الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة الموضوعية عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية - 1

أيمن عبد الخالق

2019 / 6 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مشكلة الموضوعية عند طلاب العلوم الدينية والإنسانية -1
((قبل أن تدافع عن الحق، فعليك أن تعرف أولا أنه هو الحق في الواقع، لا الذي تريد أن يكون هو الحق))....هيلين كيلر
لاشك أنّ الموضوعية في البحث العلمي هي من أهم وأصعب الأخلاق التي ينبغي يتصف بها طالب العلم الباحث عن الواقع والحقيقة.
والمقصود من الموضوعية ألا يكون لدى الباحث قبل الدخول في البحث العلمي أي ميول نفسانية تجاه ترجيح أي طرف من طرفي النقيض في المسألة التي يريد أن يبحث عنها ويحققها، بحيث ينظر إلى المسألة في نفسها بحيادية تامة، ليصل إلى الحكم الواقعي سواء بالإثبات أو النفي.
ومن الواضح جدا أهمية هذه الحالة النفسية عند الباحث الحقيقي في الوصول إلى الحقيقة، وإلا لسبقت النتائج مقدماتها، وأصبح الباحث يعتقد أولا ثم يستدل ثانيا، ويصدق مايحب أن يصدقه، لا ماهو الصواب في الواقع، وعندها يصبح البحث العلمي مجرد وسيلة لتحقيق الأغراض الشخصية والفئوية والحزبية لاغير.
وصفة الموضوعية وإن كانت ضرورية لأي باحث علمي، إلا أنها بالنسبة لطلاب العلوم الدينية والإنسانية القيمية أهم بكثير من غيرهم من طلاب العلوم الأخرى كالعلوم الرياضية والفيزيائية المادية؛ لأن الخطأ في الأولى يؤثر على رؤية الإنسان الفلسفية للعالم، المتعلقة بحقيقته، ومبدئه ومنتهاه، وينعكس سلبا على منظومته القيمية وأسلوبه في الحياة، ويُعين مسيره ومصيره في هذا العالم ومابعده، على خلاف الخطأ في العلوم الحسية المتعلقة بالبحث عن أحكام الظواهر الكونية الطبيعية
هذا بالإضافة إلى أنّ الموضوعية في العلوم الحسية الدقيقة أسهل بكثير من العلوم الدينية والإنسانية الغيبية والمعنوية، لكونها غير مقدسة، أو لاترتبط عادة بالمصالح الشخصية والاجتماعية والسياسية
وللإنسان العاقل أن ينظر في التاريخ ليرى حجم المآسي والعواقب الوخيمة التي حلت بالبشرية بسبب التعصبات الشخصية والدينية والمذهبية والحزبية التي رافقت الانحرافات الفكرية، والتي صنعها وروج لها العلماء والمفكرون المتعصبون الذين لم يراعوا الإنصاف والموضوعية في تفكيرهم الإنساني، ولم ينصفوا أو حتى يحترموا مخالفيهم في الرأي والاعتقاد، الأمر الذي أدى إلى تأجيج الفتن والصراعات المذهبية والأيديولوجية التي أكلت الأخضر واليابس، التي مازلنا نعاني من آثارها السلبية إلى يومنا هذا
وفي هذه السلسلة أريد أن أتعرض أولا إلى بيان الطرق العلمية الموضوعية التي يمكن أن تضمن لنا البحث العلمي الواقعي بنحو عام بعيدا عن التدخلات النفسانية والتعصبات المذهبية، ثم نبحث معا عن الأسباب التي أدت إلى فقدان الموضوعية عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية في المدارس الدينية والمراكز الجامعية الأكاديمية، وفي النهاية أسعى لتقديم الحلول والعلاجات المناسبة لحل هذه المشكلة العويصة، والتي أتمنى أن تخرجنا جميعا من هذه المتاهة التي نعيش فيها، وهذه المحن والأزمات التى نعاني منها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا