الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاماكن الاسلامية المقدسة ...وما فعله القرامطة ..

حسن كعيد الدراجي

2019 / 5 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الامور التي تسترعي الانتباه ، وتلفت النظر ، إن العقل الجمعي الاسلامي اضطهد الحرية الفكرية لكثير من افراد المجتمع ، والغى تصوراتهم الواقعية ، وجعلهم ينصاعون لتصوراته الخيالية الغيبية مكرهين مجبرين ، فقد منح ( المواقع والاماكن الدينية ) هالة من القدسية ، ووهبها ( قدرة ) فائقة ، لا يمكن لأحد غير ( السماء ) ان يدّعيها لنفسه ، كما جاد عليها ، أي ( الاماكن المقدسة ) بإن أدخل قدراتها في حقل ( المعجزات او الكرامات ) الألهية ...أن العقل الجمعي الاسلامي معبأ في أغلبه بالجهل والتخلف والرؤى التي تفتقر الى الممارسات الأنسانية ، فلقد غاب عن باله أن الاشياء ترصد بعين الواقع ، وان النظر اليها يجب ان يتم بالعقل والمنطق ، فهو لم يعط العقل نصيبا من التفكير خارج اسوار الخوف والتهويل ، والتقديس ، وملازمة المفاهيم التي انتجتها مرحلة الطفولة المبكرة للانسان ، وأدلجات ما بعد مرحلة الرضاعة ......الكعبة وما فعله القرامطة .. أنموذجآ : اليوم يستثمرون هذا التطور العلمي والتقني الهائل وهذه المنجزات الخارقة ، وما حققته البشرية ليعودوا من جديد الى عصر ( اساطير الاولين ) ، فينسجون اساطير جديدة قديمة ، تفتقر الى دليل ، ومن هذه الحكايات الكثيرة ، ان رواد الفضاء عندما صعدوا الى اعلى ، رأوا شعاعآ ضوئيآ ينبعث من عتمة الارض ، نظروا الى أسفل ، فوجدوه صادر من ( مكة المكرمة ) ، وتتبعوه في مكة فوجدوه صادرا من ( بيت الله الحرام ) .. وقبل هذا الأوان ، قال الأولون أن الحجر الأسود جاء به
( الملك جبريل ) من الجنة وناوله النبي أبراهيم ليضعه في جدار الكعبة .... فلنرى الآن قصة (القرامطة ) مع هذا الحجر : مع إن القرامطة لم يتمكنوا من ارساء قواعد حكمهم بشكل نهائي في العراق وبلاد الشام ، الا ان الكوفة كانت مركز تحركاتهم ، اسس القرامطة دولتهم في البحرين ، واستمر حكمهم اكثر من قرن من الزمان .. في سنة 319 هجرية قام زعيمهم ابو طاهر القرمطي بالهجوم على مكة وقتل اعدادآ كثيرة من الحجاج ومن اهل مكة ، حيث كان موسم الحج ، وبالذات في يوم التروية ، وقد تعلق الحجاج خوفآ من بطشه بأستار الكعبة ، التي لم تستطع لا هي ولا استارها حمايتهم من سيوف القرامطة ، ثم شرع بنزع كسوة الكعبة وقسمها بينهم، ولم يكتف بذلك ، بل عمد الى تهديم جزء كبير من جدار الكعبة ، ثم اقتلع الحجر الاسود من مكانه ، وقام بنقله الى عاصمته ( هجر ) في البحرين ، ولم يعاد الى بعد ( 23 ) سنة ، بعد ان حطمه وحوله الى عدة اجزاء صغيرة ، ثم عمد الى بئر (زمزم ) ليملأه بالجثث ، ويساوي حافته مع الارض ، ويقال ان عدد القتلى في مكة بلغ ثلاثين الفآ ، ثم انشد القرمطي شعرآ :
فلو كان هذا البيت لله ربنا ... لصب علينا النار من فوقنا صبآ .
لأنّا حججنا حجة جاهلية ...مجلجلة لم تبق شرقآ ولا غربآ .
وانّا تركنا بين زمزم والصفا ... جنائز لا تبغي سوى ربها ربا .
ويذكر ان ابا طاهر القرمطي كان ينادي وهو يقوم بفعلته هذه : اين الطير الابابيل ؟ اين الحجارة من سجيل ؟ ... وفعلا فقد نفذ القرامطة ما ارادوا فعله ، ولم يلحظ احد من الناس ردة فعل ( السماء ) ، كما ان ( جبريل ) لم يتدخل لحماية ( الحجر الاسود ) الذي جاء به هدية من ( الجنة )...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هناك فساد اكثر
ايدن حسين ( 2019 / 5 / 12 - 02:17 )
هل هناك فساد اكثر من القاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما و ناغازاكي
و لكن السماء ايضا لم تتدخل لا بعاصفة و لا بطير ابابيل و لا حتى بابطال مفعول القنبلتين
القران يدعي ان الله مسخ بعض اليهود الى قردة لانهم اعتدوا يوم السبت .. المساكين ارادوا ان يصطادوا بعض السمك
لكن هيروشيما و لا نغازاكي .. دمارهما لا يعتبر فسادا كفساد اصطياد بعض السمك من قبل بعض اليهود
و هكذا تستمر الاساطير و القصص القرانية منذ 1400 سنة و لا احد يحاول حتى نفيها
و احترامي
..


2 - جهيمان قبل عدة ايام
بولس اسحق ( 2019 / 5 / 12 - 03:51 )
ولا ننسى ما فعله جهيمان بمكة هذه قبل عدة سنوات ليس الا.. والتي اسلم بسبب ضوئها العلماء في ناسا لولا تدخل قوات الكوماندوس الفرنسية لتحريرها من جهيمان وزمرته.. وكذلك ما فعله الحجاج والمنجنيق.. ولا زالت على العقول اقفالها يا اخ حسن..تحياتي


3 - قنبلة السلام
كابريل كابريل ( 2019 / 5 / 13 - 10:39 )
القنبلة النووية في حينها دعيت بـ-قنبلة السلام- وذلك لعدم جنوح اليابان الى السلم. وهنا لست بصدد الدفاع عن اميركا ولكن بصدد المفاهيم المتغيرة للانسان. فما يتعبر جريمة انسانية الان كان مبادرة لفرض السلام في حينه. والقرامطة في زمانهم كانوا قد حاولوا اعادة بلورة العقل الجمعي المملوء بالتخاريف الدينية والطقوس الوثنية التي تحولت الى عبادة. ولكن ممارسة القرامطة في القتل والذبح هي بالتاكيد غير مقبولة لا الان ولا في حينها فليس هكذا يتم تغيير الفكر الجمعي المتخلف... تحياتي

اخر الافلام

.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا


.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد




.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي