الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة اقليم كوردستان قصة فشل مزمن

آزاد آميدي

2019 / 5 / 27
القضية الكردية



مثلت قيام سلطة اقليم كوردستان – العراق في عام 1992 انتكاسة كبيرة لشعبها الذي كان يتطلع اليها لتحقق له الحرية والعدالة وان تناضل من اجل الاستقلال وبناء الدول الكوردية المستقلة ، وتوفر له الحياة الكريمة، وتحرره من بطش الاحتلال العربي , التركي , الفارسي ؛ فسلطة الاقليم فشلت في الديمقراطية وبناء المجتمع المدني، وفي النهوض بمشروع وطني يحقق انتصارات ميدانية وسياسية لشعبها الذي يعاني من مؤامرات داخلية اقليمية ودولية.
حيث انتقلت عدوى الاستبداد من الأنظمة التي تحكم الأقطار المجاورة الى حكومة اقليم كوردستان منذ اليوم الأول لنشأتها؛ فالشخصيات التي تبوأت السلطة منذ عام 1992 لم تكترث ببناء الثقافة والفكر والوعي المطلوب لتحرير الانسان الكوردي من الجهل والتخلف وتعلمه حب الأرض؛ واهتمت فقط بحجم الغنائم التي تستطيع استقطاعها من المنح والمساعدات الدولية وواردات الثرواة الطبيعية والكمارك وغيرها ، ودلفت نحو الحقائب الوزارية والمناصب الحكومية الصورية سعيا للسلطة والمال والجاه .
من هنا تحولت سلطة الاقليم التي من المفترض ان تكون كيانا حاضنا لجميع القوى الكوردستانية المختلفة الى سلطة نخب لأعضاء هذا الحزب او ذاك وكل من سار من الأحزاب الاخرى على نهجها؛ فقوضت عمل المؤسسات والمنظمات التي تمارس الرقابة عليها، وأقصت أي معارضة حقيقية حاولت تصحيح أخطاءها وتجديد مشروعها التحريري بناءا على تغير المعطيات على الأرض، والتقلبات السياسية والتحالفات الاقليمية والدولية.
فقد ذكر موقع Amnesty International للتنمية والحريات العامة انه حصلت عشرات الهجمات شنتها السلطة في الاقليم على مراكز إعلامية منذ تأسيسها الى يومنا هذا شملت اعتقالات تعسفية، وتعذيب، وسوء معاملة أثناء الاستجواب وفي الكثير من الحالات الى القتل والاغتيال او التهجير القسري، ومصادرة المعدات، وحظر العديد من المواقع الاخبارية لمعارضيها .
حالة الاستبداد التي خلقتها الاحزاب التي تمثل سلطة الاقليم باستفرادها بالقرار السياسي، وعزوفها عن استيعاب قوى مخالفة لنهجها وكتم معارضيها؛ دفع طبقة أخرى تشبعت من أديباتها في الاستبداد السياسي والثقافي الى تكوين أحزاب خارج منظومتها؛ مما أدى الى تشرذم المشروع التحرري، وتقزيم مفهوم الوطن الى احزاب وعشائر وحتى الى شخصيات ، وتحجيم الحزب ليكون أكبر من الوطن، وتقويض فعالية المقاومة بسبب تعدد بنادقها، وضياع هوية العدو الحقيقي بين الصراعات الحزبية الكوردية الكوردية.
هذه الفوضى السياسية والاجتماعية التي خلقتها هذه السلطة الفاسدة المتخلفة وتوارثتها عنها بقية الفصائل والأحزاب ألحقت شرخا في النسيج الاجتماعي الكوردستاني ؛ حيث نجد ان الانقسام خصوصا بين مؤيدي الاحزاب وصل الى المدارس، والجامعات، والشركات، والمؤسسات النقابية والإعلامية، والمؤسسات الحكومية، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعج بالشتائم والوعيد بين أنصار الطرفين، وبين افراد الاسرة الواحدة.
هذا الفشل السياسي هو النتيجة الطبيعية والمتوقعة لسلطةٍ تبنت ثقافة الاستبداد السياسي والاجتماعي؛ فقيامها بالتنسيق أمنيا مع الاعداء ومحتلي الوطن ومشاركتها في الحصار وفي بعض الاحيان الى العمل العسكري ضد اخوانهم في الدول المجاورة ، وتخبطها في التحرك ضد الاعداء القدماء والجدد ، ومحاولاتها المتكررة للقضاء على المقاومة المسلحة في الاجزاء الاخرى من كوردستان المحتلة ، وتقديمها التنازلات المجانية الجمة للاعداء ، وتحالفاتها المشبوهة مع أنظمة عنصرية فاشية تضمر العداء للوجود الكوردي كالنظام التركي المتغطرس ونظام الشعوذة في ايران أدى الى دفن القضية الكوردية تحت وابل من المؤامرات الداخلية والاقليمية والدولية.
سلطة اقليم كوردستان بممارساتها وإخفاقاتها وفشلها تأسيس الحكومة رغما عن مرور اكثر من سبعة اشهر على الانتخابات أصبحت عبئا ثقيلاعلى الشعب الكوردستاني ، ومصدرا لفشله اجتماعيا وميدانيا وسياسيا واقتصاديا ، وغير قادرة على التعامل مع التحديات والمخاطر التي تتعاظم يوميا، خصوصا بعد حصول تغييرات ومستجدات كثيرة على المستوى الاقليمي والدولي وعدم تمكن تلك السلطة الاستفادة من هذه المتغييرات الهائلة في المنطقة اي انها اضاعت الدرب والبوصلة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء


.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي




.. بمشاركة قادة سياسيين.. آلاف الماليزيين يتظاهرون في العاصمة


.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر




.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن