الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحببناه ولكن ...

حمزة ملحس

2019 / 6 / 23
المجتمع المدني


نعم كنتُ يوما ما من مناصريه ، نعم قفزتُ فرحاً عندما اعلنوه رئيساً للبلاد ، نعم ساد الحزنُ قلبي يوم تم سجنهُ ظلماً وبهتاناً ورأيتُ الفرح يغمر قلوب الشامتين والحاقدين . كان الرئيس الديمقراطي ، كان الرئيس الأول الذي يصل للحكم بأرادة الشعب وحدها. قد حاول ان يثبت بأنه جدير بالفرصة التي منحها إياها الشعب المصري ومازلت متأكد بأنه لم يأخذ فرصته الكاملة ، ولكن ماذا تفعل ان وقفت جميع أركان الدولة ضدك ؟ . كان الرجل المثقف المتعلم الذي لم يخضع يوما لارادة الخارج بل بقى شامخا مرفوع الرأس حتى آخر لحظة . ايها الرئيس اعدائك يرتجفون خوفا منك ميتاً كنت او حي فمت وانت مرتاح البال فأنت الآن حر في السماء مُكرم ونحن ما زلنا نمزق ثيابنا ندماً وحسرة ، فأنت في قلوبنا حي نبحث عن امثالك بين صفوفنا فلعل الحياة تبتسم مجددا لنا.

ايها الشعب العربي مرسي رحل الى الله ليحاكم هناك المحكمة الكبرى التي ليس فيها ظلم ولا عدوان هناك سيقف كل ظالم وكل مظلوم هنالك سيأخذ كل ذي حق حقه هناك عند الله جنة لأمثاله ونار لمن كان سبباً بقتله . ايها الشعب العربي لننسى ما حدث فالله لا يغفل عنه شيء اما نحن فعلينا ان نمسح دموعنا بأوراق التفائل فلنكف عن تمزيق ثيابنا حسرة و لنتوقف عن الشكوى و نبدأ بغرس اشجار الخير من جديد لعل الله يرسل لنا مرسي آخر. احببناه ولكن قد حان الوقت لنبدء بكتابة كتاب جديد صفحاته تاريخ جديد ترسمهُ انامل من الجيل الحالي فمرسي عليه من الله ما يستحق قد رحل وترك وصيتهُ التي فيها من العبر الكثير.

قد حان الوقت لنزيح عواطفا ولو قليلا ونترك القيادة للعقل و لنبدأ مرحلة البحث عن رئيس مدني يُعيد الفرحة على قلوب الشعوب ويرسم الضحكة علـى افواهنا بعد ان نسيناها . رئيس عينه تراقب الشعب وقلبه في بيوتهم ، رئيس لا تجره حبه للسلطة و الأموال للفساد وتعذيب الاحرار ، رئيس الظالم يعاقب والمظلوم يتحرر، رئيس ديمقراطي يعطي الحق للجيل الحالي بالقيادة وتسلم المناصب العليا ، رئيس توزع لديه المناصب حسب الكفاءة وليس حسب الواسطة واخيرا رئيس يتنح أن فقد ثقة شعبه .

لعل مرسي كان رسالة من الله أننا قادرون على رسم مستقبل مشرق بأيادي الأحرار وبأيدي من قتلوا يوماً لاجل الحرية و الوطن . لقد مللنا الصفوف والمراكز الاخيرة متـى سيحين الوقت لنتقدم خطوة الى الصفوف الامامية ؟. أدرك أن هذا لا يحدث بمائة يوم ولا بسنة فقد يحتاج الى عشرات السنين لكن سيحدث ان أزحنا العواطف والخيبات ووضعنا خطة مستقبلية الدور الأكبر فيها للشباب .

في يوما من الايام احتاجت فرنسا الى عشرين عاما بعد الثورة الفرنسية لتستفيق وتعود من جديد فما بالك بأحزاب قد تغلغلت بجميع اركان الدولة على مدار سنين ؟ . ما أعنيه أننا علينا أن نعطي أي رئيس قادم بانتخابات نزيهة حقه ووقته الكافي والفرصة الكاملة ليثبت جدارته وكفائته فأن استحقها قلنا نعم وإن لم يستحقها قلنا لا من دون خوف ولا قلق . ليكن ما حدث درس للمجريات المستقبلية و الاحداث القادمة وليكن مرسي عبرة ودرس مستفاد . خسرنا اليوم رجل ولكن قبل وفاته ترك لنا شق فيه بعض من النور وما علينا فعله الان هو ان نحافظ على هذا الشق وان نسعى على ان يدخل النور منه أكثر فهناك خير قادم بأمة قادمة ان شاء الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود


.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة




.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو


.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع




.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس