الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب الجزائري والتاثير الديني اسلاموفوبيا الشرق

عزيزو عبد الرحمان

2019 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اظهرت دراسة تحت عنوان " التديّن وعلاقته بدعم المساواة الجندرية لدى فئة الأعمار 18-30 سنة ببلدية وهران " ان الشباب اليوم في المنطقة المغاربية و العالم العربي عموما يظهر مؤشرات عالية في التديّن كما تبيّن ذلك مختلف التحقيقات الاجتماعية التي مسّت شباب المنطقة. و عندما نقارن مستوى تدين الشباب عندنا مع مستوى تدين شباب البلدان الأوربية كما يظهر في البحوث الاجتماعية الأوروبية نجد أن الشباب المغاربي أكثر تدينا من الشبان الأوروبيين ، لكن يبدو ان التدين ليس هو العامل الحاسم في المواقف الجندرية اتجاه النساء بقدر ما هي الذكورة التي لها الدور الحاسم كما برهنت على ذلك دراسة جديدة ( انظر : Bourqia, R, Les jeunes et les valeurs religieuses, op.cit., p. 18.).
وتوصلت العديد من الدراسات الجامعية الجزائرية حول سوسيولوجية القيم في المجتمع الجزائري " الى ان التغير الذي مس الجانب الديني في المجتمع الجزائري هو خوف الأفراد من كل ما يمت بصلة للدين أورجال الدين، وهذا نتيجة لسنوات الدم التي عاشها الجزائريون، فالاسلاموفوبيا ليست ظاهرة غربية فقط بل يبدو انها تنتشر حتى بين المسلمين بسبب الفهم الخاطئ للدين الإسلامي، فأصبحت رموز الدين والتدين رموزا للإرهاب والقتل، أدى هذا إلى تراجع الدين والمؤسسات الدينية في البت في الكثير من القيم والمعايير الاخلاقية وكذا في عملية التنشئة الاجتماعية فبقيت سلطة الدين فقط على مستوى العبادات .
انظر دراسة بلماضي احلام ، سوسيولوجية القيم والتغيير الاجتماعي في المجتمع الجزائري "
اما دراسة اللجنة الاجتماعية والاقتصادية لغرب اسيا ودراسة وصندوق الامم المتحدة للسكان 2005 فقد توصلت الى أن المواقف التقليدية التي شاعت في فترات سابقة في العالم العربي والتي بررت معاملة تفضيلية للرجل على حساب المرأة باسم الشريعة الاسلامية قد تراجعت نتيجة جهود كثيرة بذلت رسميا ومدنيا في السنوات الأخيرة.
ويبدو ان التجربة المرة التي عاشتها الجزائر مع ازمة الاسلاميين بعد 1991 قد جعلت الاتجاه العام للمجتمع الجزائري يبتعد عن التشدد في الاحكام الدينية وينحو الى فكر اسلامي توافقي بين الاسلام ومشاغل الحياة العامة .
ففي دراسة نشرها موقع معهد "كونراد أديناور" وهي مؤسسة سياسية غير ربحية، انبثقت من "جمعية العمل التعليمي المسيحي الديمقراطي" التي أسست سنة 1955. تنشط المؤسسة في أكثر من 120 دولة، كما أن لديها 16 مكتباً في ألمانيا وأكثر من 80 مكتب في بلدان أخرى. (انظر https://www.dw.com/ar-a) .
حملت الدراسة عنوان "الدين والسياسة في شمال أفريقيا" تناولت التوجهات الكبرى في علاقة الجزائريين بالدين الإسلامي ونظرتهم إلى التدين بصفته سلوكًا ونزعة معرضين للتطرف والاعتدال بحسب جرعة الوعي بقيم الدين نفسه.
تشير الدراسة إلى أن 94.5% من المستجوبين لا يرون ضرورة لأن تغطي المرأة وجهها عند ارتداء الحجاب، و59.5% لا يرون حرجًا في ارتداء القميص الطويل، بما يناقض ثقافة نصف الساق لدى السلفيين، كما أن نسبة 51% يفضلون أن ينأى الإمام بنفسه عن التدخل في السياسة، بما يشكل دعوة إلى فصل الدين عن الدولة.
نسبة الجزائريين الذين يرون داعش تنظيمًا إرهابيًا مولعًا بالقتل والمجازر باسم الإسلام البريء من هذه النزعة فاقت 85%، بحسب الدراسة نفسها، وينسب 49% منهم هذه النزعة المتطرفة إلى الدول الغربية التي تعسفت في حق العالم الإسلامي بالاستغلال والاحتلال، ويراه 59.9% إما خطرًا منخفضًا وإما منعدمًا أصلًا على مستقبل الاعتدال الديني.
وتشير الباحثة " زهية جريو " في مؤلفها" الاسلام الشعبي " الى ان الاسلام السائد في دول المغرب العربي هو اسلام شعبي يختلف عن نمط التدين السائد في شبه الجزيرة العربية وهي نفس النتائج التي توصل اليها معهد " غالوب " (The Gallup Organization) ، من خلال مسح استمر ثلاث سنوات (2006، 2007، 2008) وشمل عينات من 143 بلدا وإقليما حول العالم، وحددت العينة في ألف شخص لا تقل أعمارهم عن 18 سنة، طُرحت عليهم أسئلة، على اختلاف أديانهم، حول ما إذا كان الدين يحتل جزءا هاما من حياتهم اليومية أم لا. حيث صنفت الدراسة المغرب والجزائر من اكثر الدول تدينا في العالم بنسبة 98 بالمئة على الرغم من انهم لا يؤودن العبادات بانتظام ، ولا يحرصون على صغائر السلوك لكنهم يقدسون الشيوخ والمرجعيات الدينية والصحابة وهو ما يجعل سلوكهم ابعد عن التطرف .
يمكن مما سبق ان نقدم تفسيرا عن احجام عينة البحث عن ابداء تأثرها بالدين اتجاه القيادة النسائية فالفرد الجزائري نظرا للتراث الديني السابق والتغيررات المعاصرة اصبح شكل التدين الغالب لا يختلف عن غيره من المجتمعات الشرقية، التي تتميز بسلوكات ميتافيزيقة تعكس ثقافة تدينية متغلغلة في اللاوعي واللاشعور بدل التطبيق على الواقع ، اصبح يعتبر الدين سلوكا متزنا بعيدا عن العنف ، كما انه يتجنب التشدد فيه ويفرق بين الحياة الدينية والحياة العملية فهو ينحو شيئا فشيئا نحو العلمانية .
وتوصل المؤتمر العربي للمرأة المنعقد بتاريخ 13/08/2009 اتفقت غالبية القيادات النسائية العربية على أن تفسير التيارات المتشددة للإسلام ليس في صالح المرأة على الإطلاق، وهو أمر أدى بغالبية النساء المشاركات في الدراسة إلى التأكيد على أن فهم الإسلام بشكل صحيح ومستنير يمكن أن يشكل أهم العوامل المساهمة في تقدم المرأة المسلمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح