الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المقاربة مابعد الكولونيالية وسردية الخطاب الاستعماري

سيف سالم

2019 / 5 / 29
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


:

اذا اردنا تحليل الخطاب الاستعماري منذ أول التاريخ الى يومنا الحاضر فعلينا أن تحظى علينا بالمقاربة مابعد - الكولونيالية وإعادة قراءة التاريخ كسردية مضادة تتصل بالشعوب المستعمرَة سابقاً. فتـعود إرهاصات هذه المقاربة إلى خمسينيات القرن العشرين من خلال أعمال وألبير ميمي و فرانز فانون ثمّ تبلورت أُطُرها المعرفية والمنهجية منذ أواخر السبعينيات من القرن المنصرم على يد أحد أكبر ثلاثة وهم إدوارد سعيد، غاياتري سبيفاك، وهومي بابا.

أن ننطلق هنا من ادوارد السعيد في كتابه الاستشراق ُّليس من محض الصدفة لانني أعتبره هو أسس نظرية مابعد الكولونيالية من خلال نحت مصطلحات منهجية أدارت هوة الفكرة مثل المركزية الأوروبية أو الغربية أساس هذه النظرية هو خلق ثنائيات متضادة مثل غرب/شرق، علمانية/إسلاموية، حداثة/تراث، عقلانى/لاعقلانى .تطور المقاربات من الأدب الى كافة العلوم الإنسانية، ومن ثم الاجتماعية. وشكَّلَ التقاطع بين دراسات العلوم الاجتماعية ودراسات ما بعد-الكولونيالية فرصةً لتجديدات معرفية، ولكن إشكالياتٍ عميقةً أيضاً نتجت عن استخدامات اختزالية من الباحثين العرب، وخاصة عند اليسار المناهض للإمبريالية والفكر الغربي.

لأكثر من 70 سنة من الاستبداد الخارجي والداخلي في الوطن العربي لم يستطع كثيرٌ من مثقفي ما بعد-الكولونيالية المناهضين للإمبريالية فهمَ ميكانزيميات السلطة المحلية. فبالنسبة لهم لم تكن الديمقراطية يوماً على رأس قائمة أجندتهم الفكرية أو السياسية لقد اعتمدوا على تحليلهم للانتفاضات العربية مع كل نتائجها من تغيرات سياسية وحروب أهلية وعنف، على أنها لعبة جيو-سياسية، موجِّهين اللوم بشكل أساسي إلى القوى الغربية المهيمنة والإمبريالي فاختزال الصورة للمجتمع العربي بهذه الصورة ، يجعلُ العديد من هؤلاء المثقفين يدافعون عن الديكتاتوريات التي بدورها تقطن في مدن الملح من اجل خضمّ صراع هذه الأنظمة مع المعارضات الناشئة، بما أن البديل متحالفٌ مع الغرب، أو إسلاميٌ «رجعي». فهكذا لابد من مثقفي ما بعد-الكولونيالية في المنطقة العربية دراسة مجموعة العوامل الداخلية والخارجية في المشهد السياسي في الوطن العربي، وكيفية أن يصبح الخارجي حرجاً في بعض الأحيان ومزعجا ، والداخلي أحياناً أخرى.ان ذلك اليسار هو نفسه كان من الذين يرفضون أطروحة التوازي بين حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وحقوقهم الاجتماعية-الاقتصادية في بلدان المنفى وخاصة لبنان؛ وهو اليسار نفسه الذي دعا الى تحرير القدس، ولكنه أهمل اللاجئين الفلسطينيين ومنعهم في لبنان من أبسط حقوقهم الأساسية كحق العمل والتملك؛ وهو اليسار نفسه الذي يرى أن بعض التدخلات الأجنبية من المحلل وأخرى إمبريالية محرم وهو اليسار نفسه الذي اعتبرَ أن الظلم والطغيان {الإسرائيلي} تجاه الفلسطينيين ظلمٌ لا يوازيه ظلم لا في الحاضر ولا المستقبل، لتصبح المقتلة السورية شيئاً ثانوياً، ويصبح 26 مليون سوري غير مرئيين في تحليلاتهم، لأن ما يهم هو الحفاظ على مشروع المقاومة كما يرونه؛ هذا اليسار الذي لم يأبه بدكتاتوريات التعذيب المنهجي طالما أن هذه الأخيرة قد تحلّت بسياسات خارجية ممانعة؛ وهو نفسه الذي لم يشهد حدثاً تدشينياً مثل قضية دريفوس في فرنسا، والتي على إثرها انقسم المثقفون هناك بين يسار ويمين، بناءً على موقفهم من المواطنة الكاملة للأقليات ورفض العنصرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة مؤمن الشرافي يرصد التطورات الميدانية في قطاع غ


.. مشاهد لمظاهرة داعمة لغزة في مدينة ميلانو الإيطالية




.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب