الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخلاق...الحرية....الشرف

تولام سيرف

2019 / 6 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأخلاق...الحرية....الشرف
----------------------------------------

الدين هو أول أختراع للفلسفة. لم يكن الأنسان في بدايته بحوزة الأدوات العلمية لتفسير الظواهر, لذا كانت تفسيراته عبارة
عن فلسفة, أي أجتهاد شخصي نابع من تجاربه البسيطة في حياته اليومية والمقتصرة على الصيد أو البحث عن الغذاء
أضافة الى توفير الأمان له ولمجموعته قليلة العدد.
الحياة واسعة والعلم قليل جدا جدا في ذلك الزمن وأنت بحاجة لأدوات كثيرة لأدارة تلك الحياة, فأخترع الشامان الالهة
سوى كانت الهة البركان أم الماموت الكبير. مهما كان تقيمنا لهذا الأختراع, فهو يبقى نظرة أو محاولة لشرح ظواهر
ومجاهيل في الحياة, هذا الأختراع هو أجتهاد شخصي, وهذه هي بداية الفلسفة, أي الفلسفة هي أجتهاد شخصي, بدأت بدون أي أداة علمية.
كانت المجموعة قليلة والتجارب محدودة, أذا تكون الفلسفة أيضاً محدودة, مع زيادة المجموعة يزداد الأجتهاد الشخصي,
أي تتوسع الفلسفة. ومع زيادة المجموعة تزداد هيمنة الالهة أو الدين الفائز. أكثر من مجموعة يعني أكثر من دين, ينتج
عن ذلك صراع ينتهي بفوز وهيمنة أحد الأديان, قد تتحد ألهة معينة دور القائد أو تظهر الهة جديدة أو يتم تبني الالهة
الأخرى وأحدهم يكون الالهة الأب. في كل الأحوال يبقى لدينا وضع مستمر يرافقنا, وهو عدم وجود أدوات علمية وفقط
وجود أجتهاد شخصي, وهذه مساحة واسعة وطويلة الزمن تفسح المجال لأختراع كل أنواع الخرافات, تبدأ من....كل شيء
أصله...النار أو الماء أو الهواء أو التربة أو خليط من بعضهم أو جميعهم. هذا أجتهاد شخصي لا يملك أي أساس علمي,
هذه الفلسفة لا تكفي وأن كانت تقدم جواب لجانب معين من الحياة, ولكن الحياة تملك جوانب عديدة مثلا التعامل مع
أعضاء المجموعة أو الحصول على الغذاء أو توفير الأمان.
ولأن تلك التفسيرت هي فقط أجتهاد شخصي بدون أدوات علمية, فتنشأ تسميات على غرار ذلك الأجتهاد الشخصي
لتغطية تلك المجالات الأخرى في الحياة, تسميات ك....الخير...الشر...الأخلاق..الحرية...الى اخره وعلى غرار تلك
التسميات تظهر القوانين مثلا قوانين الحلال والحرام, وبما أنها نابعة من أجتهادات شخصية معتمدة على تجارب حياتية
يومية, أي بدون أدوات علمية, فتكون نسبة نشوء الخرافات فيها عالية جداً, مثلا الدين الفيثاغورسي كان يحرّم
أكل الفول....أو....حرام أن تترك فراشك في الصباح دون تعديل الغطاء....أو....بعد أحتراق الحطب يجب عليك أن
تساوي الرماد مع الأرض...وأمور كثيرة أخرى. وحين يكون الأجتهاد شخصي, يصبح خاضع أكثر لتطور المجموعة,
أي مع تطور المجموعة تتغير الأجتهادات الشخصية أو تظهر أجتهادات جديدة, وفي أغلب الأحيان يتم الحفاظ على
الأجتهاد الأعلى كالأيمان والدين وأن تم تبديلهما. هنا لدينا مشكلة كبيرة, ألا وهي ميول الأنسان للروتينية, فنجد هيمنة
الدين على المجموعة تجعل من بعض تلك التسميات وقوانينها وكأنها صفة طبيعية من الأنسان...مثلا....كيف
لا تصلي....كيف لا تذهب للكنيسة.....أنظر أصبحت فوق ال ٢٥ ولم تتزوج.
مع تغيير أو تطور تلك التسميات, تتغير التعاريف أيضا بسبب أكتشاف الجانب الفلاني أو الفجوة الفلانية,
مثال على ذلك, أننا لا نملك ليومنا هذا تعريف واحد للأخلاق أو للحرية أو للشرف. السبب الأساسي في ذلك
هو...أنها تسميات...فقط....أخترعها البشر لتغطية مساحة معينة في حياة يومية لمجموعة معينة في مكان معين
لفترة زمنية معينة, أي أنها تسميات فلسفية وأجتهاد شخصي أصلها يخلو من الأدوات العلمية.

وألآن لنعد الى أول المجموعات البشرية التي هبطت من الأشجار قبل حوالي ٦ ملايين سنة, ونفرض حال
نزولهم يستقبلهم أحدا من سكان الفضاء الذي يستحدم بدقة عالية أدوات العلم, ثم يعطي توضيحا علميا كاملا
عن البشر للبشر, بأن الأنسان هو منتوج لتجاربه الجسدية...أي تطوره من كائنات أخرى, ويقنعهم......مثلا....أن
أدامة نوع البشر هي صفة جينية طبيعية كما هي عند بقية الأحياء.....وأن ما تقومون من التغذية الى الحماية الى
التكاثر...جميعها تصب في نهرٍ واحد وهو....أدامة نوع البشر.......ويقنعهم أيضا بأستخدام أدوات العلم لا الأجتهاد الشخصي. السؤال هنا

هل ستظهر تلك التسميات...الأخلاق والشرف وحتى الحرية؟؟؟

الجواب....لا طبعا....لأن تطور المجتمع سيأخذ مجرى آخر, وستكون النظرة أكثر دقة ومحصورة على
سؤال واحد....هل تلك الفكرة أو ذلك التصرف يخدم أدامة نوع البشر؟....أي أننا لن نجد تعابير كالشرف
والأخلاق أو حتى الحرية والمساواة....لعدم حاجتنا لها بسبب نظرتنا للأنسان بأستخدام أدوات العلم
وليس الفلسفة عن طريق الأجتهاد الشخصي.

تحياتي ومودتي

تولام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah