الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجع يهيمن على احوالنا

صبيحة شبر

2006 / 5 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وضعنا الحالي ، يتراجع باستمرار الى الخلف ، والمتابع لمجتمعاتنا العربية اليوم ، يصيبه الألم من كثرة من ما يجده من مساويء تحيط حياتنا ، في كل الميادين ، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ، لنأخذ كل جانب من الجوانب التي ذكرتها والتي تشهد تراجعا ملموسا ، ونحاول ان نناقش نقاط الضعف فيه ، الجانب الاجتماعي ، كان أكثر إشراقا ومدعاة للأمل والتفاؤل ، الأسر كانت مترابطة متعاونة ، أفرادها متضامنون ، يشد بعضهم أزر بعضهم ، ويجتمعون مع بعضهم في الأفراح والاتراح ، محاولين ان يلموا شملهم ، ليكونوا كتلة متراصة أمام مصاعب الأيام ، كان أفراد الأسرة متعاونين فيما بينهم ، يسودهم الاحترام المتبادل ، الأبوان وهما عماد الأسرة متحابان ، يحترم كلا منهما الآخر ويقدره ، ويظهر له الحب والمودة ، ويحرص كل منهما على ان يعامل الآخر معاملة يسودها الود المشترك ، لاسيما أمام الأطفال ، الذين يكونون من الرهافة والحساسية ، بحيث تؤثر بهم أي كلمة ليست لائقة يقولها احد الزوجين بحق الآخر أمام الأولاد ، ان كان بحضور الزوج والزوجة او بغيابهما ، فأدنى كلمة يقولها احد الطرفين تنعكس سلبا على تفهم العلاقة الأسرية التي يحملها الأولاد ، أصبح الآباء حاليا ، لايتورعون عن مهاجمة بعضهم البعض وامام الاولاد ، متناسين ان عملهم هذا يسيء الى نفوس الابناء ، ويجعلهم يقلدون الأبوين في الفشل بدلا من اتخاذهم قدوة في النجاح ، والإنسان ابن البيئة كما نعرف ، واذا تناولنا أوضاع مجتمعاتنا السياسية نجد انها قد تراجعت عما كانت عليه منذ بداية الخمسينات حيث كان الإنسان يحظى ببعض الحرية التي توفرها الأنظمة الحاكمة ، التي كانت موجودة آنذاك ، كانت الحرية في التعبير عن الرأي المخالف للأنظمة الحاكمة ، والقيام بأنشطة ضد الهيمنة الحكومية مثل الاضرابات والمسيرات والتجمعات ، كانت الاعمال التي تقوم بها الحكومات ولا تحظى بتاييد الجماهير تقابل باضراب تدعو اليه الطليعة التي كانت تقوم بتعبئة الجماهير وقيادتها ، اما الان ، فاين ذهبت تلك الطليعة ؟ اصبحت الجماهير الشعبية وحيدة لاتهتم بأمرها الأحزاب التي تحرز أعلى الأصوات وأكثرها في الانتخابات ، جماهيرنا الشعبية ارتأت ان تساند الأحزاب الدينية التي تقدم جنات السماء والحور العين للمناضلين الإسلاميين الذين لم يفهموا الإسلام على حقيقته التي تدعو الى الحرية الفكرية واحترام الرأي الآخر بدلا من تفجير الناس الأبرياء بمفخخات تاتي على حيوات الالاف من الابرياء
وان حاولنا ان ندرس وضعنا المتردي من الناحية الاقتصادية ، نجد البؤس يحيط بنا من كل جانب ، الراتب الذي كان يتقاضاه المعلم مثلا قبل خمسة عقود ، يكفي ليشبع حاجاته وحاجات أولاده وأفراد أسرته ، ويستطيع ان ينشيء دارا تقيه تقلبات الزمن وتمنحه الامان ان بامكانه العيش حين يفقد صحته وعمله لكنه يتمتع براتب تقاعدي يحفظ له كرامته ، كان راتب المعلم وهو ليس مرتفعا حينذاك قادرا على تلبية احتياجات المعلم بالإضافة الى السفر والتمتع بالعطل الصيفية والتعرف على المعالم الحضارية الموجودة في بلاد الله الواسعة ، المعلم الان يجري طوال عمره من اجل توفير الغذاء واللباس لأفراد أسرته ، فيقف عاجزا لأنه لا يستطيع براتبه الهزيل ان يلبي الكثير من الاحتياجات التي تقدمها له الاسرة ، وأحيانا لا يستطيع ان يوفر له العلاج المناسب الذي يحتاجه حين نعترض حياته العديد من الإمراض لأسباب متعددة من ضمنها التوتر الذي يهيمن على حياة الفرد منا طوال حياته ، لانه يبذل كل ما في وسعه ولا يحصل الا على الخبز لوحده أحيانا ، ويصيبه المرض ولا يتمكن من العلاج المناسب ، وتمضي أيام عمله راكضا منهكا ، حتى تمضي السنون ، واذا به وصل الى سن التقاعد ، ولم ينشيء بيتا ولا وفر نقودا وحتى انه عاش محروما من أشياء كثيرة تمنحه الرضا والبهجة ، كبار السن في العقود الماضية أحسن حالا من كبار السن اليوم
نناقش المسالة الثقافية ، تدهور العلم ، وتراجع التحصيل العلمي لدى الطلاب الذين كانوا سابقا ، يسعون الى العلم ، أصبحوا اليوم يرغبون في الحصول على الدرجات العالية ن ولا تهمهم الطريقة التي يحصلون بها على الدرجات العالية ، واذا تراجع العلم عند الناشئة تراجع كل شيء ، لابد من دراسة شاملة لأوضاع حياتنا التي يصيبها التدهور والانتكاس في جميع الميادين ، ووضع السبل الكفيلة بالقضاء على ما نعانيه من تراجع فظيع ، او التقليل من حدته ، وذلك اضعف الإيمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. هيي?ة الا?وقاف في طرابلس تثير ضجة واسعة بمهاجمتها ال


.. 158-An-Nisa




.. 160-An-Nisa


.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم




.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك