الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة القرن وخطورتها على مصر

طلعت رضوان

2019 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صفقة القرن وخطورتها على مصر
طلعت رضوان
تسابقتْ وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية والعربية، لنشرآخربنود ما يـُـسمى (صفقة القرن) الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية (من وجهة نظرالإدارة الأمريكية وإسرائيل) ونظرًا لأنّ بنود الصفقة كثيرة..ونظرًا لأنها مُـتاحة على (جوجل) لذلك فإننى سأكتفى بالبند الخاص بمصر..حيث جاء به: أنّ مصرستقوم بمنح أراضٍ جديدة لفلسطين، بهدف إقامة: مصانع ومطار..ومكان للتبادل التجارى..(والزراعة) وجاء بالنص (دون السماح للفلسطينيين بالسكن فيها) وجاء فيها أيضًـا ((وفتح حدود قطاع غزة للتجارة العالمية..من خلال المعابرالإسرائيلية والمصرية))
أعتقد أنّ السؤال الذى يهم ويشغل عقول أحرارمصرهو: هل سيلتزم النظام المصرى بما جاء فى (هذه الصفقة) المكتوبة بمداد صهيونى لايهمه غيرمصلحة إسرائيل..وبالتالى إهداروتمييع قضية الشعب الفلسطينى..والاعتداء على حدود مصرباغتصاب حقها الشرعى والتاريخى فى سيناء..ومع ملاحظة ما يلى كما جاء فى نص الوثيقة المنشورة:
إنّ مصرستقوم بمنح أراضٍ جديدة لفلسطين..هذه الصياغة تستدعى التوقف أمامها والتساؤل: أ- لماذا بدأتْ الفقرة بأداة التوكيد العربية (إنّ) فمن منحهم حق هذا التوكيد؟ ب- نصّـتْ الصياغة على ((منح أراضٍ)) أى دون تحديد المساحة..وهوما يشابه القرار242فى نوفمبر1967الصادرعن مجلس الأمن..عقب هزيمة بؤونه/ يونيو67ونص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى التى احتلتْ، بينما فى النسخة الإنجليزية (المُـعتمدة دوليـًـا) تـمّ حذف الألف واللام لتكون الانسحاب من (أراضٍ) دون تحديد..فى تعمد (خبيث) بحيث تستطيع إسرائيل التهرب من تحديد الأرض التى ستنسحب منها..ولايستطيع أى إنسان أوأية منظمة دولية الاعتراض على موقف إسرائيل..وتلك الصياغة الصهيونية الخبيثة..جاءتْ فيما يخص اغتصاب سيناء ج- جاء فى الصياغة: منح أراضٍ (جديدة) لفلسطين. فهل معنى ذلك أنه سبق للنظام المصرى أنْ منح إسرائيل (أراضٍ) فى الماضى؟..وبالتالى يتسق تعبير(منح أراضٍ جديدة) د- جاء فى النص: دون السماح للفلسطينيين بالسكن فيها. وهذا النص يستدعى التساؤل:
من يضمن تنفيذ النص بعدم سكن الفلسطينيين فى سيناء..خاصة وأنّ النص جاء به: إقامة مصانع ومطار، مع إغفال (مُـتعمّـد) لجنسية العمال والفنيين والمهندسين فى (هذه المصانع) فماذا يحدث لوضمّـتْ فلسطينيين للعمل فى هذه المصانع؟ (وهوالأمرالمُـرجـّـح والغالب) وأقامتْ إسرائيل لهم السكن الدائم على الأرض المصرية..خاصة الاصرارعلى استخدام المعابرالمصرية؟ فهل سيمتلك النظام المصرى (الحالى أومن سيأتى بعده) الاعتراض؟..ويؤكد كلامى النص على المشروعات (الزراعية) ويكون السؤال المنطقى: أليست الزراعة تستدعى السكن والاستقراربجوارالمساحة المزروعة..وبمراعاة أنّ الزراعة تستدعى الرعاية الدائمة لمتابعة مواعيد الرى..وبذرالبذور..ونموالزرع..وجنى المحصول..إلخ؟
فهل ستكون سيناء (مستوطنة إسرائيلية) فى مصر؟
إجابة هذا السؤال ورد صراحة فى مشروع صفقة القرن، بتوطين الفلسطينيين فى سيناء..ولفت نظرى أنّ أغلب من كتبوا عن تلك الصفقة المشبوهه (فى عام2018) تجنــّـبوا الحديث عن سيناء، باستثناء البعض مثل د.محمد كمال الذى كتب أنّ الصفقة تتضمن توطينــًـا للفلسطينيين فى سيناء، أوضم جزء من سيناء لغزة..وهذه الأفكارطرحها أكاديميون إسرائيليون خلال العقود الثلاثة الماضية..وأشارإليها أحمد أبوالغيط فى كتابه "شهادتى" {أهرام29يونيو2018}
وبالرغم من أهمية مقال د.محمد كمال فإننى أختلف معه عندما ذكرأنّ توطين الفلسطينيين فى سيناء أفكارعمرها ثلاثة عقود، بينما تلك الأفكارترجع إلى سنة 1927ويعود الفضل فى كشفها للمفكرعمرعنايت الذى كتب مقالافى مجلة العصورالتى أصدرها إسماعيل مظهر..كتب عنايت فى عدد أمشير/ فبراير1929مقاله بعنوان (المدنية اليهودية المُستقبلة) بدأ برصد ظاهرة سيطرة المال اليهودى الآخذ بخناق العالم والمسيّرلأموره..وأكــّـد على أنّ اليهود هم الذين استفادوا من القلق الاقتصادى الذى نتج عن الحرب العالمية الأولى..وأضاف ((وإنكَ إذا بحثتَ كل حركة هدّامة فى الوقت الحاضر، تجد أنّ محورها الدعاية اليهودية، إنّ فلسطين ليستْ غيرالعش الذى ستولد فيه المدنية اليهودية المستقبلة)) و((يشعرالصهيونيون أنهم فى حاجة إلى حماية أقوى دول العصرحتى تثبت أقدام مدنـيّـتهم الجديدة..وعندئذ يكون من أيسرالأمورعليهم إزالة تلك الحماية بفضل مالهم ونفوذهم. وبريطانيا نفسها تشعربنموالصل (= حربة أوسكين) اليهودى تدريجيًا بين أحضانها..مع علمها بأنّ امبراطوريتها ستكون أول من يتحمّـل صفعات اليهود المُميتة))
وهكذا كانت بصيرة عمرعنايت الثاقبة..وتحقــّـقتْ نبوءته حيث أنّ اليهود اعتمدوا على بريطانيا..وحصلوا منها على وعد باغتصاب أرض الشعب الفلسطينى المستقر، لشعب رفض الاستقرارمن خلال منظومة الولاء يكون للوطن وليس للدين..وبعد الحرب العالمية الثانية أصبحت أميركا قبلتهم الأولى.

وعن المخطط الصهيونى كتب ((هناك مشروع لمد أنابيب النفط من الموصل إلى ثغرحيفا الفلسطينى..ومن يدرى ما يُـخبئه الغيب)) وبعد الكلمة الأخيرة..وبدون أية فواصل فإنه سجّـل نبوءته التحذيرية، إذْ نصّ على ((فإنّ فلسطين– ولوأنها لم تصـــــربعد– فستكون يومًا ما ملكــًـا لبنى إسرائيل..ولذلك ستــُـصرعلى أنْ يكون لها الفصل فى الهيمنة على مركزفلسطين الاقتصادى أولا..ثم سيأتى الوقت الذى يلتفت فيه اليهود إلى الهيمنة السياسية والتوسع أيضًا))
وأظن أننى لستُ فى حاجة إلى أى تعليق على هذه النبوءة التحذيرية التى تحققتْ، بعد أنْ احتلـّـتْ إسرائيل سيناء لعدة سنوات ومازالتْ تحتل كل الأراضى الفلسطينية والجولان السورية.
وذكرعنايت أنّ إسرائيل ستكون فى المستقبل ((هى عروس البحرالمتوسط)) وقال كأنما يمتلك آلة سحرية..مثل بللـورات ألف ليلة وليلة، أنّ على الدول العربية ومصرالانتباه لخطورة المخطط الصهيونى..فنصّ على ((يجب أنْ نتطلّع إلى ذلك اليوم..فإنه سيكون الحد الفاصل بين عهديْن: عهد مصرالذهبى وعهدها المُـظلم..فبعد ذلك اليوم ستكون مصركمية مهملة وعضوًا أثريًا فى مملكة داود الجديدة))
ولأنّ الثقافة المصرية فى تلك المرحلة الليبرالية من تاريخ مصرمُـزدهرة..وفى حالة نشاط وتفاعل دائميْن، كتب أ.عبدالحكيم الجهنى مقالافى العدد التالى مباشرة (برمهات/ مارس 1929) حذّرفيه من المخطط الصهيونى..وأنّ مستر(ود جوود) العضوبمجلس العموم البريطانى طلب من مصر((أنْ تتنازل عن شبه جزيرة سيناء لفلسطين))
فهل سيستسلم النظام المصرى للمُـخطط الصهيونى باحتلال سيناء؟ أتمنى أنْ يرتفع النظام إلى مستوى المسئولية..وتكون مصلحة مصروأمنها أهم من أية اعتبارات أوحسابات.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استحقاق خيمة كم 101
ابراهيم الثلجي ( 2019 / 5 / 10 - 15:43 )
أستاذ طلعت صفقة القرن سيدعى اليها اطراف اتهزموا بعد حرب كالعادة في خيم التوقيع على الهزائم فلتكون صفقة قرن لا بد من حرب إقليمية شبه عالمية
موضوع الأراضي المصرية التي تكلمت عنها فتلك من افك للتغطية على التبعية الكاملة لمطامح الامبريالية في الشرق الأوسط واذا كان الحديث عن الكرامة الوطنية العربية فليس لها أي اعتبار لمن يدير مصالح أمريكا في افريقيا والشرق الأوسط وكانت تجربة بيع جزيرة تيران النحسة التي جعلوها ذريعة يوما ما لاجتياح 5 دول عربية في ليلة واحدة وضياع او تسريب باقي فلسطين لليهود
مصر خسرت حروبها كلها وقصص عبور وخروج كلام فاضي للاستهلاك المحلي وخيمة الجمصي عند الكيلومتر 101 لازالت حاضرة في الذاكرة والتي منها تخلت مصر عن عمقها وسطحها العربي وعن كرامتها الوطنية باستجداء بيغن وكيسنجر بتاع الخطوة خطوة وها هو عاد لاهم خطوة لاعادة العرب لبطولة فيلم امريكي اسمه رعيان ونسوان وقد كان وعد جمهوره بالسابق بإعادة العرب الى الصحراء فاذا لم يعودوا جلبها لهم ليتصحروا على ضفاف الأنهار
الحال اسوا من بعضه لامة لم تحاول لتاريخه التخلص من الاحتلال الإنجليزي منذ احتل الجنرال اللينبي المنطقة

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah