الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُسلَّماتُ بينَ الشَّك واليقين

طلال بدوان

2019 / 5 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا أميلُ إلى الحُصولِ على المعلومات غالبا ولا إلى ِحفظها، بقدرِ ميلي للحصولِ على المعرفةِ المبنية على معلوماتٍ أقتطفها من الطَّبيعة ذاتها ومن التجربة ذاتها، رغم أهمية الأولى، في توفير الوقت والجهد أحيانًا.
المعلومات المسبقة في كثير من الأحوال، تحد من التَّخيل، والإتيان بجديد، وتضعكَ في إطارٍ مُعين، داخل صندوقٍ معين، تجعلني منطقياُ وواقعياً لدرجة أنني قد أكرر الموروث أو ما أنتَجَهُ غيري مُعتقداُ أنني أول من خطر بباله هذه الفكرة أو تلك.

سعيي إلى ابتكار أفكار مختلفة وجديدة ينبع من إيماني العميق بتأثير ما نحمله وما نبثه من أفكار في تطوير وتحسين الواقع، الواقع الذي سَيُحسِّن عملية التَّخيل فيما بعد وهكذا، التَّفكير الذي يحل المشكلات، ويخفف الملل ويكسر الروتين.

جانب التبعية للمعلومة تركته وراءَ ظهري منذ زمن لا أذكره، بشكل غير مقصود
البدء من الصفر، يُبعدكَ عن التأثر والتعرض للتضليل، ويقربك من ذاتكَ الداخلية الفطرية، الصافية من الشوائب، فتخرج أفكارك أكثر صدقا وعذرية وحيوية، وإن توافقت مع الخارج، أقوم بثبيتها مؤقتا أيضًا، أي أنني أقارن ما أتوصل إليه من أفكار مع المحيط الخارجي، أي من الداخل إلى الخارج غالبا، لا العكس، فالمعيار الأساسي هو الداخل لا الخارج، لأن أغلب ما في الخارج كان في الأصل من الداخل، وهذه الآلية كفيلة بخلق مناعة ضد ما يُسمى بظاهرة القطيع.

المفاهيم تتشكل لدي غالبا بمعنى ما، قبل أن أجد لها اسماً، وأصادف أن ألقى بعضها قد دون في الكتب.
المفاهيم المتولدة من التجربة لا من تصورات صنعها آخرون، رغم إيماني بتراكم المعرفة بين جيل وجيل آخر يليه.
وأن ما لدي الآن من معلومات ومعارف، لم يبدأ من الصفر بمجمله، رغم أنني أخضعه للتحقيق والصيانة والحيادية في الحكم بشكل متواصِل.
على قاعدة أن لا مُسلَّمات مُسبقة أجبر نفسي على الإيمان بها.

فالتجربة والتأمل والتفكير، يحاكمونَ المُسلمات الموروثة مهما كانت، دينية، سياسية، اجتماعية كونية، ومن جهة أخرى أيضا يصنعون مسلماتي الخاصَّة.
التَّفكير يودي للإيمان بالمسلمات، لا المسلمات المسبقة هي من ستؤدي للإيمان.
هناكَ فرق بين إيمان آلي (موروث) وإيمان تأملي (مُتجدد)
غالب الناس يضعون المواضيع التي يعجزون عن التَّفكير فيها في فئة المسلَّمات،
لا يوجد في قاموسي إيمان بمسلَّمات صنعها غيري، وتبعها مجموعة كبيرة من البشر بشكل آلي دونَ تأمل وتفكير وشك!
شك حتى فيما طرحتهُ الآن.
ــــــــــــــــ
13/5/2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يجب اخضاع المسلمات الى الشك قبل اليقين
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 5 / 14 - 03:52 )
هذي هي الحقيقة. يجب وضع كل المسلمات على طاولة الشك للفحص والتدقيق فما طابق العفل والمنطق يجب الاخذ به ومن خالفها يجب نبذه.لعل سآئل يسال لماذا والاغلبية تؤمن بتلك المسلمات؟؟. الجواب الاغلبية ليست حجة على احد لان من احب شيا اعشى بصره والدليل ان ما تؤمن به اغلبية هذه الفئة هو هرآء عند الاغلية من تلك الفئة واليك الدليل.اليس الاغلبية في مذهب السنة تؤمن بشيء والاغلبية في المذهب الشيعي ترفضه والعكس بالعكس. اذا ما هو الفيصل في هذه الامور؟؟؟. الفيصل هو العقل والمنطق والعلم.


2 - كلام سليم عقلاني
طلال بدوان ( 2019 / 5 / 21 - 19:45 )
كل الشكر والتقدير
سعيد بمشاركتك معي الحوار

اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى