الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسة اليوم: كم من إبليس بيننا في ثياب البشر!!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2019 / 6 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


همسة اليوم: كم من إبليس بيننا في ثياب البشر!!
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبدالله - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد/المشارك (كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)

نعلم جميعا أن إبليس (اللعين) عصى أمر ربه بسبب عنده وكبره (أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين).. لذا من أكثر الذنوب مقتا عنده سبحانه وتعالى "الكبر" لأنه أول ذنب عصي به جل في علاه.. إبليس (اللعين) لم يكن يخطط لذلك.. ولكنه وجد نفسه (فجأة) غير قادر على السجود لآدم.. لماذا؟؟ حقدا وحسدا منه لما فضله الله عليه وعلى سائر الملائكة.. فاختصه بعلم الأسماء كلها التي عجز الملائكة عن ذكرها.. لقد انتصرت عليه نفسه بعد أن فشل في كبح جماحها.. وأعماه الكبر والحقد والغرور فمنعه من أن يدرك حكمة الله في خلقه وتفضيل بعضهم على بعض (في الدرجة، والمنزلة، والعلم، والأخلاق، والرزق، والقرب منه سبحانه وتعالى).. لم يدرك اللعين أنه أمر إلهي واجب التنفيذ دون معارضة أو مناقشة!! تصور اللعين أنه بعصيانه للأمر وبتمرده على مشيئة الله وإرادته في خلقه، ستستريح نفسه بعد أن بث سموم الحقد والحسد والكراهية أثناء حواره مع المولى عز وجل (والذي ورد كثيرا في العديد من سور القرآن الكريم وبصيغ مختلفة).. فكانت النتيجة أنه أصبح معلونا مذموما منبوذا مطرودا من رحمة الله إلى أن تقوم الساعة فيخلد في العذاب المهين..

ومن العجيب أن الكثير من البشر لم يتعظوا من هذه القصة المأساوية الخالدة (التي جاءت في جميع الكتب السماوية) بل ساروا على نفس النهج وفي نفس الدرب.. فصاروا يضمرون الحقد والحسد للناس (على ما أتاهم الله من فضله) ويجادلون في حكمته (سبحانه وتعالى) في توزيع الرزق والمنح على عباده.. فتمردوا.. وضلوا.. واستحوذ عليهم الشيطان فسلكوا طريقه.. فجادلوا مثله وقالوا "لماذا هو بالذات وأنا لا؟".. "لماذا يحصل هو على هذه المنحة وأنا لا؟" - "أنا أجدر وأحق منه بهكذا منصب!!" - "لماذا أبناؤه أكثر علما وتفوقا ونبوغا وصلاحا من أبنائي؟!" (لا تدري لعله أصلح ما بينه وبين خالقه، فشكر وقنع فلم تفتنه الدنيا أو يغريه ضيق العيش، فيعصي ربه بأن ينحرف أو يفسد أو يمد يده إلى الحرام، فعوضه الله عن نقص المال برزق آخر أهم: الستر والصحة والزوجة الصالحة وصلاح الذرية) - وقد ينظر بعين السخط والتمرد والطمع إلى من هو أكثر منه مالا فيقول: "لماذا يوسع الله لفلان في رزقه وأنا رزقي ضيق؟“(لا نعلم فلربما عاقبه الله بقلة الرزق لأنه حقود معتل النفس لا يحمد الله..أو طماع ينظر دائما إلى ما في أيدي الناس.. أو سيء الخلق أو زاني -"بشر الزاني بالفقر ولو بعد حين!".. أو مبذر لا يقتصد ولا يعيش في المستوى الملائم لدخله وموارده - "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" - "اقتصد في الماء ولو كنت على نهر جار") فدبروا المكائد والشرور كي لا يصل غيرهم إلى ما يستحقون.. فلم يمنعوا إرادته (سبحانه وتعالى) - فكل شيء مقدر ومكتوب - رغم تدابيرهم ومكائدهم وشرورهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).. واستمروا في طريق الكبر والتمرد والسخط وعدم الرضا بقضاء الله وقدره.. فصاروا أقرب إلى الأبالسة والشياطين منهم إلى البشر.. فكم من إبليس بيننا في ثياب البشر!!
خالص تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم