الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأطر الفلسفية الكبرى (3) الإطار

عصام شعبان عامر

2019 / 5 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


" إنك يوم تحددت تحددت إطارا لا أكثر"
إن خارج ما نسميه وعى نسميه وهم ليس لكونه طبيعة مختلفة عن ما يكون داخل الوعى بل لأنه خارجا خارج إطار محدد يعمل داخله الوعى .
إذا فحدود معرفتنا هى حدود تلك الأطر الأطر التى حددت حدود الوعى وهى تشكلت بوجوده داخل هذا الوجود أو ذلك وهى كلها مختلفة ومن هذا الإختلاف كانت المعضلة والإشكالية الأساسية إذ كيف يكون هناك وحدة واحدة تتحدد بها الاشياء ومكامنها داخل حدود الوجود الواحد ويحدث بها نفس الترابط الوحدوى داخل كل أطر الوجودات المختلفة وهنا كانت الكارثة !
لقد تم حل المعضلة بما يسمى حس جمعى مشترك فالشمس هى الشمس لأن كل وعى داخل أطره المختلفة ضمن مجموعة من حدود الوجود يرى ذلك والنار هى النار والسماء هى السماء للكل تحت نفس البند بند الحس الجمعى المشترك .
والسؤال هو :- نعم هى شمس ولكن هل ياترى هى نفس الشمس عند كل وعى؟ هى النار هل ياترى هى نفس النار عند كل وعى ؟ هى السماء لكن هل ياترى هى نفس السماء عند كل وعى ؟
الإجابة نعم ولا
نعم هى نفس الشمس ونفس النار ونفس السماء ولكن لا أيضا لأن الشمس ليست هى ذاتها عند من يلتمس الدفء وعند من يلتمس الظل وكذلك النار ليست هى نفس النار عند من يلتمس الضوء وليست هى نفسها عند من يلتمس العقاب والسماء التى تظلنا كلنا لن تكون واحدة سماء الليل غيرها سماء النهار وسماء الحر غيرها سماء البرد وصافى السماء غيرها غيومها إن الأشياء تتبدل ولا تكون هى ذاتها عند الجميع نعم حس مشترك يحدس ولكن إحساس مختلف تلك هى حساسية الوعى حيث يضيف معنى زائد للوجود ولطبيعة الأشياء فالوعى لا يكتفى فقط بقياس الأشياء بغرض معرفتها بل يضيف المعنى للمبنى يضيف للشمس حرها أو دفئوها كما يضيف للنار حرقها أو ضوؤها ويضيف للسماء ظلها أو عواصفها هكذا هى الأشياء تتبدل وتختلف باختلاف الإطار .
الطبيعة هى هى ذاتها انسياق يبدده التدفق داخل الوعى فتتولد المعانى حسب الأطر فى الزمان والمكان .
هنا مكمن الخطر !!
نحن نضيف للطبيعة أشياء زائدة بالجملة ليست منها وذلك لأن رؤيتنا ناقصة جزئية وتفاعلاتنا معها تفاعلات مرتبطة ارتباطا وثيقا بما يتجلى منها فى النفس وما يحدث من انفعال وشعور ينطبع فى الوعى فما نراه من الزهر اللون والعطر وقد نتناسى الشوك ونتذكره فقط عند الوخز.
إن كل ألم مرتبط بتعلم زائد عن طبيعة الوجود إن كل شغف مرتبط بمعلومة زائدة فى انتظارنا فى دهشة فى تساؤل نلج مكامن مستترة داخل كيان الطبيعة ولكن للأسف تلك المكامن ما هى إلا مكامن مستترة داخل أطرنا الواعية .
نحن لانرى الطبيعة نحن نرى أنفسنا من خلالها كما أنها ترى نفسها من خلالنا نحن وهى مستكشفون كل منا يستكشف الآخر نظن ذلك حمقا لأن وللحقيقة كل منا يستكشف نفسه فى الآخر والوعى هو مرآة مزدوجة لكلينا .
إن الحس الجمعى الذى راهنا عليه أصبح وهما هو الآخر شبيه بذلك الوهم خارج إطار الوعى
وبالتالى لا يمكننا أن نفصل بين المعرفة وإطارها فالمعرفة لن تكون هى هى فى أطر مختلفة وتلك كارثة الكوارث الفيزيائية .
فلتعريف الجملة الفيزيائية لابد من إطار حدودى للتعريف وباختلاف حدود الإطار ستختلف الجملة وباختلاف الجملة لن يكون هناك قانون يكون من خصائصه تعميم الجملة فى كل الأطر ومن هنا تصبح قوانين الفيزياء كلها وهم على وهم ولابد من إعادة تعريفها بالجملة إذا انتقلنا من إطار إلى إطار آخر .
إذا ما الحل ؟
الحل يكمن فى قياس التغاير ( المقالة القادمة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |