الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية في الإسلام والمسيحية

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2019 / 5 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يقتصر التطرف الديني علي بعض المسلمين كما قد يتصور البعض. فللتطرف الديني تاريخ طويل لم يتوقف, ارتبط بشكل وثيق مع مطامع الحكم باسم الدين, او بالسيطرة علي التابعين في أبسط صوره.
وحيث لا يتصور ان تكون الديانات في جوهرها مختلفة, لأن الهدف منها جميعا هو اعلاء القيم الإنسانية الرفيعة الداعية للخير والناهية عن الشر, يكون المؤكد هو ان التطرف الديني وخلق الإختلافات بين الأديان هو صنيعة بشرية, بدءا من قدامي المفسرين ووصولا الي كهنة الحاضر.
التطرف والطائفية توأمان ملتصقان, ولقد سبقت الطائفية الدينية مسلمون ومسيحيون طائفية داخل الدين الواحد فعلي الجانب الاسلامي نري السنة والشيعة بتفرعاتهما, وعلي الجانب المسيحي نري الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية, ويتفق الجميع علي أحادية إحتكار الحقيقة وتكفير الآخرين حتي لو اختلفت الوسائل.

علي كلا الجانبين ارتبط التطرف الديني بالعنف والرغبة في تحقيق مكاسب دنيوية في موجات تزيد أحيانا وتخبو أحيانا أخري, فالفتوحات الإسلامية الإستعمارية في حقيقتها استخدمت الدين ستارا, تماما كما كانت الحروب الصليبية ترفع الصليب ستارا لها, وكلاهما كان فعلا يقوم به الحكام والملوك اعتمادا علي كهنة عصره, الذين يدفعون في اتجاه ذلك بذرائع شرعية هي من صنعهم.

وفي أحدث الصور لا نري اختلافا بين التنظيمات الإرهابية التي تسعي لإقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية, وبين جيش الرب الذي يسعي لإقامة دولته في شمال أوغندا والكونغو وجنوب السودان المؤسسة علي الكتاب المقدس العهد الجديد والوصايا العشر.
علي المستوي المحلي تلعب الأصولية الدينية التي ينتهجها رجال كلا الدينين دورها السلبي في حياة المصريين, ولكل طريقته.

ان مشكلة الأصولية الدينية وهي مرادف للسلفية الدينية تكمن في أنها تستدعي عصورا تجاوزها التاريخ منذ مئات السنين وتجاوزتها الحضارة الإنسانية, وما شملته من تقدم علمي وتقني, أضفي علي الحياة الإنسانية كثيرا من الوعي والفهم واتساع المدارك, والتصميم علي العودة بنا الي تلك العصور لا يفسره الّا رغبة الأصوليين في استمرار أو استعادة السيطرة علي الانسان وفرض الوصاية عليه وعلي شئون حياته, والعمل كوكلاء لله علي الأرض, فلا يستطيع الانسان التوجه الي ربه الّا من خلالهم, ومن خلال تعاليمهم ووصاياهم ورضائهم.

وفي هذا ينتهج الأزهر ودعاة السلفية طريق الاستئثار بالعلم الديني وترجمته الي فتاوي تشمل كل مناحي الحياة, سواء كانت دينية أو غير دينية, ويقاومون الاجتهاد أو التفكير, ويتهمون أصحابه بالتمنطق والزندقة والازدراء وهدم الدين والكفر, ويلاحقونهم في المحاكم ولدي السلطات.
كذلك تنتهج الكنيسة نهجها الخاص, فهي تربط المسيحي اليها برباط كالحبل السري منذ لحظة ميلاده وحتي مماته, وتحتكر لنفسها اسرارا تدعوها أسرار الكنيسة هي وسيلتها في التجكم في كافة شئون حياة المسيحي, وتسميهم الشعب المسيحي, وتستخدم الحرمان الكنسي عقابا رادعا لكل من يخرج عليها وتعتبره خارج عن الدين.

تسعي الأطراف الأصولية والسلفية الي تحقيق المكاسب داخل المجتمع بتخطيط آني ومستقبلي, وتستخدم في ذلك وسائل تآمرية غير دينية, في مأمن من حكومة لا تستطيع أن تحسم موقفها من رجال الدين, فتجدها راضية مستفيدة تارة, وتخضع للإبتزاز تارة, حكومة تتخبط فيهمل القانون, وتكتفي بالمجالس العرفية, وان طبق القانون, فهو عادة ما يطبق علي الطرف الضعيف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البينة على من ادعى
بولس اسحق ( 2019 / 5 / 31 - 02:59 )
يموت المسلمون اذا أُخِذت منهم ربابتهم.. وربابتهم اليهود والمسيحيون!
{وبين جيش الرب الذي يسعي لإقامة دولته في شمال أوغندا والكونغو وجنوب السودان المؤسسة علي الكتاب المقدس العهد الجديد والوصايا العشر}.. اتحفنا بنص من الوصايا العشرة او من الانجيل.. كما نفعل عند نقدنا الإسلام.. وتقول {وعلي الجانب المسيحي نري الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية, ويتفق الجميع علي أحادية احتكار الحقيقة وتكفير الآخرين حتي لو اختلفت الوسائل}.. أولا التكفير مصطلح وسمة خاصة بالإسلام.. ثانيا (وحتى لو اختلفت الوسائل) مثل ماذا مثلا.. هل يفجر الكاثوليكي نفسه وسط الأرثودوكسي او الإنجيلي وبالعكس.. اتحفنا بمثال واحد فقط.. ولا تقل لي إنكلترا وايرلندا.. فهذه ليست دينية وانما حروب انفصال واستقلال.. والبينة على من ادعى.. واذا كان الهدف من الإسلام هو اعلاء القيم الإنسانية الرفيعة الداعية للخير والناهية عن الشر.. فما هو تعريف الشر والإرهاب اذا بحسب مفهومك!!! تحياتي.


2 - ترقيع.
أكرم فاضل ( 2019 / 5 / 31 - 16:19 )
كالعادة هناك محاولة مستميتة لتجميل الوجه عن طريق المقارنة مع ما قد يكون أقبح لدى بعض الآخرين وإن كان ذلك البعض يعمل خارج نصوص دينه.

المقارنة الصحيحة يجب أن تتم بين النصوص التي يدعو بعضها الى التكفير والقتال في حين هناك أخرى تدعو للسلام والمؤاخاة والابتعاد عن إقحام أعمال فردية قومية أو سياسية يقوم بها البعض في مخالفة صريحة لنصوص دينه.

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah