الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي لا ننسى جورج حاوي

نايف جراد

2019 / 6 / 21
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كي لا ننسى جورج حاوي
"يا أنصار العقل اتحدوا!"
تمر اليوم الذكرى الرابعة عشر لاغتيال القائد الشيوعي اللبناني والقومي العربي الفذ جورج حاوي، الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني، مؤسس المقاومة الوطنية اللبنانية.
ما الذي يمكننا أن نستذكره في هذه المناسبة الأليمة؟
نستذكر الأمور والمسائل التالية، ونذكر بها من يريد ان يعتبر من التجربة والخبرة:
أولا. أن تكون قائدا حزبيا وسياسيا يتصدر صف القيادة، عليك ان تتقدم الصفوف في الكفاح الميداني، وتشكل نموذجا يحتذى للمناضلين، تتحمل الشقاء والعذاب والسجن والملاحقات، وتظل صامدا وملهما.
ثانيا. أن تكون قائدا لحزب يتطلع لدور الطليعة، عليك أن تكون مجتهدا، منفتح الفكر، تحارب الجمود العقائدي، ولا تبيع الشعارات الآيديولوجية للناس، تعمل العقل بالظواهر المحيطة، مجددا في الفكر والبرنامج والتنظيم وآليات العمل، حرا مستقلا، لا تخضع لمواقف مركز ما ولا ترفع المظلة حين تمطر في بلاد أخرى، تسعى بكل ما أوتيت من فكر حي ومنهج نقدي، لتعريب وتوطين الفكر وتبيئة العقيدة.
ثالثا. أن تكون قائدا يكسب احترام جماهيره وأقرانه وحلفائه وأصدقائه، عليك أن تكون كما قال طلال سلمان عن جورج حاوي: قائدا مشاكسا، مغامرا، مجادلا، محاورا، متبدلا، متحولا...أي كما قال جورج سماحة تتمتع ب"حيوية فائضة" تجعل الآخرين يعترفون بك وبدورك. وكي تكمل تلك الحيوية، عليك أن تعكسها في ممارستك لدورك القيادي، بحيث تؤمن بالتغيير، ولا تتربع على عرش القيادة طوال حياتك، بل ان تفسح في المجال للأجيال الأصغر ان تتولى القيادة والمسؤولية، من خلال تنحيك طواعية وأنت في عز العطاء والنشاط.
رابعا. أن تكون قائدا وطنيا فذا، عليك أن تنشد أولا واخيرا لمصلحة شعبك، لا ان تضع مصلحة الحزب الفئوية فوق مصالح الوطن، فتعمل أن تنخرط أنت وينخرط حزبك بكل جد، في تشكيل الائتلاف الوطني الديمقراطي الواسع، الذي يحترم التعددية والتنوع، ويشعر فيه كل وطني أنه شريك في القرار الحر وليس برغيا في الماكينة الضخمة التي يحتكر مركزها القرار.
خامسا. أن تكون قائدا قوميا عربيا تحترم ذاتك وأمتك، عليك أن تسعى لاعادة الاعتبار للعقل في العالم العربي، كي يتحرر من الاستلاب والسلفية والاغتراب، وبحيث تساهم في احداث ثورة حقيقية، كما يقول سعود حمد، تخرج الفكر القومي من متاهات شعارات القرن التاسع عشر إلى رحاب القرن الحادي والعشرين... وتخرج الفكر الديني من سطوة الجمود والسلفية والظلامية والمفاهيم والممارسات ومنظومة القيم التي شوهت الحقائق ولوثت العقول وحرفت الرسالة إلى رحاب العقل والتسامح والنور... وتخرج الفكر الليبرالي من سطوة الفكر الاستعماري الغربي والاتكال على نقل تجربة الغرب حرفياً دون أخذ ظروفنا بعين الاعتبار، الى رحاب الاعتماد على الذات الجماعية في اطار العملية المستدامة للتحرر والانعتاق.
الرحمة والسلام لروح جورج حاوي، والخزي والعار لمن اغتال هذه القامة والرمز. وحسبك يا أبا الأنيس، كما قال المطران جورج خضر " ان هذا المشرد الفلسطيني المدعو يسوع المسيح المنحاز للفقراء كان يجذبك"، وانك كنت تؤمن بأن المقاومة قد وجدت لتنتصر، ولسوف تنتصر.
وفي الختام أردد معك: يا أنصار العقل اتحدوا!
يا انصار العقل اتحدوا!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم