرئيس الأمريكي آنذاك 1983م، والذي نص على تقسيم الوطن العربي وكل قطرٍ فيه حسب الأعراق والمذاهب والطوائف، وما تقسيم السودان إلا أولى عقدة حلقة من سلسلة حلقات بدأت تتضح رويداً رويداً، ليبيا، سوريا، العراق، اليمن، و فلسطين.
وما يسمى بصفقة القرن هي جزء آخر من هذه المؤامرة الكبرى على وطننا العربي الحبيب من أجل إحكام السيطرة عليه وترويضه وجبله بالسياسات الاستعمارية الغربية كي لا يرفع رأسه أبداً.
المطلوب منا كعرب ومسلمين لكي نخرج من هذه الحالة أن نقرأ التاريخ أولاً، ومن ثم نعي ما نقرأ، والمهم أن نبدأ بإعمال عقولنا ولو لبرهةٍ، وأنا على يقين أننا سنخرج من هذه الدوامة طال الزمن أو قصر، وهنا لا بد من التأكيد أن العبء الأكبر في الصحوة والنهضة يقع على العلماء، فأمتنا العربية والإسلامية لن تعجز عن ولادة رجال يحملون على عاتقهم التجديد والصحوة والنهضة والتقدم والإزدهار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24