الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحتاج لأحزاب جديدة أم لذهنية جديدة؟

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 5 / 13
القضية الكردية


بخصوص الانشقاقات الحزبية داخل الحركة الوطنية الكردية في روجآفا، يقول د.عبدالفتاح علي البوتاني في تقديمه لكتاب د.علي صالح ميراني؛ "الحياة الحزبية السرية في كوردستان-سوريا" بأن؛ "اهم اسباب تلك الانقسامات والتشرذم" هي:
(1) عدم استناد المناقشات التي برزت داخل الاحزاب السياسية الكوردية في سوريا على ارضية فكرية وسياسية واضحة.
(2) افتقارها الى رؤية واقعية للامور المستجدة.
(3) دور الميول الفردية (الانتهازية) داخل القيادات الكوردية وصراعها للحصول على الصفوف والمراكز الاولى.
(4) دور عدد من الاحزاب الكوردستانية المفتت لوحدة الكورد السوريين التنظيمية، ودعمها جهة على حساب جهة اخرى، الامر الذي ادى الى ولادة اعداد غير معقولة من الاحزاب والتنظيمات السياسية التي تميزت فيما بينها بعلاقات متوترة.
(5) الاهتمام بالعمل الحزبي التنظيمي اكثر من الاهتمام بالعمل السياسي والحرص على وحدة التوجهات القومية، بدليل حصول حالات من الانقسام غير المبررة وميلاد تحالفات هشة ضعيفة يشوبها الحذر والتي سرعان ماتتفكك وتنشطر مثل الاميبيا.

بكل تأكيد ما ذكره الدكتور بوتاني تعد أسباب ومقدمات هامة في الكارثة التي تعاني منها الحركة الكردية في روجآفا أو ما يعرف ب"كردستان-سوريا"، لكن هنالك وبقناعتي أهم ثلاث مفاعيل أو عوامل تناساه أو سهى عنهم د.بوتاني وذلك في سرده السابق؛ إن أولى تلك العوامل هو العامل الاجتماعي الثقافي أو السوسيولوجي والمتعلق بالبنية المجتمعية الكردية والذهنية القبلية العشائرية وصراعاتها وإنقساماتها الداخلية والتي أورثتها للحركة الوطنية الكردية حيث في ظل إنبثاق الحركة الكردية تغيرت البنية المجتمعية الكردية -إسماً ومسمى فقط- أي بمعنى؛ كنا بمسميات قبلية فأصبحنا بمسميات حزبية وذلك دون أي تغيير في الذهنية أو الدور الاجتماعي وبالتالي مارست أحزابنا/قبائلنا نفس ما كانت تمارس هذه الأخيرة من تفكك وصراعات مجتمعية داخل البيئة والواقع الكردي.

أما العامل الآخر أو الثاني؛ هو دور الدول والحكومات الغاصبة لكردستان وأجهزتها الأمنية في زرع عناصرها داخل هذه المؤسسات الحزبية وعند شعور تلك الحكومات؛ بأن بات دور وحجم ذاك الحزب أكثر قدرة على التأثير في الواقع المجتمعي والسياسي داخل المجتمعات الكردية، فإنها كانت تدفع بتلك العناصر (القيادات) إلى تفعيل حركة حزبية متمردة على باقي القيادات ودفع الأمور نحو المزيد من التأزم إلى أن يكون الانفكاك والانقسام حيث هو الحل الوحيد والمطلوب، طبعاً لا نعني بأن كل الانقسامات كانت بأوامر من الأجهزة الأمنية، لكن نحن أبناء روجآفا وحركتها السياسية نعي دور الأجهزة الأمنية في إنقساماتنا الحزبية.

أما العامل الثالث فإنه يكمن بالنمطية والتكرار في النسخ الفوتوكوبي للتجارب والمنهجيات الحزبية السابقة حيث وللأسف كل من جاء بعد تجربة الديمقراطي الكردي والذي تأسس عام 1957 على يد نخبة من المثقفين الكرد، لم يـ"خرج من معطف غوغول"، فقد بقيت أسيرة تلك التجربة السياسية ومن دون أن تقدم رؤية وقراءة جديدة للواقع السياسي والمجتمعي الكردي -طبعاً تجربة الاتحاد الديمقراطي تختلف، كونها جاءت من رحم آخر- وبالتالي كانت لدينا عدد من النسخ الفوتوكوبية -الحزبية- المتشابهة رغم بعض التجارب الخجولة في إدعاء البعض باليسارية واتهام الآخر باليمين وما شابهها من مسميات، لكن وبقناعتي لو عملنا مراجعة نقدية فكرية لتلك التجارب الحزبية لوجدنا تشابهاً كبيراً في برامجها ووثائقها الداخلية.

وهكذا فإن الفرد الكردي كان يأتي ليختار الحزب بحسب الانتماء الدموي والقرابة أو بحكم الصداقة الشخصية مع أحد أعضاء تنظيم ما وليس من منطلق فكري ذهني وبالتالي فأي إنقلاب لمجموعته الدموية/الصداقاتية على القيادة سيذهب معه، كونه بالأساس ينتمي لحالة تعصب قبلي/حزبوي وليس لمؤسسة سياسية مدنية تحاول العمل لتغيير واقع مجتمعي بائس، بل وللأسف فإن الكتل الحزبوية رسخت الذهنية القبلية في مجتمعاتنا تحت أسماء وقيادات وزعامات جديدة لا تختلف عن التكتلات الاجتماعية القبلية إلا بالاسم، كما سبق وذكرنا ولذلك وللخروج من هذا المأزق وبقناعتي؛ فإننا نحتاج إلى ذهنية جديدة وليس لأحزاب جديدة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |


.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال




.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ


.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا




.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟