الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخدعة الفرعونية

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2019 / 6 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مصر الفرعونية، الحضارة الفرعونية، الآثار الفرعونية، منتخب الفراعنة، كلها مسميات خاطئة ومن أراد أن يصححها فليقول مصر القديمة أو كيمت.
هذا اللفظ (فرعون) لم يأت في أي نقوش أو برديات أو آثار أصحاب الشأن أبدا.

كيف أتي إذن؟

يبدأ الأمر في التوراة أولا
في الإصحاح السادس من سفر الخروج (ص11) نقرأ:
"ادخل قل لفرعون ملك مصر أن يطلق سراح بني إسرائيل من أرضه."
في النص 13 من سفر الخروج نقرأ:
"فكلم الرب موسي وهارون وأوصي معهما إلى بني إسرائيل وإلى فرعون ملك مصر في إخراج بني إسرائيل من أرض مصر."

اذن هذه النصوص التوراتية تتحدث عن شخص محدد وهو (فرعون) ملك مصر وليس فرعون مصر, وهذا يعني أنه ليس لقبا أو مسمي لكل ملوك مصر، بل هو اسم لأحد الملوك، ملك واحد إسمه (فرعون).

فلننظر معا لهذا الإسم (فرعون)، ستجده علي شاكلة هارون، شارون، بيضون، شمشون، وقارون وغير ذلك، وكلها أسماء آرامية.

من هم متحدثي الآرامية الذين نعرفهم في التاريخ المصري القديم؟

هم الهكسوس المنحدرين من سلالة بني كنعان من أهل فلسطين، الذين أقاموا مملكة قوية، سيطرت علي مناطق واسعة من الشام وحتي تخوم الجزيرة العربية من جهة الشمال، ثم توسعت غربا باتجاه دلتا النيل، وذلك في إحدي مراحل التدهور السياسي والعسكري للإمبراطورية المصري، ويتحدثون الآرامية.

هم أيضا اليهود حيث هي اللغة الرئيسية في التلمود.

وهنا نستدعي القصة الشهيرة لخروج اليهود من مصر, بعد أن توالت الدراسات المؤكدة أن هذا الخروج كان خلال فترة الإستعمار الهكسوسي, وأن فرعون الملك صاحب هذه القصة لم يكن الا أحد الملوك الهكسوس.

علي الجانب الآخر وفي القرآن ورد إسم فرعون هكذا:
في سورة العنكبوت الآية 39 نقرأ:
"وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ"
والعطف هنا علي إسم قارون واتباعه بإسم هارون يؤكد أنها أسماء لشخصيات وليست القابا أو وظائف.

كما أن لفظ فرعون لم يأت أبدا في القرآن الكريم معرفا بالألف واللام (الفرعون), مهما كان موقعه في الجملة في خمسة وعشرين موضعا, مما يدل علي أنه إسم علم دال علي شخص بعينه.

كذلك وصف النبي محمد لأبي جهل بأنه "فرعون هذه الأمة" لا يمكن بحال من الأحوال أن يعود لكل ملوك مصر وفيهم العظماء ذوي القدر العالي، وهو يقصد أن يحط من شأن أبي جهل.

اذن وبعد هذا السرد يتأكد لنا أن هذا اللفظ (فرعون) والذي ورد في التوراة والقرآن ليس الا إسما لأحد الملوك الهكسوس، لا علاقة له من قريب أو بعيد بالحضارة أو الدولة المصرية القديمة، ويبقي السؤال كيف انتشر هذا الاسم واتخذ هذا الموضع؟
هذا ما سأحاول أن أبحثه لاحقا, والتي تشير بعض القراءات الي أنه محاولة يهودية قديمة لتشويه صورة مصر والمصريين في أعين العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 27-Al-Aanaam


.. لحظة نادرة.. إيهود أولمرت وناصر القدوة يوضحان لـCNN رأيهما ب




.. مخرجة يهودية أمريكية تهاجم إسرائيل وتتضامن مع غزة في مهرجان


.. فيصل القاسم يؤكد ما قاله عبدالله بن بجاد عن الإخواني طارق ال




.. 26-Al-Aanaam