الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللقاء الاخير مع جورج حاوي

أحمد السويسي

2019 / 6 / 21
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ذكرى الصديق تدوم الى الأبد…

"سنسهر اليوم عند جورج بطل، هل تاتي معنا؟"
-كان بودي ولكنني مرتبط على العشاء مع اصدقاء
-"اذن نلتقي بعد عودتي من السفر ، لن اغيب طويلاً، يومين على الاكثر"
كانت هذه آخر الكلمات التي سمعتها من جورج حاوي، فقد افترقنا على امل اللقاء بعد عودته من القاهرة، وفي اليوم التالي صعقنا بخبر اغتياله صباحاً اثر خروجه من منزله،،،

صعدت انا وكريم مروة وجورج البطل ونديم عبد الصمد الى بيته ساعات بعد الحادث ، تحدثنا الى زوجته التي كانت قد عادت للتو من المستشفى: " رأيته في آخر لحظة كان الانفجار قد مزق جسده وكان قد فارق الحياة. لقد نجحوا في اغتياله"
سمعت من صديقة فيما بعد ان احد رفاق جورج السابقين، الذي صار ممانعاً، كان في مكان الحادث يتمتم " هو الذي تسبب لنفسه في هذه الميتة، فقد رفض ان يفهم ان الامور قد تغيرت"!!!!!! وهذه شهادة، وإن كانت مزرية ، بأن جورج حاوي كان اكبر من حزبه التذي انحدر الى مستنقع الممانعة !!!

كنا نلتقي من حين لآخر في مقهى الجندول، حيث كنا نقيم انا وابو انيس بالقرب منه في وطى المصيطبة،،، اعتدت ان القي نظرة على المقهى كلما مررت به عائداً او خارجاً من بيتي ، علني اصادفه او كريم مروة او نديم عبد الصمد وغيرهم الذين كانوا يسكنون في المحيط نفسه.

ذاك اليوم جلست الى جورج لفترة اطول من العادة. كان يمر الرفاق القدامى على طاولته للسلام ، يتبادل معهم، برشاقته المعهودة ، اطراف الحديث ليعود الى ما كنا نتحدث فيه. كان مشغولاً بقضية " اغتيال سمير قصير التي كان يرى فيها فاتحة لعملية اغتيالات واسعة . "سوف يقتلوننا واحداً واحداً اذا لم ننجح بالوقوف في وجههم".
كان يدرك ان خسارتهم الانتخابات ، خصوصاً في الشمال، سوف تجعلهم اكثر شراسة. يساعدهم على ذلك الموقف الاكثر من متواطيء للرئيس اميل لحود!

لم يكن احتمال اغتياله هاجساً، وان كان يتوقعه،،، ومهما فعلنا اذا كان مقدراً لنا ان نموت غيلة فان الاحتياطات الامنية لن تنفع. " لقد اتخذ رفيق الحريري الاحتياطات كافة ولكنهم استطاعوا الوصول اليه". بهذا المعنى كان جورج حاوي يرى الى عمليات الاغتيال كجزء من اللعبة السياسية الجهنمية التي يجري التصدي لها بقوة منذ اغتيال الحريري،،،
هكذا كان ابو انيس، ينظر الى الامور دائماً بعين السياسي الواقعي. حتى عندما كان يحلم، كان يجذب الحلم الى ارضية الواقع ، لا ليتحقق ، بل لكي يقدر على اعطائه التفسير السياسي المناسب،،،

"نلتقي بعد عودتي من السفر"،،،
بل انا الذي ساسافر اليك يوماً ايها الرفيق الكبير،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي


.. بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ




.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ