الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو ذر الغفاري المفتش العام الأول .. ومؤسس مبدأ الربط بين النظرية والممارسة في العمل السياسي

كامل الدلفي

2019 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ابو ذر الغفاري المفتش العام الأول ..
ومؤسس مبدأ الربط بين النظرية والممارسة في العمل السياسي.

كثيرة هي القراءات المعاصرة التي صنفت الصحابي الجليل ابا ذر الغفاري رض فتارة جعلته اشتراكيا او شيوعيا او ثائرا او متمردا او أحد مؤسسي فكر التشيع و كثير من التصنيفات .انما قرائتي عن شخصه الكريم تحصره ببيئته الجغرافية والدينية فهو من رعيل اول من الصحابة هضموا التعاليم عن مصدرها الاول و ٱمنوا بأهمية تطبيق الرسالة في البيئة الاجتماعية، بما يضمن العدل واقتران النص بالممارسة الواقعية. البيئة القبلية المؤمنة بالحرية واللقاحية، أحوج إلى مأسسة إدارية موائمة لتطلعاتها وتراعي مزاجها الداخلي وكرامتها وعزة نفسها، فكان صوت ابي ذر مقترنا بزمن ظهور العملية السياسية الجديدة للمجتمع الإسلامي الاول ونشوء صيغ أولية ونواتات للدولة الجديدة، مما يجب أن يقترن بروح النصوص السماوية و تعاليم النبي التي نصت على المساواة بين المسلمين كاسنان المشط وعلى العدل بينهم في التوزيع ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى و ليس لنسب أو لجاه أو منصب شأن في ذلك.
فحقيقة ابي ذر لا تتجلى بأنه كان ثائرا على النظام الاسلامي الجديد فهو ابن ذلك النظام ويصنف من بين احد ارقى فئاته وطبقات مؤمنيه (السابقون..السابقون) اي الصحابة المقربين من مؤسس النظام ،النبي الأمين ص،ولم يكن اشتراكيا أو شيوعيا، انما تلك ثقافة القرن العشرين التي تناولت التراث بعدسة التصنيف يمينا أو يسارا فاضفت تأثيراتها على وصف ابي ذر رض.. كان أبو ذر أحد رواد الوعي الإسلامي الاول الذي جاء لهدم ثقافة الاستبداد والتسلط والعبودية ، وبناء مؤسسة الإدارة التطبيقية للعدل المفتوح على السماء، فانطلق وعيه الحر عند تلك الفترة المهمة من التاريخ ليقرأ أولويات المأسسة اللازمة، وتجلت عبقريته، وروحه المملوءة بالتعليم في مفهومين مهمين هما:
1- ضرورة اقتران وتطابق النص( النظرية) مع الممارسة.
2- وجود ألية ضمان تطبيق ذلك المفهوم .فاندفع إلى بث وصناعة آليات الحفاظ على المباديء أثناء الممارسة .فأسست صيحاته الجريئة ودعوته الكبرى مباديء الرقابة و التفتيش و المتابعة في الدولة ..
فكان رائدا لأفكار رائدة نوقشت عند علماء الإدارة و الفلسفة السياسة والتنظيم من بعده باكثر من 1300 عاما. كان يمهد لادامة زخم الدولة العادلة واستمرارها في الزمن ،ومنع انتكاستها ورجوع قرارها بيد أرستقراطية قريش الذين جاء الإسلام للخلاص من تاريخهم التسلطي ، لكن محاولات ابي ذر على عمق أهميتها وجدت قوة كافية لقمعها ووأدها في المهد..
لكن ذلك لم يمنع صوته أن يتردد في فضاءات المستقبل ،وقد تكون قرائتنا تفتح بابا لتناول ابي ذر من زاوية مختلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني