الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومات العربية الهرطوقية

الشهيد كسيلة

2019 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عرف تاريخ البشرية أشكالا وألوانا من المعتقدات بحمولة من الطقوس تخف وتثقل حسب تعقّد الحياة ومسار المجتمعات في السلم والحرب في الاضطراب والطمأنينة في الصحة والمرض وظلت الأديان بمعتقداتها الغرائبية شأنا اجتماعيا كهنوتيا تنوء بحمله الإنسانية المعذبة التي طلبت الخلاص في الدين كمن طلب الشفاء في دواء ظن أنه ترياق ولكن ليس له منه إلا الموت البطيء وكمن طلب الحرية في إيماءات وتراتيل تقطع عنه الاكتئاب فتحولت إلى سجن يضيق به كل يوم ويحكم قبضته على عقله .
قصة الحكومات العربية الشيوعية منها والوهابية والعلمانية ومختلف التجارب السياسية مع الدين هي أغرب القصص ، لقد تحولت الحكومة العربية والمستعربة إلى شخص يقوم بالعبادات يصوم رمضان ويصلي الجمعة والصلوات الخمس في شريعة مفروضة على الإنسان فرداً وجماعةً أينما وجد من القطب إلى القطب فتتعطّل الحياة يوما كل أسبوع وشهرا كل سنة ، شهر متحرك يحرم الإنسان من التغذية لمقاومة برد الشتاء في درجة حرارية تنخفض إلى 60 ° تحت الصفر في الدائرة القطبية ويحرمه من الماء في أيام الصيف الحارة في درجة حرارية تصل 60 ° في المدارين .
في شريعة الحكومات العربية ، تتوقف الحياة في المدن وفي القرى وفي المصانع والحقول ... شهرا بالتمام في بلدان تستورد الطعام فتضاف إلى البطالة العادية بطالة "دينية" مفروضة بتأثير من الدين ، وعندما يجتاز رعايا هذه الحكومات الكهنوتية الشهر العدمي المعادي للحياة عليهم أن يستعدوا للرحيل إلى البقاع "المقدسة" حجّاً وعمرةً بتحويل ما جمعوه من مال إلى دولارات وأوروهات ودفعها لسدنة الكعبة وكلاء الامبريالية العالمية فيتولى الله نيابة عن تلك الامبريالية بتعويضهم حسنات وحسنات تدخلهم الفردوس .
هذه الحكومات الدهماوية مسنودة من أرمادا من الجامعيين المزيفين وجامعات زائفة تروج للظلامية وتعادي العقل وهي بالمرصاد لكل مستنير ، حيث البترودولار ينفق بسخاء على تدمير العقول وتتفيه الحياة واغتيال أي حلم في الخلاص .
أما آن لهذه الحكومات الظلامية أن تسقط ، أما آن للأجيال الجديدة أن تصنع مستقبلها في ظل التحرر من تحالف السياسة والدين ، أما آن للأجيال الجديدة أن تعيد للدين روحانيته وأن تحرره من أفاعي السياسة .
ننتظر مدنا تعج بالحياة ومصانع لا تتوقف عن العمل المنتج وحقولا عامرة بالحيوية والنشاط كما أرادها الله وأن الصوم عبادة فردية يحاسب عليها الإنسان كفرد وليس واجبا جماعيا يشل الحياة الاجتماعية فهل تعود لمدننا ومجتمعاتنا حياتها في قادم الأيام ليظل الصوم كالصلاة شيئا بين العبد وربه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي