الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
افغنة العراق وتفجيرات دهب
مؤيد بلاسم العبودي
2006 / 5 / 2العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد تفجيرات طابا وشرم الشيخ وسيناء وكنائس الإسكندرية جاءت اخيرا تفجيرات مدينة دهب كعاصفة دموية تمطرنا أشلاء ودماء بدلا من مطر الربيع ونسيمه الذي يهب على كل أنحاء العالم ما عدا بلاد العرب والمسلمين، وهذا ان دل على شئ فإنما يدل على جسامة التحدي الإرهابي الذي يواجهه المجتمع المصري وعموم مجتمعاتنا الشرقية، حيث ان حمى التطرف السلفي الذي انتشر مثل السرطان في كل أجزاء البلدان العربية والإسلامية واخذ يدمر بوحشية لا يقبلها إلا أصحاب المزاج السادي من ورثة تراث ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب المبني على أسس القتل و الذبح والتكفير والتبرير..
كما انه يكشف عن مدى خطورة الطبخة الإرهابية التي تفجرت على طابخيها فقتلتهم حينما مزجوا في ايدولوجيا هجينة بين السلفية الرجعية الماضوية وبين الجانب التكفيري في فكر الإخوان وبين الشوفينية البعثية في القومية العربية..
وقد أثارت تفجيرات مدينة دهب بمصر - والتي استهدفت مكانا سياحيا يؤمه المصريون فقط - اهتمام مختلف أجهزة الإعلام العربي، وبالطبع لا يمكن لأي إنسان سوي ان يقبل باستهداف المدنيين بالشكل البشع الذي تقوم به القاعدة سواء كان ذلك في مصر أم في الأردن أم في العراق، لكن المثير في الأمر ان إرهابيي القاعدة كانوا قد حصدوا في تفجيرات مماثلة في نفس اليوم أرواح أكثر من 40 عراقيا في بغداد وأكثر من 100 جريح في مشهد يتكرر يوميا، دون ان يهتز جفن للإعلام العربي الذي ينظر إليه العراقيون على انه إعلام مصاب بقصر نظر مزمن ( هذا إذا لم تكن أعمته حمى التعصب الطائفي و الايدولوجي )...
هذا الإعلام الذي يصف العمليات الإرهابية المتكررة يوميا في العراق والتي تستهدف المدنيين حصريا من طائفة معينة ولون خاص بالمقاومة... ولا اعرف في التاريخ القديم والحديث أية مقاومة قائدها أجنبي شاذ وغريب عن الوطن واغلب أمرائها ذباحين مستوردين من الدول العربية الشقيقة و لا سمعت في عرض الأرض وطولها ولا في أية لحظة من تاريخ الإنسانية بأية مقاومة تستهدف المدنيين الأبرياء ورجال الشرطة وطلبة الجامعات وأطباء المستشفيات ومصلي المساجد أو موظفي الأمانة...
إعلامنا العربي و أنظمتنا الوراثية دفعت بمجانين الإرهاب السلفي إلى محرقة العراق لتحرق أهله كما أحرقت أفغانستان من قبل.. لكن المشكلة ان الإرهاب لا ارض له، فهو فكر سرطاني ما ان يفرخ انتحارييه في حاضنة معينة، حتى يبدأ بنشر خلاياه المدعومة بإعلام مجاني توفره الجزيرة وغيرها من قنوات فضائية وبتمويل خليجي تزيد وتيرته كلما زادت أسعار النفط.
ففي ثمانيات القرن المنصرم صور السلاطين العرب و وعاظهم و وسائل إعلامهم ما يحدث في أفغانستان على انه جهاد واخذوا يغررون بالشباب العربي ليشارك في محرقة أفغانستان واخذ البترول الخليجي يلعب دورا كبيرا في دعم المجاهدين الأفغان لصنع مثال سياسي أعلى للسلفية الوهابية......
وصار السلفيون القتلة في أفغانستان ( مجاهدون)... ولما نجح المجاهدون الأفغان حولوا ارض الوطن إلى مسلخ وصاروا هم الجزارين بل واستوردوا مفتي الجزارة الوهابية في العالم الإسلامي وهو أسامة بن لادن وكانت قطعان البشر المجزورة تنحصر بأبناء الشعب الأفغاني حصريا...
وتحولت أفغانستان إلى قطعة من الدم والخراب ومعسكرات لمتوحشين قادمين من كهوف التاريخ.
و من ثم تحول المجاهدين الذين زودتهم الأنظمة العربية بالدعم المادي والإعلامي إلى خطر يهدد امن المجتمعات العربية واستقرارها.
المسلسل نفسه يتكرر اليوم في العراق...
وما لم تتغير نبرة الإعلام العربي وتغير الأنظمة العربية من موقفها الشامت بالعراقيين.. فستتحول المنطقة كلها – بعد العراق – إلى مستنقعات من الدماء وتلال من الجثث..
ان الرائد لا يكذب أهله.. فهل يتدارك العرب أمرهم ويخلصوا أنفسهم من خطر التطرف السلفي في العراق وينزعوا عنه قناع المقاومة الذي يسترون به وجهه البشع !!
أم يبقون يتربصون بالعراق وشعبه الدوائر حتى ينقلب السحر على الساحر ونشهد في كل صباح تفجير في طابا و ابقيق وعمان والدوحة والخبر وغيرها ؟!
سؤال نترك للعرب وللأيام الإجابة عليه.. وحتى ذلك الحين..
تصبحون على تفجير..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مستوطن يحتفل بزفافه في ساحة المسجد الأقصى وسط حراسة الاحتلال
.. المسلمون في الهند يواجهون التمييز بعد إجبار المطاعم على عرض
.. إبراهيم عيسى يسأل: هل يحق للمؤسسات الدينية أن تؤسّس مدارس تع
.. صورة لهاريس مع رجل دين إيراني تثير الجدل.. وتقرير أميركي يحذ
.. -داعية الرولكس- التحقيق مع داعية سلفي ألماني من أصل مغربي مت