الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام هو الحل شعار سياسي أم مشروع تأسيسي؟

عبد الملك بن طاهر بن محمد ضيفي

2019 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإسلام هو الحل شعار سياسي أم مشروع تأسيسي؟
-سؤال بين يدي المقال
هل الإسلام هو الحل للمشكل الاقتصادي الاجتماعي؟
وهل رافع شعار الإسلام هو الحل صادق في دعواه؟ وإذا كان كذلك فهل أقنع العالم بشعاره وأثبت جدواه؟ ولما وسد الأمر لصاحب هذا الشعار هل أثبت أن الإسلام هو الحل لمشكل التخلف الحضاري؟
-جواب السؤال
إذا كان تطبيق الشريعة قاعدة أساسية والإسلام هو الحل مقولة تأسيسية لدى مختلف الطوائف الدينية فهل طبقت هذه الطوائف قاعدتها وهل فعلت مقولتها عندما آل إليها الأمر وأقامت دولتها هل تحقق ذلك في عهد الطائفة الوهابية ودولتها السعودية هل أقامت طائفة الإخوان دولة الإسلام منذ استلمت الحكم في السودان وهل طبقت الشريعة في عهد سلطان الإخوان رجب طيب أردوغان هل طبقت الطائفة الجعفرية الشريعة وهل أقامت دولة الإسلام بعد انقلاب الخميني وزمرة الملالي على ثورة العمال وهل طبق التيار الصحوي الإخواني الشريعة بعد وصوله إلى الحكم في مصر مهد الطائفة الإخوانية وفي تونس مهد هبات الغضب الشعبية لا سيما أننا سمعنا منهم وعودا انتخابية تدور في مجمالها في فلك الإسلام وتفرق خطباء الحشود بين مبشر بالخلافة السادسة في تونس وبين متحالف مع السلفية بشقيها الدعوي والجهادي في مصر وكان أس هذا التحالف وقاعدته تحكيم الشريعة وإعلان الجهاد لتحرير المسرى
[ على القدس رايحين شهداء بالملايين ]
ولم ينعقد هذا الحلف إلا بعد اتفاق أطرافه على تقاسم الغنائم الانتخابية وبما أن هذه الوعود لم تتحقق فلنا أن نسأل هل حيل بين الإخوان وبين تحكيم الشريعة أم أن هذا التيار قد أخفق
والجواب عن هذا السؤال مركب ومعقد لتعدد الأسباب وتشعبها
-وأولها: أن هذا التيار الصحوي الإخواني قد تعود على طرح عالي السقف للمزايدة على النظم لا تحكمه التزامات الدولة ولا تلجمه إكراهات السياسة بل كان يقدم نفسه كصاحب مشروع يملك حلا لكل المشاكل ويرفع شعارا يزعم أنه يجمع الخير من أطرافه
" الإسلام هو الحل "
وبما أن كل المشاريع السابقة كان مآلها الفشل صدق الناس أصحاب شعار لا مشروع الإسلام هو الحل فهل كان التيار الإخواني يرفع هذا الشعار لمجرد المزايدة السياسية أم أنه كان صاحب رؤية وبصيرة سياسية تمكنه من إقامة دولة إسلامية تصحح ما ازور في الوضع القائم وتبشر بالخير القادم هل كان هذا الشعار ثمرة مشروع اكتملت أركانه وظهرت جل معالمه أم أنه كان مجرد شعار يستر به هذا التيار عجز وبؤس عالمه
-وثانيها: الواقع الذي فرضته الهبة الشعبية وتداعياتها التي فاجأت الجميع نسق متسارع ومتغير لحظي أربك التيار الإخواني وجعل ما كان يلوح به من الحلول وما يصدره من الأفكار قيد الاختبار هامش المناورة شبه معدوم ومطالب الجماهير غير قابلة للنقاش
" لا يحكمنا إلا الذي يحقق مطالبنا "
وبما أن المشروع السياسي للإخوان له عنوان واحد وغاية محددة العنوان الإسلام هو الحل والغاية تطبيق الشريعة وهذا العنوان وتيك الغاية لا يقيمان دولة الإسلام إلا بعد دسترة الشريعة وتقنين الأحكام وهنا يظهر قصور الإخوان وتقصيرهم في بلورة تصور واضح لتطبيق الشريعة دستوريا لتكشف التجريبة خواء شعارهم ثم هتكت الممارسة سترهم وأظهرت لجماهيرهم قبل خصومهم أن تلك الشعارات كانت لمجرد حشد الناس واستتباعهم ولم تكن لتثبيتهم وإقناعهم بل كانت محاولة غبية لتغييبهم والتلاعب بعواطفهم باسم هويتهم وعقيدتهم ليفهم السذج ولا أظنهم فهموا أن أئمتهم ما كانوا يستعدونهم على حكامهم إلا من أجل اثبات الوجود لا من أجل الوفاء بالوعود أي أن هذه الجموع كانت مجرد وسيلة لفرض وجود الإخوان المسلمين وضمان استمرارهم وأن هم الإخوان لم يكن فرض الشريعة كثقافة تعيد تشكيل الرأي العام وتساهم في إعداد الناس لتقبل حكم وأحكام الإسلام وهنا يتطابق المضمر الإخواني مع السياسة المعلنة للنظام يجمعهما عدم تطبيق الشريعة لكن الإخوان يطالبون بها قولا ويرفضها فعل النظام أي أن ظاهر الخلاف بين الإخوان والحكام كان عن الحيز المخصص للدين في الفضاء العام الإخوان يطالبون بتوسيع الحيز الذي يشغله الإسلام في حين يلخصه النظام في جملة
" الدولة دينها الإسلام "
فلما أسقط النظام ووسد الأمر إلى الإخوان امتنعوا عن تطبيق الشريعة ولم يقيموا دولة يسوسها الإسلام إخوان تونس يرفضون تحكيم الشريعة ويمنعون دسترة تجريم التطبيع ورئيس مصر يعلنها صريحة لن ننقض المعاهدات السابقة أي أن ما أبرم مع الصهاينة لن تنقضه حكومة الإخوان وتتابعات اعتذارات الرئيس مرسي اعتذر عن كلمته في حق اليهود وزعم أن ذكر القردة والخنازير جاء عرضا وأخرج عن سياقه ما اضطره إلى مكاتبة رئيس الكيان الصهيوني ومبادلته التهاني وتمنيه الرفاه لصديقه العزيز شيمون بيريز ولشعبه الكريم ولعله خطاب مدسوس وفي هذا الخضم غاب الخطاب الانتخابي كما غاب تحرير القدس عن كل أدبيات الرئيس مرسي وترك نعت الصهاينة بالعدو ولم ينسبهم مذ ولي الحكم إلى القردة والخنازير ولم يقطع علاقته معهم ولم يطرد سفيرهم
وهو الذي كان يعيب على الرئيس حسني مبارك مجالسة العدو الصهيوني ولا يقبل منه مقابلة الأمريكان ومسايرتهم والانقياد لأمرهم فأصبح الرئيس مرسي صديقهم الحميم
-وثالثها: غياب التصور العملي لإدارة الدولة وتغييب الثورة الشعبية كوسيلة للتغيير في العقل الإخواني لتصاب حكومات الإخوان المسلمين بصمم عن مطالب الميادين وكانوا يتعاملون مع الغاضبين بطريقة أفقدتهم التواصل مع الشارع إلا من خلال منطق الفتونة والاستنجاد بالعصبة المؤمنة روابط حماية الثورة في تونس والشباب الإخواني السلفي في مصر وهذه الرعونة هي التي أذكت في الشوارع النفس المتمرد وعجلت بظهور تمرد
-ورابعها: انكفاء الإخوان إلى المربع الأول حيث العمل السري والتخطيط بعيدا عن العيون والأسماع وهذا أمر نادر في غاية الطرافة وحالة شبه فريدة جماعة تستميت لعقود في طلب الحكم ثم تتركه طائعة لتدار الدولة في غيابهم من الحرس القديم الذي أعاد ترتيب أوراقه ثم استعاد مواقعه وشاغل الإخوان في مواقع جانبية حتى بتنا نسمع رئيسا لمائة مليون يحرض أتباعه على مكرم محمد أحمد ويقول مستخفا بالقضاء معرضا بالقضاة ومشككا في نزاهتهم
[ بكره يبقى صفوت الشريف وزكريا عزمى يبقوا من الثوار ما كله بيطلع براءة دلوقتى ]
-أقال النائب العام عبد المجيد محمود وشكك في أمانته
-أشاع الفتنة بين المواطنين وشكك في ذمم بعض المصريين ثم قال بكل صفاقة
[ فى حد فى المنصورة اسمه فودة بيأجر البلطجية وفى حد فى الشرقية اسمه عاشور بيقطع سكينة الكهربا وفى حد فى المعادى بيأجر البلطجية وبيدوهم فلوس وسلاح علشان يقتلونا وبعد كده بينقبض عليهم وبيطلعوا براءة ]
-أشاط بدم محمد الأمين صاحب شركة المستقبل وقنوات السي بي سي ومنعه من السفر
-اتهم فتحى سرور وحسن عبد الرحمن وتوعدهما بالويل والثبور ثم انتهك حرمة الدستور
-طالب بسلامة الخاطفين والمخطوفين وجعل مصر ملاذا للإرهابيين وأعلن الحرب على الجيش السوري وأسهب في مدح وتملق صديقه العزيز شيمون بيريز -استقبل قتلة السادات ردا لاعتبار إرهابيي الستينات أليس هو صاحب عبارة الستينات وما أدراك ما الستينات
والصوابع
وحارة مزنوقه
والارد والارداتي
أما مرشدهم العام يلقن الرئيس القصاص القصاص ومرشد الإخوان في تونس يخون الجيش والأمن ويتهم الإعلام ويثني على قتلة يذكرونه شبابه في خطاب صبياني ومشهد عبثي لا يمت إلى خطاب رجل الدولة وبسبب هذه المشاغلة الفاعلة أسقط الإخوان في مصر أما في تونس فعاد النظام القديم إلى الواجهة من طريق الإخوان تفاديا للمواجهة
-وخامسها: استدعاء المنطق الهوياتي والعيش في ظلال وضلال المؤامرات أي أن الإخوان يكررون نفس ذرائع النظام القديم ويرددون نفس تهمه لكن حسب رؤيتهم للصديق والعدو ما جعلهم يخوضون معركة وهمية بين الإسلام والعلمانية وغاب عنهم أنهم ساسة هذا الشعب بكل أطيافه وأن هذا الخطاب التحشيدي الذي كان يعزز وجودهم لم يعد يخدمهم اليوم لأن أكثر ناخبيهم لم يكونوا إخوانا لكنهم راهنوا عليهم لإسقاط النظام من خلالهم فخذلوهم وأعادوا النظام لإذلالهم وأصبح شعار المرحلة الإخواني
" إسلامية إسلامية لا مدنية لا علمانية "
لكنه مجرد شعار لا يمكن تنزيله ليس لأن الإخوان لا يريدون تحكيم الشريعة بل لأنهم عاجزون عن الوفاء بوعودهم التي لم توجد في ظل مشروع لإدارة الواقع بل وجدت كورقة ضغط لتحسين المواقع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام منذ نشأته لم ديناً
س . السندي ( 2019 / 6 / 20 - 19:24 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي عبد الملك وتعقيبي ؟

1: كلام سليم ومن صلب الواقع والأحداث ، والسؤال ماذا بعد كل هذا الدمار والخراب ، وهل من متعظين ؟

2: عندما يصبح الدين مصدر سطوة وسلطة وتجارة ، يستحيل أن يكون من السماء ، ولا يقل انحطاطه عن الاتجار بالدعارة ، وهنا أتذكر قول للسيد المَسِيح لأتباعه ؟
ليس كل من يقول لي يارب يارب يخلص} ويقصد أروني أعمالكم قبل إيمانكم ؟

3: سوالي ، من المسؤول عن كل هذا الدمار والخراب في أوطاننا ، وعن كل هذا العفن الذي غزى عقول شبابنا ، وعن دماء كل هولاء الضحايا الأبرياء من السذج والمغفلين وحتى الارهابيين وإلى متى ؟

4: وأخيراً ..؟
لنكن شجعان ومنصفين ونقر بأن الاسلام لم يكن يوماً حلاً ، بل كان كارثة ووبالاً وليس حتى مشكلة لتحل ، بشهادة الواقع والتاريخ ، سلام ؟

اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة