الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدعاء يفتقر الى دليل .

حسن كعيد الدراجي

2019 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا : إن امتنا امة العرب ، أفضل امم الارض قاطبة .. لإن الله أرادها أن تكون كذلك ..فهي أمة مصطفاة منتقاة ، جعلها الله (( خير امة اخرجت للناس ) ، وبلا منافس او منازع او بديل ... قالوا : إن نبينا خير الانبياء والمرسلين ، فهو أفضلهم وهو سيدهم ، وهو من أمّ صلاتهم في الارض وفي ( السماء ) وفي أكثر من مناسبة ...وقالوا : إن كتابنا المقدس ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ) ، فهو افضل كتب السماء (المنزلة ) ، وافضل كتب الارض الموضوعة ، فهو يمثل النسخة الاصلية ( المعدلة ) التي تجاوزت فيها السماء اخطاء وهفوات وردت في كتبها السابقة ... وقالوا إن ارضنا طيبة مقدسة مباركة ، لأنها مهد الحضارات وموطن الانبياء وموئل الصديقين ، ومثوى الاولياء والقديسين و ( الصالحين ) .... وقالوا : أن انساننا خير البشر ، فهو كريم .. شجاع .. صادق وامين ..متسامح ..يتأسى بالسلف الصالح الذي ( أدبه ربه فأحسن تأديبه ) ، وهو محصن بحصن الاسلام الحنيف ، وبينه وبين العمل السيء والفحشاء والمنكر مسافة شاسعة وذلك بفضل (( صلواته )) الخمس ... وقالوا : إن لساننا العربي خير لسان ، فهو لسان الفصاحة والبراعة ، وإن لغتنا افضل لغات اهل الارض ، بل وأفضل لغات السماء ، فهي لغة (( اهل الجنة ))...... ونحن نقول : وماذا تركتم لغيركم من امم الارض من مفردات (( التفاضل والافضليات )) فلقد استحوذتم على كل ( لغة ) الخير ، واستنفذتم كل ماهو جميل ونسبتموه لكم ، ولم تتركوا لسواكم من اهل الارض شيئآ يباهون به الآخرين .... ونقول أيضآ : حقآ إنها منتهى النرجسية وقمتها ، فهذه العناوين ( الخطابية ) التي تتبجحون بحملها ، وهذه الاصوات المجلجلة التي تصم الأذان ليل نهار ، لماذا غاب تأثيرها ووجودها الايجابي عن تفاصيل الحياة الواقعية اليومية ، فإن من يدعي لنفسه هذا الشرف وهذا الكم الكبير من ( الافضليات ) فهو بلا شك يرتب على نفسه إلتزامآ مضاعفآ بحجم هذا هذا الشرف الذي يدعيه .... ماهي مردودات تلك الاخلاق السامية التي وزعها ( الله ) عليكم ( بالجملة ) ، لماذا لم تخلق منكم ( اسوياء ) كبقية ( عباد الله ) الصالحين ، لماذا الاستهانة بكل القيم التي تدعون لها وتطالبون غيركم الالتزام بها واتباعها ، وانتم عنها متنصلون ..... لماذا نشتم المختلف ؟ ، نسب اليهودي والمسيحي ونكفر البوذي والزرادشتي والكونفوشيوسي والصابئي والايزيدي ..لماذا تتقمص أمتنا دور ( الثور الهائج ) فنراها كلما تعبت عن الاستمرار في (( مناطحة )) نفسها وإدماء ذاتها ، توجهت الى الآخرين ، فلا تترك بشرآ ولا بقرآ ولا شجرآ او حجر الا وتناطحت معه بقرون الارهاب المطلي بطلاء القداسة ... خلاصة القول : ان من يسعى الى بلوغ هذه الاوصاف الجميلة عليه ان يعمل النافع ، وان يقدم للبشرية منجزات علمية تخدم جميع الناس وتقدم الخير لكل الامم ، وعندئذ سيعترف العالم بأن هذه الامة هي ( خير الامم ) بالفعل لا بالقول والادعاء ...
















فهو أفضل كتب السماء ( المنزلة )، وأفضل كتب الارض الموضوعة ، فهو يمثل النسخة الأصلية (( المعدلة )














9








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمون يؤدون -رمي الجمرات- أثناء الحج


.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و




.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa