الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هم جادون حقا بمحاربة الارهاب.؟

مالوم ابو رغيف

2006 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حملة ارهابية عنيفة تشهدها المنطقة والعراق على وجه الخصوص . ليس القتل والمجازر هو مظهرها الوحيد ، فقد صاحبت هذه الاعمال الدموية البربرية حربا اعلامية وتثقيفية شعواء لا تقل خطرا عن الارهاب نفسه، فاذا كان الارهاب يقتل الاف الابرياء، فان التثقيف الارهابي الظلامي يقتل عقل مجتمعات باسرها. تثقيف ودعايات وشعارات وكتب ومقالات ومؤتمرات ومؤامرات تدعوا الى الارهاب بذريعة المقاومة. دعوات لتكفير وقتل وانهاء كل من يجهد ويعمل على رفع الحجر التاريخي الديني من على عقول الناس. سياسية وتثقيف دينيي غيبي لمصادرة العقول والفكر و لقمع الابداعات والنشاطات الفكرية الانسانية... اُتبعت مختلف الطرق والوسائل لتغييب الوعي وزرع الوهم والحقد والبغضاء في نفوس البسطاء من الناس. نفخت الحياة في سلف غابر شرع الارهاب وجعله قانونا كابحا ضد كل استحقاقات ومتطلبات التطور، تُعاد لهم الحياة فينبعثون من الكتب المتربة اشباحا مخيفة. يعرف الناس عنهم اكثر مما يعرفون عن اهل بيتهم. يستطيعون وصف ملابسهم و يعرفون اسماء صحابتهم وماذا كانوا يأكلون وماذا كانوا يشربون ومتى ينامون ومتى يستيقظون، يعرفون اسماء زوجاتهم واسماء اولادهم وجيرانهم واسماء اعدائهم وخصومهم. عبثا يحاولون اعادة الحياة الى ماضي سحيق وان جوبهوا بمقاومة اوعزوا الى مجانيهم بحمل السكاكين والبنادق لاجبار لوضع نهاية للمخالفين.
راجت الكتب الدينية الغيبية واصبح مؤلفوها من كبار المليونيرات، فعائض القرني مثلا له من العمر 46 سنة الف ما يزيد على ثمانين كتابا، در عليه كتاب واحد عنونه بــ (لا تحزن) ملايين الدولارات . لا عجب ان يكون له اكثر من كتاب في السنة الواحدة، فهؤلاء لا يبذلون جهدا في التأليف، مجرد نقل نصوص بحذافيرها من كتب التراث الديني. ليس الغريب ان يصبح الرجل مليونيرا، العجب هو ان يقبل ملايين الناس على شراء مثل هذه الكتب المكررة مئات المرات في اسلوبها وفي هدفها وفي قصصها، فهي ليست اكثر من خطب تقال ايام الجمع او مواعظ تروى عبر القنوات الفضائية. لكن عجبنا يزول عنما نعرف بان الانسان اصبح قنا لا يملك حرية التصرف ولا التفكير دون استشارة مالكه، رجل الدين الذي يجيد لوك اللحم ومصمصة العظام والحياة بترف ويوعظ الناس بالزهد وحياة الكفاف.
ولكي لا يفلت الشباب من قبضتهم، خلع المعممون عمائمهم وارتدوا احدث الازياء الاوربية، وحلقوا لحاهم وتعطروا وتطيبوا وهذبوا شورابهم وتابطوا الاب توب بدلا عن تأبط الاصاحيح والاسانيد، ورسموا على افواههم ابتسامات محبة وسلام وهم وهم يعللونهم بـ حور العين وانهار الخمر في الجنة. لكننا لا نفهم كيف لا تذبل ابتساماتهم وتموت على شفاههم وهم يشرحون ايات السيف والعذاب او يصعقونهم باحاديث عن ملائكة الجحيم المكلفين بسوق الكافرين والمشركين والعلمانين واللبراليين والشيوعيين والمفكرين والفنانيين والرساميين والمخترعين والادباء والشعراء الى جهنم ليغلونهم ثم الجحيم يصلونهم وفي سلسلة ذرعها سبعون ذراعا يسلوكنهم . لكنها الحرفة الدجل الديني.
في عصر الجهل والانحطاط تنتعش الافكار الدينية، وتصبح مثل السراب الذي يهرع اليه الضمئانون ليطفئوا نيران عطشهم بـ ألوهم، فأن خابوا أُلقيت تبعة الخيبة على عاتقهم لانهم لم يطعوا الله ولا رسوله ولا اولي الامر ولا من ينوب عنهم. اما الشباب فيسارع الى اغتنام الفرصة لقتل اول كافر يصادفه او يسجل اسمه لسياقة سيارة مفخخة كان قد دفع اثمان تعلم قيادتها من مصروفه الخاص.
علينا ان نعرف ان هذا العدد الهائل من رجال الدين مرتبط بالدولة، فهو نتاج مجتمع مستعبد مجبور بالهتاف لحاكمه عشية واصيلا، متخرج من مدارس الدولة، وتلقى المعرفة والدروس من معاهدها وكلياتها.
الدولة هي التي تشرف وتضع المناهج وتوفر المصادر وتمنع او تسمح بالكتب وتعين كبار رجال الدين وصغارهم. وهي التي تسمح بانشاء مئات مدارس تحفيظ القرآن والحديث والسيرة. وهي التي تقف صامته ان لم تكن مساعدة لعمليات تزوير التاريخ. وهي التي تطلق على شوارع مدنها اسماء جزارين وقتلة معروفين بحبهم لسفك الدماء. فهل للدولة ان تتشاكى او تتباكى ان عصى ابنها البار وبصق بوجهها وعهر بها.؟
ورغم هذا الصراخ والعويل من لسعات الارهاب التي يعاني منها الناس الابرياء، وادعاء الدولة العربية والاسلامية محاربتة والتظاهر بمكافحته لم تتخذ خطوات جدية على هذا الصعيد..كل ما تعمله الدولة هو اخماد اللهب فقط لكن دون محاسبة مشعليه . فمشعلي الحرائق يجلسون مطمئنين آمنين في رعاية الله حفظه ورعاية المسؤولين، بينما من يحاسب هو من ينفذ فقط مع ان المسؤلية تظامنية في اي عمل اجرامي.
ما يلفت النظر هو ان رجال الدين الذين يدعون بالسماحة والوداعة، الذين يقولون ان الاسلام براء من هذه الاعمال الوحشية الهمجية، يصمتون ولا يفعلون شيئا. مجرد ادانات يتقون بها غضب اللحضات التي تعقب الجريمة.
لا يكفي انتقاد الارهاب، فما من عاقل لا ينتقده ولا يدينه، المهم هو العمل على القضاء على مسبباته، طرح اسسه وقواعده واحكامه وفتاويه وشرائعه على بساط البحث. والكف عن بث الحياة في الماضي الدموي واعادة قصص مجازره وكانها انتصارات انسانية رغم بشاعتها ورغم ما تحمله من حقد وضغينة.
اما احزاب الاسلام السياسي، فهم مثل الغراب الذي اضاع المشيتين، فليس لهم بالسياسة الا من خلال اشباح السلف الغابر، ولا لهم في الشريعة الا من خلال سياسة الاستغفال والضحك على الذقون.
فهل يعقل ان يكون لنواب الشعب مليشيات.؟ هل هم نواب الشعب ام نواب المليشيات.؟
في العراق مثلا لا يخلو حزب او تكتل من مليشيا يستند عليها في تثبيت سطوته واجبار الناس على التصويت له ومعاقبة من يخالفه. مليشيات تعمل علنا واخرى في الخفاء. فالتكتل السني الذي يصيح ويولول ويطالب بحل المليشيات يصمت عندما ياتي ذكر مليشيات الذبح والتفخيخ ويبحث لها عن مبررات واعذار في ضرورة مقاومة المحتلين، بينما جل العمليات الارهابية موجهه ضد العراقيين.
اما التكتل الشيعي فلهو مليشيات الصدر ومليشيات بدر وغيرها الكثير. فاذا كان سبب وجودها في بغداد هو الوقوف ضد مليشيات التكتل السني المنافس، فما ضرورة وجودها في المناطق الامنة مثل البصرة والناصرية والنجف وكربلاء وغيرها.؟
ان عملها الوحيد هو الوقوف ضد الناس وارغامهم على اتباع شريعة يضع بنودها معمم يدعي المعرفة ولاطلاع على تعاليم الله.
فاذا كان من يدعي محاربة الارهاب يشترك هو بنفسه في ارهاب الناس، اكان دولة او حزب او تكتل، فكيف ينتهي الارهاب.؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa