الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون المطلق / 23 - الفلسفة والدين ..

بتول قاسم ناصر

2019 / 6 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


القانون المطلق ..
23 - الفلسفة والدين ...

يبين هيجل ان الدين يعبر عن المطلق واللانهاني فهو يتضمن حقائق فلسفية . ولقد عمد هو إلى استنتاج ما تتضمنه بعض القصص الدينية من فلسفة ومنطق وينتهي الى ان الديانة المسيحية هي الديانة الصحيحة صحة مطلقة لأنه يستنتج منها ما يتفق مع المباديء الفلسفية الجدلية التي وضعها .
ولقد قمت في المقالات الموجزة السابقة بالاستدراك على نتائجه الفلسفية وتجاوزها ومن خلال النتائج التي انتهيت إليها عمدت الى تفسير بعض ما يتضمنه القرآن الكريم من القصص التي تتعلق بخلق الشيطان وآدم وحواء ونزولهما الى الأرض وغير ذلك وأكدت انها تتضمن حقائق فلسفية أيدتها بالحقائق العلمية كذلك .
أن الذي نؤمن به والذي أكدته في مقالاتي السابقة ومن خلال الاستنتاج الفلسفي ان الله تعالى هو الوجود الأول والوعي الاول السابق على وجود ووعي الانسان . وأنه يوحي بالدين والمعرفة الدينية الى الإنسان . وان قصص القران الكريم وأياته من الله تعالى أوحى بها إلى رسوله الكريم ، والعقل الانساني يحاول أن يفهم او يؤول ما جاء في تلك القصص والايات . ولقد افترضت فيما قلته سابقا انه أذا استطاع العقل الإنساني ان يوصل هذه المعرفة الدينية بمبادىء فلسفية رصينة عالية الحجة من وضعه واذا استطاع ان يؤيدها بما توصل اليه العلم من نتائج علمية ثابتة يكون قد نجح في جعل العقل الإنساني يرتبط بالعلم الالهي ويعود اليه .وبهذا يلتقي العقل الإنساني مع ما اوحى به الله وهذه هي الغاية المعرفية التي قلنا انها تحرك العقل الإنساني وتدفعه الى تجاوز نفسه وتضعه في صراع معها لكي يحقق الغاية التي فطر عليها والتي تضمنها واوكل إليه أمر بلوغها .
ان نظرة هيجل إلى الدين وعلاقة الإنسان به تختلف عما نذهب إليه ونؤمن به . فهو يرى أن الدين من نتاج العقل الإنساني وأنه مرحلة غير متقدمة في التعبير عن المطلق فالفلسفة تتقدم عليه . ولقد كنا قد ذكرنا ان فلسفة هيجل تنقسم على ثلاثة أقسام . هي : 1- المنطق .2- فلسفة الطبيعة .3 - فلسفة الروح . وهذه الأقسام الثلاثة تدرس العقل في صوره المختلفة ..العقل في المنطق هو الفكر الخالص او الفكر في ذاته حيث يكون مجردا ولا يوجد وجودا فعليا في العالم فهو لم يظهر بعد ، ثم ينتقل الى العقل وهو يخرج إلى نقيضه ، الى اللاوعي ،إلى الطبيعة وهي غير عالمه الخاص حيث المادة الصلبة ، وأخيرا العقل حين يعود إلى نفسه في فلسفة الروح ولكنه لا يعود مجردا ولا خالصا كما كان في الماضي فقد أصبح العقل العيني الحي الذي يوجد وجودا فعليا في العالم أي انه يجمع بين المرحلتين السابقتين ويتمثل بالعقل الانساني فالإنسان من ناحية جزء من الطبيعة فهو وجود مادي يخضع لقوانين الطبيعة وهو من ناحية أخرى وجود روحي او كائن حي عاقل . ان فلسفة الروح وإذ تمثل وجود الانسان تعرض مراحل الوعي الانساني وسعيه الى التعبير عن المطلق واللانهائي وهي تتمثل بثلاث مراحل هي الفن والدين والفلسفة ، فالدين نتاج العقل الإنساني ومحاولته للتعبير عن المطلق واللانهائي ولكن هيجل يرى انها مغلفة بالخيال والمجاز فهي تعبر عن ذلك من خلال القصص والحوادث التي تقع في حياتنا الواقعية والتي من الممكن ان لاتحدث فليس وراءها ضرورة منطقية . والفلسفة ارقى من الدين وهي مرحلة متقدمة عليه في التعبير عن المطلق فهي تعبر عن الفكر من خلال الفكر وبهذا فأن الفكر الفلسفي - متمثلا بفلسفة هيجل - هو الذي سيحقق عودة العقل الإنساني إلى منطلقه الأول اي الى الفكر الخالص . وهنا لا بد لنا أن نبين ان الفكر الخالص او الفكر في ذاته ليس هو الله لدى هيجل فهو يقول عن الفكر في هذه المرحلة بأنه هو والعدم سواء او انه العدم ذاته وهذا ليس الله بالتأكيد ، فهو لا يعد الوجود وجودا إلا اذا كان متعينا اي عندما ينتقل الى المرحلة الثانية والثالثة عند مرحلة وجود التناقض والوجود المتعين وهذا يجعل هيجل اقرب الى الفكر المادي منه الى الفكر المثالي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -