الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالتاكيد هى عقول مشوهة

اشرف عتريس

2019 / 5 / 29
المجتمع المدني


تلك التى تطالب بمحاكمة أعمال نجيب محفوظ وسحب جائزة نوبل من الدكتور البرادعى
ومصادرة جميع الأعمال الابداعية التى تخرق التابو وتتعرض للمقدسات وكل الرموز الدينية والتاريخية فى بلادنا العربية ..
هجمة شرسة وغبية بدعم من الأنظمة التى لاتنحاز إلى العقل التنوير والوعى ورفض كل
ماهو عقيم يشدنا الى الهاوية والدرك والجحيم ويردنا الى عصور أكثر ظلامية مما نحن فيه
كيف لنا أن ننسى إيماننا الشديد بالحريات ووجود مساحة من المعارضة كى تستقيم الامور
كيف لنا لا نناقش كل ماهو موروث ونتفهم ماجاء فيه بلا نقل ونبحث ونحقق بلا مسلمات
لكن للأسف رغم وجود الجامعات والاكاديميات للفنون والعلوم يظل الفكر المحنط عالقا لايعمل
وتكون سياسة (الالهاء) هى اسلوب حياة الذى يشغلنا دائماً بشكل عام فى مصر وجميع البلاد العربية
عن أزماتنا (سياسيا ، ثقافيا ، اجتماعيا و.......)
الفكر السلفى الذى سوف يعيد ألية قميئة وهى تفتيش الضمائر وتشويه النوايا ومحاربة أية ليبرالية
تتصدر المشهد فى نظام لايسمح بها أصلا ..
نعم سوف تعود مصادرات الكتب ومحاكمة أصحابها
إنها (ردة) لاشك فى هذا وكما قال إليوت (نحن نتقدم تقدماً باهراً نحو الخلف )
نعم سوف تعود محاكم التفتيش ومنع وجهات النظر بتهمة جاهزة وملفقة
وتقرير يكتبه مخبر علنى وليس سرياً عن الانتاج الادبى والفيلم السينمائى
عن العرض المسرحى والأغنية ورسم الكاريكاتير وهكذا فى معظم الفنون الأخرى
عن الأبحاث والدراسات المنهجية فى العلوم الدينية والتراثية وكتب التاريخ وما تركه السلف
من الكتب المحققة وغير المحققة كى نستبين ونستوضح ما إستعصى علينا فهمه حتى الآن
الحل الوحيد كما أفهم ..
هو ضرورة التمسك بحقوقنا التى كفلتها الدساتيرلنا فى حرية الفكر والاعتقاد والبحث والإبداع
بضمانة تلك البنود التى يقرها العالم كله فى مواثيق دولية تعترف بها الدول التاريخية والامارات الحديثة
من المحيط الى الخليج وحكوماتها التى تتهاون كثيراً ولا تدرك أنها تؤصل بهذا التهاون
لقتل العقل العربى وتغييب الذهنية العربية فى بلادنا أمام شعوب العالم التى لا ترحم
وغالباً تنكر علينا أى سبق تنموى وحضارى فى عصور ظلامهم وتخلفهم ..
الذى يجب تفعيله الآن هو دور الاتحاد العام لكتاب مصر وإتحاد الكتاب العرب
وكل الكيانات الأدبية والثقافية والسياسية كل الجامعات العربية والمراكز البحثية أيضاً
لرفض هذه الممارسات الضدية لحرية الفكر والابداع ..
كيما نتخلص من تلك المنغصات والمواجع والآهات التى تؤرقنا وتكبح أفكارنا وتقتلها فى مهدها
أو تسحقها على أرض الواقع المريرفى زمن ردئ كما نشهد عليه ونعيشه بلا نكران ورعونة
لن ترحمنا أجيال لاحقة على صمتنا تجاه مصادرة الكتب واعتقال شخوص مبدعة
لن ترحمنا أجيال لاحقة على هزيمتنا أمام الأصدقاء المخبرين وبلاغاتهم الموتورة
أشرف عتريس - مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق