الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستمرارية شريان حياة

علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)

2019 / 6 / 22
المجتمع المدني


الاستمرارية، شرط أساسي وضروري لنجاح أي عمل أو كيان أو جسم . الإنقطاع والتوقف يعني الموت. فالمداومة تعكس الرغبة بالاستمرار. واللجوء إلى الحجج و اختلاق الأعذار إسلوب إلتوائي للتملص أو النفاد دون عقاب. فآفة المجتمع السوري خاصة، هو الاستمرارية.
تجد الفرد أو مجموعة من الأفراد وكذلك المؤسسات، وقد تحمست لفكرة معينة، تحضر وتجتمع وتخطط وتبني، وفق رؤية فردية لا جماعية، وفي حال لم يوافقها سرعان ما تبدأ بالتهرب أو الإعتذار، هذا إن كانت من النوع المسالم، أو تبدأ بالإعداد للتفجير، وتبدأ استخدام الوسائل الهجومية المناسبة من اتهام وتخوين وذم وقذف، حسب درجة الحالة .
المبادرات كثيرة . الأكثر منها الأطروحات النظرية. والأكثر من الجميع، الشعارات الكبيرة الفضفاضة، مثل: الإسلام هو الحل، لا حياة دون الديمقراطية، سبيلنا للتحرر الحرية. وعلى كافة الصعد .
في بدايات الثورة، أواخر عام 2013، اجتمعنا - كمجتمع مدني - مع مجموعة من الطلبة السوريين في جامعة غازي عنتاب ، نسألهم ما يريدون؟ فكانت المجموعة تطلب شيئا واحدا، بأنه في جامعة عنتاب، حوالي تسع اتحادات طلبة، كل اتحاد يتبع لحزب أو تنظيم أو جسم معين . وأن ذلك تشتيت للطلبة. حين طلبنا منهم تشكيل مجموعة نسخر لهم امكانيات الجمعية، رفضوا فهم لا يريدون وصاية أحد. وكان معنا مسؤول تركي للطلبة الأتراك في جمعية مدنية تركية ، فسألهم ماذا تريدون؟ قالوا له: نريد من جامعة عنتاب أن تلغي كل الاتحادات السورية التي شكلها الطلبة، وتشكيل اتحاد واحد بمعرفتها واشرافها. ضحك مسؤول الطلبة التركي وقال لهم: جامعة عنتاب لا تتدخل بهكذا أمور. الطلبة تشكل فيما بينها اتحاد أو رابطة وتنتخب ممثليها، ثم تطلب من ادارة الجامعة تحقيق ماطلبها. فالبناء عندنا من القاعدة وليس من القمة.
هذه الحكاية - وكنت شاهدا لها، مترجما، للمسؤول التركي في الجمعية المدينة ما يطلبه الشاب- تكررت في أكثر من مناسبة. سواء على الصعيد الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
المجتمع المدني يلعب دورا كبيرا في البلدان المتقدمة، أو المتطورة، أو حتى التي قطعت شوطا لا بأس به في الدولة المدنية، ودوره لجسر الواصل بين الشعب بكافة شرائحه مع الدولة. لم تعد الدول قادردة على تلبية احتياجات الشعب الذي تحكمه بمفردها مهما كانت قوية. فما بالك في شعب فقد وطنه وباعته حكومته في سبيل الحفاظ على كرسيها وهو حفاظ وهمي واهن كبيت العنكبوت.
لا بد من تنازلات. وتضحيات. و الأهم من كل ذلك الإيمان بالفكرة. والعمل على تنفيذها بشكل جماعي. والقرار الجماعي يتطلب من المنتسب لمجموعة ما أن يضع في حسبانه المصلحة العامة لا خاصة. والإيمان يتطلب البرهان وأحد دلائل البرهان الإستمرارية .
ولا تعني الاستمرارية العناد على رأي خاطئ ، يؤدي في الأغلب إلى كارثة تتجاوزه وتصيب كل من حوله. رأينا ذلك سابقا ونراه حاليا وسنراه مستقبلا طالما لم نتجاوزه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا