الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاجتهاد والتجديد في الفكر العلماني

حسين سميسم

2019 / 5 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاجتهاد والتجديد في الفكر العلماني


زار الاخ الاستاذ احمد سعد زايد جمعية الرافدين الثقافية في امستردام والقى محاضرة عن الاجتهاد والتجديد في الفكر العلماني وذلك في 30 نيسان 2019، وجاء ذلك استكمالا لبرنامج الجمعية في اغناء موضوعة التجديد والاجتهاد من جوانبها المختلفة لما لها من اهمية بالغة لانها مفتاح كثير من القضايا المطروحة ، فقد حاضر في هذه الموضوعة الدكتور عبد الحسين شعبان وتناول الاجتهاد والتجديد في الفكر الديني .
ان مناقشة قضية نقد الفكر العلماني وتلمس عوامل الضعف والقوة فيه من الامور المهمة جدا لمنع تحول العلمانية الى قالب جامد وايقونات مقدسة وخطوط حمراء يمنع الاقتراب منها ، كما يمكن عن طريق فهمها تجاوز حالة التعارض والتضاد والصراع ومعاداة الدين ، لانها بكل بساطة ليست ايدلوجية ولا دينا بديلا عن الاديان القائمة ، انها منهج عمل .
قدم حسين سميسم رئيس الجمعية المحاضر بمقدمة تعريفية به وبالموضوع وحدد اطار حر للعنوان . فبدأ الاستاذ احمد سعد زايد محاضرته بتعريف الاجتهاد وهو بذل الجهد في فهم الواقع وتنزيل الافكار على هذا الواقع . وفهم الاجتهاد خطوة اولى لفهم الية التجديد ، خاصة ان مشكلة كبرى تواجه شعوبنا هي اننا اصبحنا نجتر افكارا ماضوية اكل الدهر عليها وشرب ، ونجاهد لغرض الرجوع الى العصر الذهبي ، وتلك مهمة عسيرة فلا يمكن اعادة عقارب الساعة الى الوراء .
كما ان المثقف لم يبذل جهدا كبيرا لتطوير الافكار التي طرحتها الثقافة الاوربية لكي تتناسب مع واقع بلداننا ، ولم يترجمها عمليا فظلت مفصولة عن واقع الطبقات الفقيرة فلم يتفاعلوا معها وبقت اجنبية عن تلك البلدان ، وكان لغياب المثقف الوسيط أثرا كبيرا في لعب هذا الدور الخلاق ، مما ادى الى ضلوع الفقيه الديني بمهمة الحديث وتفسير الواقع وتحريك الناس حسب مصلحته وفهمه .
كما ان المستوى الثقافي وتراجع المناهج المدارسية والتخلف الذي اصابها وعدم تجديد مناهجها ادى الى عدم تقبل هذه الشعوب للديمقراطية ، فالامية لايمكن ان تطور نظاما ديمقراطيا ، ومعها يتراجع المجتمع الى مكوناته الاولى ولا ينتفع من ميزات الديمقراطية .ولغرض الوصول الى ثورة ثقافية لابد من وجود طلائع نشطة تفهم الواقع وتضع اصابعها على ابرز المشاكل وتساهم في نقدها وبيان الطريق السليم لتجاوزها ، ولايؤدي هذا العمل الفردي الى نتائج طموحة ما لم يتوج بمظلة ثقافية ( مؤسسة ثقافية ، جمعيات متخصصة ... ) تثير انتباه الناس من خلال تقديم خطاب بديل عن الخطاب الديني ، خطاب يقترب اكثر من لناس ويوضح همومها ويخلق الوعي باسباب تخلفها وشروط التخلص من تلك الاسباب . ويتطلب ذلك استمرارية بث الافكار على مستوى سياسي وفكري لتحريض الناس على القراءة والبحث .
ان الثورة الصناعية الاوربية خلقت وضعا ثقافيا وفكريا يمكن من خلاله الافلات من حالات التخلف والتبعية ، وقد اتخذت دول شرق اسيا نفس الخطوات بعد ان قامت بتنحية الدين جانبا لكي لايكون حجرة عثرة في طريق التقدم ، لكنها لم تقض على الدين ، ابعدته فقط عن التحكم بالعامل السياسي .
ان احد اهم المشاكل التي تواجه منطقتنا هو ضعف المفكر العربي وعدم ديناميكيته وحالات الخوف والكسل ، ولو اضفنا اليها ندرة المثقف الوسيط وانعدام الواعظ العقلاني الذي يستطيع مواجهة الجمهور لطرح الفكر والسياسة باساليب مبسطة يفهمها الناس .. كل ذلك ساهم في حالة القصور الثقافي الذي سمح لظهور الحالة الدينية لملئ الفراغ .
اثارت تلك النقاط اسئلة واسعة اغنت الموضوع وطالبت بضرورة قراءة نقدية لتجربة اتاتورك وجمال عبد الناصر وتجربة البعث في العراق وسوريا وتجربة بورقيبة وهي تجارب حاولت التخلص من حالة التخلف ، لكنها لم تتخلص من حالات القصور الذاتي ولم تستكمل مسيرتها للارتفاع بمستوى الجمهور الى حالة من التحضر النوعي . واشارت بعض المداخلات الى ضرورة كسر الحواجز بين الاجيال وهي مهمة فردية وعامة ، كما بين بعض المتداخلين ضرورة ابعاد فكرة التقديس عن الفكر العلماني ، وضرورة نقد الدين من داخله ومن خارجه ، وايجاد الطرق اللازمة للتحدث مع الشباب وطلاب المدارس للاهتمام بالشأن العام .
القت تلك المحاضرة مع مداخلاتها ضوءا على امكانية المثقف في تطوير الحالة الثقافية والتخلص من المشاكل المعرقلة للتنوير وتكوين حالة من التنسيق والتضامن بين مختلف الشرائح والتسيق بين مثقفي البلدان المختلفة وتبادل التجارب بينهم واستخدام الاعلام للوصول الى فئات اصبح الوصول اليها اسهل .
كما ساهم الحضور المتنوع والنوعي( سوريا العراق اليمن السودان مصر ) من اصحاب الهم الثقافي وغلبة الشباب في زيادة فائدة هذه المحاضرة والخروج منها بنتائج ايجابية تحمس لها الحضور ولمسوا فيها امكانية العمل الجاد خاصة في هذا الوقت الذي نشهد فيه فشل تجربة الاسلام السياسي في المنطقة .

ملخص محاضرة
جمعية الرافدين الثقافية في امستردام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah