الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون المطلق / 17 - لماذا فضل الله الملائكة على الإنسان ؟ ..

بتول قاسم ناصر

2019 / 5 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


القانون المطلق ..
17- لماذا فضل الله الانسان على الملائكة ..؟..

شاء الله تعالى ان تتجلى صفاته فخلق العالم وخلق الانسان فهما يجليان صفاته التي تبينها أسماؤه الحسنى فأذا قلنا الخالق مثلا فهذه الصفة تتجلى بعملية الخلق والمخلوقات وهكذا . وعندما شاء ان يخلق الإنسان طلب من الملائكة ان يسجدوا له وقد سجدوا كلهم اجمعون إلا ابليس . القرأن الكريم فيه آيات أخرى تبين تعظيم الله للإنسان : ( ولقد كرمنا بني أدم ) ..وغيرها من الآيات والمواقف ، فلماذا هذا التعظيم وقد قالت الملائكة عندما أعلمها الله بقراره خلق الإنسان انه سيرتكب الجرائم وسيسفك الدماء وسيفسد في الأرض ومع ذلك كان أمر الله لها بالسجود قائما وهذا يدل على انه مع ما سيرتكب يستحق السجود له منها خصوصا وهي التي بينت في كلامها مع الله تعالى بأنها تسبح له وتقدسه ولاتقترف المعاصي وكأنها ترى أن لاضرورة لخلق الإنسان العاصي وكان رده تعالى عليها : (أني أعلم مالاتعلمون ) . فما هو هذا الفضل الذي للإنسان وما هي ضرورة وجوده التي يعلمها الله ولاتعلمها الملائكة ؟ ..
قلنا ان وجود الإنسان والعالم يجلي صفات الله تعالى . والإنسان له مهمة عظيمة اخرى كلف بها وهي الانتصار على الشيطان ودحره ونفيه من حيث يوجد ، وهو يوجد في العالم كله والمخلوقات كلها لأن المادة تتضمنه (تتضمن السلب) ولكن الإنسان وحده هو الذي سيتولى طرده ودحره ذلك لأن الله تعالى عرض هذا الأمر على مخلوقاته فمانعن من تحمل مسؤوليته : ( انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ) . ان هذه الأية توضح ان الانسان وحده هو الذي قبل حمل الامانة ورضي التكليف بالتصدي للشيطان أي انه الكائن الوحيد الذي قبل خيار حملها وهي أمر عظيم لم تستطع مخلوقات الله العظيمة ان تتحمله ويصف الله تعالى حمله لها بأنه جهل بتبعاتها وظلم لنفسه لأنه أمر أعجز جميع المخلوقات . والله تعالى يعلم أن الإنسان سينجح في أدائه لهذه المهمة وسيحقق انتصاره على الشيطان . وكان الشيطان يعلم هذا أيضا فبعد أن أعلن عصيانه لله تحداه بأنه سيعمل على دفع الناس عن السير على الصراط المستقيم وسيأمرهم بعصيان الله وبأرتكاب كل الشرور ولكنه اعترف بأنه ليس له سلطان على عباد الله المخلصين وهؤلاء سيثبتون قول الله للشيطان بأنه رجيم وبأنه مطرود في النهاية وان جهنم مصيره ومن تبعه من العاصين .. هذه المهمة العظيمة التي تكفل بها الإنسان وحده وامتنعت عنها بقية المخلوقات لا تستطيع الملائكة اداءها لأن الملائكة لا تتضمن الشيطان في خلقتها فهي منزهة عن وجوده اما الإنسان ، فهو يضمه إليه وهو يعيش في داخله لذا فهو القادر على الصراع معه وطرده عنه مذموما مدحورا . ولهذا استحق الإنسان هذا التكريم والتعظيم من الله ، ولهذا تواضع له جل شأنه بالأية الكريمة التي تبكي كل مؤمن خاشع عند قراءتها : (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرا ) ..الله العظيم خالق السموات والأرض وخالق الانسان يسأله ان يقرضه قرضا حسنا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب