الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر تسيس الدين

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الإسلاميين المتطرفين يخوضون حملات خطرة باسم الدين في السودان، هذه الحملات عبروا عنها بمسيرة نصرة الشريعة التي قادها الشيخ عبدالحي يوسف والدكتور الداعشي محمد علي الجزولي، فالحديث عن نصرة الإسلام في السودان هو إفتراء سياسي باسم الدين، ذلك لأن الدين الإسلامي لا يحتاج لدفاع من هؤلاء الشيوخ، فهو دين راسخ في المجتمع، لكن الخطر الحقيقي الذي يواجهه الإسلام يأتي من لدن شيوخ الضلال العابثين بأمن الوطن وإستقراره وترابط النسيج الإجتماعي، ومسيرة الإسلاميين التي خرجت بعد صلاة الجمعة كانت داعشية المظهر والجوهر بوجود أشخاص أعلنوا جهرا مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية المصنفة كتنظيم إرهابي دولي، ووجد هؤلاء المتطرفين الحماية من القانون بموجب سياسات نظام البشير الإسلاموي، وتعتبر تركة الحكم الإسلاموي السابق ثقيلة جدا في السودان.

الدين الحق لمسناه وعايشناه في ساحة القيادة العامة خلال شهور الإعتصام الممتدة، حيث شاهد العالم أجمع تسامح الشعب السوداني وتكاتفه وتطبيقه للدين بمحبة وسلام، والثورة السودانية ولدت لكنس التشوهات التي أحدثها النظام السابق في بنية المجتمع بشعارات دينية هي ضد الدين قبل أن تكون ضد أشياء آخرى، فكانت جرائم الحروب العنصرية والإبادة الجماعية والتعذيب والتشريد والتفقير وإنتهاك كافة حقوق الإنسان ترتكب بشعارات دينية، كما ترتكب جرائم خارج الحدود السودانية بدعم الجماعات الجهادية والإرهابية المتطرفة بشعارات الإسلام السياسي، وكان ذلك كله سبب رئيسي لتصنيف السودان دولة راعية للإرهاب تسعى لزعزعة الأمن والإستقرار علي الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وهذا الوضع أقعد الدولة السودانية وأدى للعزلة الدولية والإنهيار العام.

الثورة السودانية فتحت الفضاء العام أمام السودانيين لتصحيح تشوهات الماضي، والتوجه بالبلاد نحو الريادة في السلام والتسامح والعيش المشترك بين كافة مكونات الشعب السوداني وفق عقد إجتماعي جديد يساوي الجميع في الحقوق والواجبات، واللافتات التي ترفع حاليا باسم الدين لا تمثل الدين البتة بل تمثل طموحات سياسية مغلفة بالدين، ويجب الحرص علي عدم تكرار تجربة الإنقاذيين تحت أي زريعة كانت، فحماة الدين الإسلامي هم الذين يجسلون تحت ألسنة الشمس لحراسة ثورة الحرية والسلام والمساواة في ميادين الإعتصامات، ولم نسمع بشعار واحد يعبر عن موقف تجاه الدين، ولسنا في معركة ضد الأديان إنما معاركنا ضد تجار المقدسات الذين يتخذون من الدين ستار لتنفيذ مخططات إجرامية تسيئ لكافة الأديان وللمجتمع السوداني الذي عرف بالتسامح وهذا ما ظهر في سلوك السودانيين.

السودان يجب أن يتحول لدولة مدنية وديمقراطية موحدة ومصانة بالقانون، دولة حرة تحقق السلام والعدالة لكافة السودانيين بمختلف مشاربهم، وهذا التحول لا يمس الديانات بسوء أبدا بل هو حق لكل شعب، ونحتاج أن نبني وطن المواطنة محل وطن العنصرة، وزمان المتاجرة ولى وإنتهى، والشعب يحتاج لتنمية متساوية في المدن والأرياف من أجل حياة إنسانية كريمة، لذلك علينا مواصلة ثورة التحرر والتغيير والمضي قدما نحو المستقبل، وعلي السلطة القائمة إتخاذ إجراء يجنب الوطن من العودة لحقبة الدكتاتورية ومنع التلاعب والمتاجرة بالدين وتسريع المفاوضات لتحقيق متطلبات التغيير والتحول الديمقراطي، فالسماح بتحركات كتائب وجماعات التطرف مضر بالجميع، والسماح للثورة المضادة التي تقودها مافيات دولة التمكين المبادة بالثورة الشعبية ستكون عواقبه وخيمة ومضرة بالسودان.

فليكن السلام والتسامح سلاحنا ضد التطرف والعنصرة.

عاشت السودان وعاش كفاح الشعب.


سعد محمد عبدالله
17 مايو - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك


.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا




.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح